ليبرمان يطالب بسحب اللقب الأكاديمي من محاضر فلسطيني

مؤتمر ضد «الأبارتهايد» في إسرائيل.. وزحالقة يعتبر ممارساتها ضد العرب أسوأ

TT

هاجم وزير الخارجية الإسرائيلي المستقيل أفيغدور ليبرمان، مجموعة من الأساتذة الجامعيين والنشطاء السياسيين العرب من «فلسطينيي 48»، ودعا إلى إقالة أحد المحاضرين الذين نظموا مؤتمرا في مدينة الناصرة العربية، أمس، حول التمييز العنصري والأبرتهايد ضد الفلسطينيين.

وكتب ليبرمان على صفحته في «فيس بوك»، أمس: «يشارك المحاضر في جامعة حيفا، الدكتور يوسف جبارين، اليوم في ندوة لتشجيع الحظر الدولي على إسرائيل في مدينة الناصرة، يحمل عنوان (الأبارتهايد الإسرائيلي) علما بأن دكتور جبارين سيتحدث حول موضوع العنصرية داخل حدود الخط الأخضر»، وأضاف ليبرمان: «بغض النظر عن كل الأسباب، ولمجرد أنه لم يفهم ما معنى أن يقدم محاضر عربي إسرائيلي محاضرة حول (الأبارتهايد) في إسرائيل، أرى من المناسب سحب لقبه الأكاديمي، ناهيك من ذلك، أطالب وزارة المعارف وإدارة جامعة حيفا بالعمل ضد جبارين ومحاضرين آخرين أمثاله الذين يقفون ويشوهون سمعة إسرائيل، كما يجب وقف تمويلهم ووقف دفع معاشاتهم».

ولاقى هجوم ليبرمان على جبارين ردود فعل مؤيدة ومتطرفة على صفحته في «فيس بوك». وانضمت منظمة «إم ترتسو» اليمينية المتطرفة، التي يقودها عضو الكنيست عن الليكود موشيه فايغلين، إلى هذه الدعوة، وقالت إن «هؤلاء العرب الذين يشوهون سمعة إسرائيل يجلبون لأنفسهم الترحيل عنها. فإذا كانوا يرون في إسرائيل دولة (أبارتهايد) لا يطيقونها ولديهم قدرات أكاديمية، فلماذا لا يرحلون عنها ولا يتنازلون عن جنسيتهم فيها؟».

وكانت مجموعات سياسية مختلفة في أنحاء العالم قد نظمت وللسنة السابعة على التوالي، فعاليات «أسبوع مقاومة الأبارتهايد الإسرائيلي»، للتثقيف حول سياسات وممارسات إسرائيل العنصرية التي تؤثر على الشعب الفلسطيني بمكوناته الثلاثة؛ في أراضي 1967 و1948 والشتات، ولدعم الحملة العالمية لمقاطعة إسرائيل التي تستند لنداء المجتمع المدني الفلسطيني لمقاطعة إسرائيل وسحب الاستثمارات منها وفرض العقوبات عليها. وقد لاقت فعاليات الأسبوع اهتماما واسعا، حيث شاركت فيها أكثر من 60 مدينة من جميع أنحاء العالم.

ويقول المنظمون إن «فعاليات الأسبوع تتركز على تصوير وفهم إسرائيل بوصفها دولة (أبارتهايد)، والعمل على إنهاء التواطؤ الدولي مع إسرائيل، الذي يضفي الشرعية على نظام (الأبارتهايد) الإسرائيلي».

وفي هذه السنة، تقرر عقد فعاليات أسبوع مقاومة الأبارتهايد الإسرائيلي على مدى أسبوعين في الفترة ما بين 7 و21 مارس (آذار) 2011. وسيتخلل الأسبوع العديد من الأنشطة بما في ذلك المحاضرات وعرض الأفلام إضافة إلى الفعاليات المتنوعة التي تسلط الضوء على معنى نظام الفصل العنصري وعلى نجاحات تجارب الحملة العالمية لمقاطعة إسرائيل. كما يحتوي البرنامج نشاطات تثقيفية حول المظالم الكثيرة والمستمرة، التي تجعل من حملة المقاطعة وحركتها العالمية والمحلية عنصرا حاسما في معركة الإطاحة بنظام الفصل العنصري الإسرائيلي.

وفي حديث مع الناشطة وإحدى القيمين على نشاطات أسبوع مقاومة «الأبارتهايد» الإسرائيلي في الجامعة العبرية بالقدس الغربية، يارا سعدي، قالت: «إن ما نعيشه اليوم هو من دون شك أحد وجوه نظام (الأبارتهايد)، ويتمثل ذلك في ممارسات مختلفة: في الحصار المستمر على غزة، والجدار الفاصل وحواجزه، وتهويد البلدات العربية، وهدم البيوت، وسياسات ممنهجة عنصرية، وسنّ قوانين فاشية.. والقائمة طويلة. وإذا نظرنا إلى ما كان يحصل تحت نظام (الأبارتهايد) في جنوب أفريقيا، نجد الكثير من التشابه! فمن خلال هذا الأسبوع، ندعو العالم ليتعامل مع إسرائيل على أنها دولة (أبارتهايد)، وذلك بحسب ميثاق المجتمع الدولي منذ سنة 1965 الذي اعتبر (الأبارتهايد) جريمة غير مقتصرة على جنوب أفريقيا، وبالتالي أقرّ أنه على المجتمع الدولي اتخاذ الإجراءات كافة القانونية والإدارية والاقتصادية بحق أية دولة ترتكب جريمة (الأبارتهايد)، وتشمل هذه الإجراءات فرض العقوبات والمقاطعة الشاملة ومحاكمة الجناة إلى أن تنتهي الجريمة».

وأضافت سعدي أن «نشاطات أسبوع مقاومة (الأبارتهايد) في إسرائيل يتخذ أبعادا أخرى. أولا يشكل هذا الأسبوع فرصة لكشف حملات المقاطعة وتسليط الضوء على نجاحاتها التي قلما تحظى بعنوان في صحفنا المحلية». وتابعت القول إن عددا من الفنانين العالميين أعلن رفضه الحضور لإسرائيل لكونها دولة «أبارتهايد»، كما يستقبل المحاضرون والسياسيون الإسرائيليون بالإدانة لهم ولإسرائيل في جامعات مختلفة في العالم، وذلك إضافة للحملات المتصاعدة في أوروبا وأميركا ضد المنتجات إسرائيلية. «فهذه الحملات أصبحت تشكل مشكلة جدية لإسرائيل، وإثبات على ذلك هو القانون ضد المقاطعة الذي صادق عليه الكنيست بالقراءة الأولى قبل يومين، حيث يفرض القانون عقوبة على أي مواطن إسرائيلي يشارك بالمقاطعة الاقتصادية، الثقافية والأكاديمية لإسرائيل. إثبات آخر هو الضغوط التي تفرضها إسرائيل اليوم بهدف إفشال أسبوع مقاومة الأبارتهايد ومنها إرسال طلاب إسرائيليين لعرض (وجهة) نظرهم لما يحدث هنا».

وقال الدكتور جمال زحالقة، رئيس حزب التجمع الوطني، إن النظام الإسرائيلي هو نظام «كف اليد» الذي أساسه دولة «يهودية ديمقراطية» في التعامل مع اليهود، «ويتفرع عنه خمسة أنظمة: نظام تمييز عنصري ضد وجود العرب بالداخل، ونظام شبيه (الأبارتهايد) في الضفة الغربية، وهو أسوأ من نظام (الأبارتهايد) الذي كان في جنوب أفريقيا في أسوأ فتراته، فهو يتحكم بحركة الناس ويضع الحواجز ويقسم الضفة. ونظام سجن في غزة وهو «اختراع إسرائيلي» تلعب به إسرائيل دور السجّان ويجعل الحصار على غزة أطول حصار في التاريخ، ونظام مركب وخاص بالقدس، وهو أيضا من صنع إسرائيلي، فريد من نوعه، يعتمد التهويد، والاستعمار، والطرد، والمصادرة، وهدم البيوت، والنظام المفروض على اللاجئين الفلسطينيين الذي يمنع اللاجئ من العودة لوطنه. ففي خلاصة ذلك، النظام الإسرائيلي لا يحكم فقط اليهود، إنما يحكم أيضا الشعب الفلسطيني، فإسرائيل تقنع العالم بلعبة ذكية بأنها ديمقراطية عبر الكنيست، ولكنها بالواقع تسيطر وتهيمن على الفلسطيني في كل أماكن وجوده. فالنظام الإسرائيلي هو من العائلة نفسها للنظام في جنوب أفريقيا، لكنه أسوأ، لأنه قام على تهجير معظم شعبنا أيضا وليس فقط الفصل العنصري، والفرق بينهما، أن النظام في جنوب أفريقيا حاول استغلال الموارد البشرية في الحياة والعمل والمصانع، بينما النظام هنا يريد الأرض ولا يريد الإنسان، حسب سياسة (أكثر ما يكون من الأرض وأقل ما يكون من العرب)».