جدل بسبب تقارير عن تورط حماس في قتل جنود مصريين بسيناء

إرجاء ترحيل 7 فلسطينيين ضبطوا بمطار القاهرة لاستكمال التحقيق معهم

TT

أثارت تقارير صحافية نشرت في القاهرة عن تورط قياديين بحركة المقاومة الإسلامية (حماس) في حادث مقتل 16 جنديا مصريا بسيناء أغسطس (آب) الماضي جدلا حول علاقة نظام الرئيس محمد مرسي بحركة حماس. يأتي ذلك وسط تضارب في الأنباء حول مصير 7 فلسطينيين أوقفتهم سلطات مطار القاهرة الدولي أول من أمس وقالت إن «معهم خرائط ورسومات كروكية لمنشآت سيادية مصرية قبل أن تتراجع عن ذلك الاتهام مؤكدة أن الخرائط التي ضبطت معهم تخص منشآت فلسطينية في غزة».

وقتل 16 ضابطا وجنديا مصريا في هجوم مسلح على كمين أمني بسيناء في شهر أغسطس (آب) الماضي خلال تناولهم طعام الإفطار الرمضاني، فيما لم تعلن أجهزة التحقيق العسكرية عن الجهات المسؤولة عن الحادث، رغم أن الرئيس مرسي أكد في خطاب متلفز له عقب الحادث، أنه «سيتم الإعلان عن المتورطين في الهجوم.

وقال مصدر عسكري أمس إن «التحقيقات التي تجريها القوات المسلحة في حادث مقتل الجنود المصريين لم تنته حتى الآن»، داعيا أي مواطن لديه معلومات حول القضية ضرورة التوجه إلى النيابة العسكرية، والإدلاء بها، حتى يتسنى كشف الجناة الحقيقيين وتقديمهم للمحاكمة.

ونشرت مجلة «الأهرام العربي» في عددها الأسبوعي أمس، تقريرا يتهم 3 من قادة حركة حماس هم أيمن نوفل القيادي في كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس، وكان محكوما عليه بالسجن بتهمة التحريض على اقتحام الحدود المصرية عام 2008 وهرب نوفل من سجن المرج خلال أحداث ثورة يناير عام 2011، ومحمد إبراهيم صلاح أبو شمالة الشهير بأبو خليل، قائد في الصف الأول من حركة حماس، ورائد العطار مهندس عملية خطف الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط.

من جانبها، أدانت حركة حماس ما تم نشره بهذا الصدد، مؤكدة أن كل ما نشر هو محض افتراء، وقال سامي أبو زهري الناطق باسم حماس، في بيان صحافي أمس، إن «الحركة تستهجن استمرار هذه الحملة الإعلامية، التي تهدف إلى تشويه صورة المقاومة الفلسطينية».

وأضاف أبو زهري أن «إعادة إثارة جريمة مقتل الجنود المصريين تهدف، بكل أسف، إلى الإساءة للعلاقات التاريخية بين الشعبين المصري والفلسطيني، ولن يستفيد منها إلا الاحتلال الإسرائيلي». وأكد أن الجهات الأمنية المصرية لم تبلغ الحركة عن تورط أي فلسطيني في الجريمة، وأنهم فوجئوا ببعض وسائل الإعلام المصرية تورد أسماء لقيادات فلسطينية بزعم أن لها علاقة بالجريمة، وأن المعلومات تم الحصول عليها من قيادي في حماس.

ورصد عدد من المحللين حالة من الغضب المكتوم بين الرئاسة والقوات المسلحة على خلفية هدم الجيش للأنفاق السرية بسيناء ورفضه وجود مسلحين بسيناء، إضافة إلى حزمة من المشاكل الداخلية التي لا يريد الجيش التورط فيها.

من جهة أخرى، أرجأت السلطات المصرية أمس ترحيل سبعة فلسطينيين تم ضبطهم في مطار القاهرة الدولي أول من أمس عقب وصولهم على متن طائرة قادمة من سوريا وبحوزتهم خرائط وصور لبعض المنشآت الحيوية والسيادية في البلاد.وقالت مصادر أمنية إن «تأجيل الترحيل يأتي بسبب استكمال التحقيقات مع الفلسطينيين السبعة، بعد أن اشتبه جهاز الأمن الوطني في اعتزامهم القيام بعمليات تخريبية في مصر ردا على هدم الجيش للأنفاق السرية مع غزة». وكان مقررا أن يتم ترحيل الفلسطينيين السبعة إلى غزة عبر ميناء رفح البري، الواصل بين سيناء وغزة.

وكشفت مصادر أمنية بمطار القاهرة الدولي عن أنه أثناء إنهاء إجراءات الجوازات اشتبه ضابط الجوازات بالفلسطينيين السبعة، فاستدعى فرق التأمين، وأثناء تفتيش حقائبهم، اكتشف رجال الأمن وجود رسم كروكي لمنشآت مصرية سيادية، فتم نقلهم إلى جهاز الأمن الوطني، وتبين أنهم دخلوا مصر عبر أنفاق غزة، ومنها إلى سوريا، ثم توجهوا إلى إيران التي دخلوها دون إثبات خاتم الدخول على جوازات سفرهم، وهو ما أثار شكوك سلطات المطار.

وقالت المصادر إن «المتهمين كانوا في إيران منذ فترة وجيزة، وانتقلوا إلى سوريا، ثم إلى القاهرة، وعثر بحوزة أحدهم على ملف ورقي به بعض صور لمؤسسات حيوية وعسكرية في مصر، بجانب حيازته لأوراق مدونة بخط اليد، عن كيفية تصنيع المتفجرات، والتدريبات العسكرية والتعامل مع الكمائن الشرطية ليلا، إضافة إلى مخططات إرهابية تستهدف تفجير بعض المنشآت في مصر».

وأشارت المصادر الأمنية إلى أن قرار إخلاء سبيلهم وترحيلهم صدر بعد أن تبين أن الرسومات التي ضبطت بحوزتهم هي لمنشآت فلسطينية في قطاع غزة، وأن عدم ختم جوازات سفرهم بخاتم الخروج من سورية جاء لقيامهم بإنهاء إجراءات سفرهم ووصولهم إلى دمشق ببطاقات سفر منفصلة، حيث توجهوا بها إلى إيران، حيث اصطحب بعضهم ثلاثة كتب إيرانية معهم حصلوا عليها هدية خلال زيارتهم لإيران.

وأوضحت المصادر أن كل الخطط الخاصة بالتعامل مع الأكمنة والقتال الليلي وتحديد مرمى القذائف الثقيلة وخطط الهجوم على المنشآت والتدريبات العسكرية وتصنيع المتفجرات، والتي تم العثور عليها معهم تأتي في إطار عملهم في أحد الأجهزة الأمنية الفلسطينية وليست موجهة ضد مصر أو أي دولة أخرى.