موسكو تؤكد رفض النشاط الاستيطاني.. وتدعو لاستئناف المفاوضات

بوتين يلتقي عباس قبيل زيارة أوباما لرام الله

TT

قبيل الزيارة المرتقبة للرئيس الأميركي باراك أوباما لتل أبيب ورام الله، والأولى بعد اكتساب فلسطين وضعية الدولة والعضو المراقب في الأمم المتحدة في 29 نوفمبر (تشرين الثاني) عام 2012، استقبل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين نظيره الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) الذي كان وصل إلى موسكو في زيارة هي العاشرة في سلسلة زياراته للعاصمة الروسية منذ توليه الرئاسة قبل 8 سنوات.

واستهل بوتين اللقاء بالإشارة إلى أن «روسيا ستبذل كل ما بوسعها من أجل استقرار الأوضاع في الشرق الأوسط». وإذ قال إن «الأوضاع في المنطقة تبقى معقدة»، أعرب عن أمله في تطورها الإيجابي، مؤكدا أن بلاده ستبذل قصارى الجهود من أجل تحقيق مثل هذا الهدف. وأعرب بوتين عن يقينه بتطور العلاقات الروسية – الفلسطينية، مشيرا إلى أن «هذه العلاقات تستند إلى أساس تاريخي متين، وهو ما سيساعد على الاستمرار في تطور هذه العلاقات اليوم وغدا» على حد قوله.

من جانبه، قال أبو مازن إن العلاقات بين البلدين ومنذ البداية تتطور بنجاح، ليس على المستوى السياسي فقط، بل وفي المجالات الاقتصادية والإنسانية والثقافية. وأكد إصرار الجانب الفلسطيني على تطوير هذه العلاقات، بينما أعرب عن أمله في استئناف مفاوضات السلام البناءة مع الجانب الإسرائيلي خلال السنة الحالية. ورغم اعترافه بأن «الأمل ليس كبيرا»، قال إنه على يقين من التوصل في نهاية المطاف إلى تسوية سياسية على أساس مبدأ الدولتين.

وقالت مصادر في موسكو إن الجانبين خلصا إلى ضرورة تنشيط الاتصالات الثنائية وعلى مستوى الرباعية الدولية انطلاقا من قرارات الأمم المتحدة ومقررات مؤتمر مدريد للسلام والمبادرة العربية.

وكان الرئيس عباس التقى أيضا أمس في موسكو ديمتري ميدفيديف، رئيس الحكومة الروسية، الذي بحث معه «أهم جوانب التعاون الثنائي ووضع خطط لتعزيز العلاقات»، حسب المصادر الرسمية. وفي بيان أصدره الجهاز الصحافي للكرملين بمناسبة هذه الزيارة، قال الناطق الرسمي باسم الرئيس الروسي «إن موسكو تقيم عاليا علاقات الصداقة التاريخية التي تربط روسيا مع فلسطين والدور الخاص الذي يلعبه الحوار المكثف بين الجانبين على أعلى المستويات في تطوير تلك العلاقات». وأشار البيان إلى أن هذه الزيارة هي الأولى لعباس بعد اكتساب فلسطين صفة الدولة والعضو المراقب في الأمم المتحدة يوم 29 نوفمبر عام 2012». ومضى الناطق قائلا «إن روسيا تولي أهمية كبيرة لتعميق التعاون في شتى المجالات. ويلعب الحوار المكثف بين الجانبين على أعلى المستويات دورا خاصا في تطوير تلك العلاقات».

وأكد البيان الاهتمام المتبادل بين الجانبين بتوسيع التعاون في مجال التجارة والاقتصاد والاستثمارات المشتركة. وتحدث عن تشكيلات العمل المشتركة، وبالدرجة الأولى مجلس الأعمال الروسي الفلسطيني، والتي من شأنها الاضطلاع بتنفيذ هذه المهام. وأشار إلى أن روسيا تقوم تقليديا بتقديم الدعم إلى الشعب الفلسطيني في شتى المجالات، وأنها كثيرا ما أرسلت المعونات الإنسانية والمساعدة المالية التي بلغت 30 مليون دولار. وفي ديسمبر (كانون الأول) الماضي أوصلت طائرة تابعة لوزارة الطوارئ الروسية بإيصال المعونات الإنسانية لأهالي قطاع غزة. وأشار البيان إلى أن روسيا ستدفع اشتراكاتها في ميزانية وكالة الشرق الأوسط الأممية لمساعدة اللاجئين الفلسطينيين إلى جانب المشاركة في تنظيم عمل الوكالة. كما تقدم المساعدة لفلسطين في إعداد الكوادر الوطنية، إلى جانب تنشيط الحركة السياحية الروسية للأراضي الفلسطينية التي يزورها كل عام ما يزيد على 200 ألف روسي. وأشار البيان كذلك إلى إقامة علاقات التوأمة بين مدن بيت لحم وسان بطرسبورغ، وبين رام الله والمنطقة المركزية في موسكو. وأضاف أن الرئيس عباس كثيرا ما قام بزيارة مختلف الأقاليم الروسية، ومنها جمهوريات الشيشان وداغستان وتتارستان وبشكيريا وتشوفاشيا.