خطاب الرئيس المصري لأهالي بورسعيد يفجر الغضب بالمدينة مجددا

مرسي التقى قوات الأمن المركزي وأعلن دعمه للشرطة.. والآلاف يطالبون بتدخل الجيش

تظاهر الآلاف من المصريين ضد حكومة الرئيس مرسي أمام منصة النصب التذكاري بحي مدينة نصر لدعم الجيش في مظاهرة «الفرصة الأخيرة» التي دعا إليها عدد من الحركات السياسية والشخصيات العامة أمس (أ.ب)
TT

فيما التقى الرئيس محمد مرسي جنود الشرطة وأدى معهم صلاة الجمعة أمس في محاولة لامتصاص الغضب داخل وزارة الداخلية، وما أعلنه بعض الإسلاميين من تشكيل لجان شعبية في البلاد بديلا عن جهاز الشرطة للقضاء على الفوضى الأمنية، خرجت مظاهرات غاضبة ضد الرئيس مرسى في مدينة بورسعيد الساحلية لإعلان رفضهم لما جاء في كلمته المتلفزة الليلة قبل الماضية والتي أبدي فيها حزنه على سقوط قتلى على خلفية النطق بالحكم في قضية مذبحة استاد بور سعيد أواخر يناير (كانون الثاني) الماضي، وتظاهر الآلاف أمام المنصة أمام النصب التذكاري بحي مدينة نصر لدعم الجيش في مظاهرة «الفرصة الأخيرة» التي دعا إليها عدد من الحركات السياسية والشخصيات العامة.

وزار الرئيس مرسى مقر قيادة الأمن المركزي بالدراسة وأدى مع جنود وضباط الشرطة صلاة الجمعة، قائلا لهم: «أنتم جنود مصر الذين تقومون على حماية الوطن وأمن المواطنين وأمن المؤسسات، وتقومون بتحقيق الأمن بكل معانيه». وأضاف مرسي: «أنتم العين الساهرة التي تحمى هذا الوطن.. وأنتم بذلك تخدمون وطنكم الذي يقدركم ويحتضنكم، وينتظر منكم التضحية.. وأنتم تعرفون أن هذا الوطن يمر بظروف دقيقة.. وأنتم في العين والقلب.. وأنتم أحد جناحي حماية الوطن مع القوات المسلحة داخله وخارجه».

وقال الرئيس مرسى: «احذروا الشائعات وعدونا في الخارج يسعى إلى تفريق جمعنا»، مؤكدا أن شعب مصر العظيم بكل مكوناته والوطن يقدركم، و«هذا عبورنا الثالث بعد عبور أكتوبر (تشرين الأول) عام 1973 وثورة 25 يناير عام 2011، وقد أراد الله سبحانه وتعالى أن يكون 25 يناير هو أيضا عيد الشرطة، وذكرى ما ضحت به الشرطة ضد الاستعمار وضد المحتل، ثم العبور الثالث ما بعد الانتخابات الرئاسية، ما بعد التوجه إلى الاستقرار.. وها نحن نمر بهذه المرحلة وأقول أنتم في القلب منها والحراس لها، وعلى الشرطة والجيش حماية الوطن في داخله وخارجه.

ويرى مراقبون أن زيارة مرسي تأتي محاولة لامتصاص غضب رجال وقيادات الشرطة منه لإصراره على الإبقاء على اللواء محمد إبراهيم وزير الداخلية رغم المطالبة بإقالته وإضرابهم عن العمل في بعض الأقسام.

في المقابل، تظاهر الآلاف أمام المنصة أمام النصب التذكاري بمدينة نصر (شرق القاهرة) في جمعة «الفرصة الأخيرة» وأنشأ المتظاهرون منصة رافعين بعض الأعلام المصرية وعددا من الصور لشخصيات منها اللواء عبد الفتاح السيسي وزير الدفاع والإنتاج الحربي، والرئيسين الراحلين جمال عبد الناصر وأنور السادات، وردد المتظاهرون هتافات: «يسقط يسقط حكم المرشد»، و«الشعب يريد الجيش من جديد».

وشهدت محافظات مصر مسيرات لتأييد الجيش، ففي الإسكندرية، انطلق المئات من ساحة مسجد القائد إبراهيم عقب صلاة الجمعة أمس إلى مقر قيادة المنطقة الشمالية العسكرية بشرق الإسكندرية، للمطالبة بتولي القوات المسلحة مرحلة انتقالية وإجراء انتخابات رئاسية مبكرة. ورفع المتظاهرون الأعلام المصرية واللافتات التي تحمل العبارات المناهضة للأداء الحكومي.

في السياق ذاته، في أول رد فعل على خطاب الرئيس مرسي الليلة قبل الماضية، أعلن أهالي بورسعيد المعتصمين في ميدان المسلة استقلال المحافظة تحت اسم «دولة بورسعيد المستقلة» كما أنشأوا مكتبا لإصدار الجوازات وأعلنوا رفض إعطاء تأشيرات دخول لـ«محافظات الفلول». وانطلقت مظاهرات غاضبة من أمام مقصورة النادي المصري في مدينة بورسعيد الرافضة لخطاب الرئيس مرسي، نظمها ألتراس النادي المصري وأهالي الشهداء، للمطالبة بإعادة الحقوق للشهداء ومحاكمة القتلة الحقيقيين مع التأكيد على مواصلة العصيان المدني.

وهتف المتظاهرون بسقوط النظام، ورددوا كثيرا من الهتافات منها: «عبد الناصر قالها زمان الإخوان مالهمش أمان»، «ارحل يعنى إمشي»، و«يسقط حكم المرشد».

وأصدر أهالي بورسعيد صيغة بجواز سفر باسم «جمهورية بورسعيد الحرة»، وعبر المتظاهرون عن غضبهم الشديد من الوفد الذي غادر بورسعيد لمقابلة مرسي وقاموا بعمل لوحة تضم أسماء من وصفوهم بـ«الخائنين». وكان الرئيس مرسي قد وجه كلمة لأهالي بورسعيد بثها التلفزيون المصري مساء أول من أمس الخميس، قال فيها: «مطالبكم وحقوقكم والعمل والميناء حقكم جميعا في عيني وقلبي زى باقي المصريين وأنا ماشي معاكم لغاية الآخر».

وأضاف في كلمته: «متأثرين بالأحداث وإن شاء الله نوصل لبر الأمان ونتعاون ونطلع أي حد يخلي الخلاف أو الصورة كأنها مش جزء واحد».

ويرى مراقبون أن سبب غضب أهالي بورسعيد من خطاب الرئيس لأنه لم يسم ضحايا بورسعيد بالشهداء كما تردد قبل اللقاء، ولم يعد بمعاقبة من تسبب في مقتل وإصابة العشرات والأحداث التي وقعت عقب الحكم في قضية مذبحة بورسعيد.

من جهة أخرى، سادت حالة من الهدوء الحذر أمام المركز العام لجماعة الإخوان المسلمين «مكتب الإرشاد» بحي المقطم (جنوب القاهرة)، وذلك بالتزامن مع دعوات لمحاصرة مكتب الإرشاد احتجاجا على سياسية النظام الحاكم ورفض ما وصفوه بأخونة الدولة والمطالبة بإسقاط حكم جماعة الإخوان.

ووجدت أمام مكتب الإرشاد ثلاث سيارات تابعة للشرطة وعدد من قيادات الأمن لتأمين مقر الجماعة تحسبا لوقوع أي أعمال عنف أثناء التظاهرة.

واصطف العشرات من شباب الإخوان في شرفات مكتب الإرشاد وحمل بعضهم كاميرات تصوير استعدادا للتظاهرات، وسط حالة من الترقب الحذر بمحيط مقر الإخوان. وكانت حركة «إخوان كاذبون» وتحالف القوى الثورية دعوا للتجمع أمس بميدان النافورة بالمقطم ومن ثم الانطلاق لمحاصرة مكتب الإرشاد للاعتراض على حكم جماعة الإخوان المسلمين.