وزير الداخلية اليمني لـ «الشرق الأوسط» : عصابات منظمة تهرب الأفارقة للسعودية عبر اليمن

إعادة مصريتين و4 سوريات إلى الأراضي اليمنية بعد محاولتهن عبر جازان

وزير الداخلية اليمني اللواء عبد القادر قحطان
TT

كشفت مصادر أمنية سعودية، من بينها حرس الحدود، لـ«الشرق الأوسط»، عن رصد تسلل 6 نساء من جنسيات عربية مع أبنائهن، وذلك عبر الجبال المتخامة للحدود السعودية مع اليمن.

وقالت إحدى السيدات، وهي مصرية جلبت ابنيها بحجة أداء العمرة، وذلك في تصريح لـ«الشرق الأوسط» من داخل التوقيف بمركز الطوال التابع لقيادة حرس الحدود السعودية بمنطقة جازان (جنوب غربي البلاد): «لقد قدمت من مصر عن طريق شركة قالت إن الذهاب عبر اليمن سهل ومتاح ومشروع». وأضافت: «لقد دفعت مبلغا يعادل 5 آلاف ريال لأحد المهربين في اليمن ليمكننا من الدخول، بعدما تورطت هناك عقب قدومي بالطائرة من مصر».

وتحدث المصدر عن إحباط محاولة تسلل أربع سوريات، ومصريتين. وفي المقابل، أكد العقيد عبد الله بن محفوظ مدير الشؤون العامة لحرس الحدود بجازان: «لقد تم ترحيل المرأة والخمس الأخريات في اليوم التالي الذي أعقب إلقاء القبض عليهن».

من جانبه، أكد وزير الداخلية اليمني اللواء عبد القادر قحطان لـ«الشرق الأوسط» أن «هناك عصابات منظمة تساعدهم وتنقلهم وتعمل على إيهامهم بأنهم إذا ما وصلوا إلى اليمن فإنهم في السعودية، ويكتشفون أخيرا أنهم في اليمن ويتم ضبطهم محاولين التسرب إلى المملكة، وتتم إعادتهم إلى اليمن.. في الحقيقة نحن نعاني كثيرا بالنسبة للقادمين من القرن الأفريقي».

وفيما يتعلق بمستجدات المشكلات التي تعانيها الحكومتان السعودية واليمنية المتعلقة بالحدود ودخول المتسللين، قال اللواء قحطان: «إن التنسيق مستمر بيننا وبين السلطات السعودية في هذا الإطار، ونعترف بأن الناحية الأمنية لدينا في تلك المنطقة شحيحة، وفي المقابل يعاني أبناء اليمن من الفقر والعوز، ويحاولون الدخول غير المشروع إلى المملكة، ونتفق مع المملكة بمكافحتها بالأساليب المعقولة التي تحفظ سلامة أبناء اليمن، وتحفظ سلامة السعودية».

وفي معرض رد الوزير على سؤال «الشرق الأوسط» المتمثل في قبض السلطات السعودية على متسللين من جنسيات عربية وأفريقية، علق اللواء قحطان بالقول: «هذه معاناة حقيقة وكبيرة، وسواحلنا واسعة جدا، ولم يتم إحكام السيطرة الكاملة عليها، والدخول غير المشروع لدينا من القرن الأفريقي يتم بصورة مترددة، والجمهورية اليمنية من أكبر المتضررين من هذا الدخول». وأضاف: «نرحل ما لا يقل عن مائة شخص خصوصا من إثيوبيا، وغالبية من يحاول الدخول غير المشروع يبحث عن العمل، لكن في المقابل هناك من يدعمهم للأسف».

كجريمة منظمة في الاتجار بالبشر لكن هناك تهريب البشر وليس اتجار في البشر. عمليات التهريب وما يصاحبها من استغلال وتعريض الناس للخطر، لأن الكل يريد الدخول إلى السعودية بحثا إلى العمل.

وفي جانب آخر، قال وزير الداخلية اليمني إن وجود إيران لم يعد مقتصرا على توجيه أصابع وحسب في اليمن، بل إنه بات أمرا واقعا، وتدخل إيران في اليمن أصبح يعد واضحا، وقد ضبطت كميات أسلحة، واستدعي فريق من مجلس الأمن المعني بالعقوبات على إيران وحظر المجلس ووثقها، والإجراءات الدولية جارية في هذا الصدد، ويجب إشعار المجتمع الدولي بمخاطر إيران نحو أشقائها.

وجاءت تصريحات الوزير خلال مشاركته يوم أمس في أعمال الدورة الحادية والثلاثين لمجلس وزراء الداخلية العرب المنعقدة في العاصمة السعودية الرياض.