النجيفي يشارك بـ«نصرة الإمام الأعظم» وسط إجراءات أمنية غير مسبوقة في الأعظمية

شاهد عيان: الجيش تولى مهمة تصوير المصلين.. ورئيس البرلمان وصل مشيا

أسامة النجيفي
TT

مشيا على الأقدام من ساحة عنتر في مدينة الأعظمية شمال غربي بغداد وباتجاه جامع الإمام الأعظم أبو حنيفة النعمان وصل رئيس البرلمان العراقي أسامة النجيفي برفقة عدد من نواب القائمة العراقية لأداء الصلاة بعد قيام الأجهزة الأمنية والعسكرية هناك من قطع الطرق المؤدية إلى الجامع وقد شمل ذلك موكب النجيفي نفسه. وطبقا لشاهد عيان ومقرب من رئيس البرلمان كشف لـ«الشرق الأوسط» أن «النجيفي قطع المسافة مشيا على الأقدام بخلاف ما كان قد تم الاتفاق عليه أول من أمس الخميس عندما زار الأعظمية حيث كانت قد حصل اتفاق مع قيادة عمليات بغداد بتأمين الزيارة وأداء الصلاة بصورة طبيعية». وأضاف شاهد العيان الذي طلب عدم الكشف عن اسمه أن «النجيفي غضب مما شاهده وأنه أمر بتسجيل أسماء الضباط المسؤولين عن القاطع ووعد بمعاقبتهم». وأوضح شاهد العيان أن «الإجراءات العسكرية ليست كثيفة فقط وإنما غير مسبوقة حيث شاركت فيها كل أنواع القطعات العسكرية من قوات نظامية إلى شرطة اتحادية إلى مكافحة الشغب إلى قوات سوات المسؤولة عن مكافحة الإرهاب»، مشيرا إلى أن «من المفارقات اللافتة للنظر أن الجيش مع كل أنواع الأسلحة التي كان مدججا بها فإنه كان يحمل هراوات بيده بالإضافة إلى ما هو أغرب من ذلك وهو قيامه بتصوير المصلين ممن يدخلون الجامع ويخرجون منه تصويرا فوتوغرافيا وتلفزيونيا الأمر الذي لفت الانتباه بقوة فيما إذا كانت قد استحدثت مهمة جديدة للجيوش في العالم وهي التصوير الفوتوغرافي والفديوي». وكان الآلاف من أهالي العاصمة بغداد توجهوا إلى مدينة الأعظمية من مختلف الأحياء ذات الغالبية السنية في بغداد مثل العامرية والغزالية والخضراء وحي الجامعة والسيدية والدورة للمشاركة في جمعة «نصرة الإمام الأعظم». من جانبه أكد عضو البرلمان العراقي عن القائمة العراقية مظهر الجنابي الذي شارك مع النجيفي في صلاة الجمعة بجامع أبو حنيفة في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «قيامنا بأداء الصلاة في جامع أبو حنيفة جاء لأكثر من سبب الأول هو مشاركة أهلنا في الأعظمية ومن أتباع مذهب الإمام أبي حنيفة لأداء الصلاة في هذا الجامع بعد أن كانت منعت الأسبوع الماضي يضاف إلى ذلك أننا أردنا أن نبعث رسالة إلى الكثير من الدول المجاورة أو غيرها من التي تتبع مذهب الإمام أبي حنيفة أن الصلاة فيه غير ممنوعة وهو ما جرى الاتفاق بشأنه مع الجهات الرسمية»، مشيرا إلى أن «دولا مثل تركيا وماليزيا وغيرها سألتنا إن كانت قد تم منع الصلاة في مسجد الإمام الأعظم الذي يتبعه 750 مليون مسلم في العالم». وأشار الجنابي إلى أن «الصلاة لم تمنع في مسجد أبو حنيفة عبر التاريخ إلا خلال فترة الاحتلال الفارسي للعراق ولذلك فإن تكرار منعها الآن تحت هذه الذريعة أو تلك بات يثير مخاوف المسلمين في العالم وقد حرصنا على تبديد هذه المخاوف»، معتبرا أن «ما شاهدوه خلال مجيئهم إلى الجامع أمر مبالغ فيه جدا حيث إن نحو 50% ممن كانوا يرومون الصلاة لم يتمكنوا بسبب المبالغة في الإجراءات فضلا عن أن مستوى التعاون من قبل الأجهزة الأمنية لا يتعدى الـ30% وهو أمر مؤسف». وردا على سؤال بشان طبيعة الاستجابة الحكومية للمطالب قال الجنابي «أود أن أوضح نقطة أساسية هنا وهي أنه لا يوجد أحد حتى داخل البرلمان ومن مختلف الكتل لم يشد بسلمية المظاهرات ما عدا نواب اثنين من دولة القانون وبالتالي فإن هذا الأمر وحده يجب أن يجبر الحكومة على التعاطي السريع مع المطالب غير أن ما نلمسه في الواقع لا يكاد يتعدى نسبة 10% مما خرج من أجله المتظاهرون وهو ما يعني أن هناك عدم جدية وأن هناك من يحاول أن يوصل رسائل للجهات العليا تتعلق بنظرية المؤامرة من قبيل الأجندات والدعم الخارجي وما إلى ذلك من كلام». وكان إمام جامع أبو حنيفة الشيخ أحمد الطه قد أكد في خطبته أمام المصلين استمرار سلمية المظاهرات نافيا أي سمة طائفية فيها مطالبا منظمات المجتمع المدني العراقي ومن كل الأطياف بالمشاركة فيها لأنها ذات مطالب مشروعة معتبرا أن الحكومة فقط هي من تقول بطائفية المظاهرات وهو أمر يؤسف له.