عودة التوتر بين الهند وباكستان بعد إعدام ناشط إسلامي

برلمانيون باكستانيون يطالبون بجثة المحكوم.. ونظراؤهم الهنود يدعون لوقف الحوار

TT

توترت العلاقة بين الجارتين النوويتين، الهند وباكستان، مجددا أمس، على خلفية إعدام ناشط باكستاني من قبل السلطات الهندية، بعد إدانته بالمشاركة في هجوم دامٍ ضد البرلمان الهندي عام 2001، فقد رد البرلمانيون الهنود بغضب أمس على قرار تبناه نظراؤهم المشرعون في باكستان يدين تنفيذ الإعدام بحق محمد افضال غورو، الشهر الماضي، بعد إدانته بالمشاركة في هجوم شنه ناشطون ضد البرلمان الهندي في ديسمبر (كانون الأول) 2001 وخلف 14 قتيلا. وتبنى البرلمان الباكستاني الخميس قرارا يدين تنفيذ الإعدام بحق افضال غورو، وطالب بإعادة جثمانه إلى أسرته. وردا على ذلك، أعرب أعضاء في البرلمان الهندي أمس عن غضبهم وطالبوا حكومة بلدهم بوقف الحوار مع باكستان التي اتهموها، أيضا، بمحاولة التدخل في الشؤون الداخلية للهند. وبلغ الغضب ببرلمانيي المعارضة إلى حد مغادرة مبنى البرلمان احتجاجا على القرار الباكستاني.

وقالت رئيسة البرلمان الهندي مايرا كومار إن «البرلمان الهندي يرفض التدخل في الشؤون الداخلية للهند، ويدعو الجمعية الوطنية الباكستانية للتوقف عن دعم العناصر المتطرفة والإرهابية».

وكانت السلطات القضائية الهندية قد نفذت حكم الإعدام بحق افضال غورو الشهر الماضي، ورفضت طلب رأفة قدمه في اللحظة الأخيرة. ومن حينها، اشتد الغليان في إقليم كشمير، وعبر كثيرون هناك عن اعتقادهم أن افضال غورو لم يحظ بمحاكمة عادلة من قبل القضاء الهندي.

وتبنى البرلمان الباكستاني قراره الذي يدين الموقف الهندي، بعد يوم على هجوم شنه ناشطون ضد قوات الأمن الهندية في سريناغار، كبرى مدن الجزء الهندي من كشمير، وخلف خمسة قتلى في صفوف الأمن الهندي ومدنيا واثنين من المهاجمين.

وقد تبنت جماعة إسلامية موالية لباكستان وتتمركز في كشمير، ذلك الهجوم، حسبما ذكرت وكالة أنباء محلية. وقالت وكالة كشمير «نيوز نتوورك» في سريناغار إن ناطقا باسم حزب المجاهدين قدم نفسه على أنه يبلغ الدين، اتصل لتبني الهجوم. وقال: «إنه عمل قتالي، وناشطو الحزب سيواصلون هذه الهجمات في المستقبل».

ووسط هذا التوتر الهندي - الباكستاني، ألغت نيودلهي أمس سلسلة مباريات ودية في رياضة الهوكي مع باكستان.

وقال الأمين العام لاتحاد الهوكي الهندي ناريندير باترا إن «وزارة الخارجية أبلغتنا (الخميس) بأنها لن تصرح بتنظيم سلسلة المباريات». وأضاف: «أدعم موقف حكومتنا بشكل كامل. لا يمكننا أن نتفاوض على احترام وكرامة البلاد مع الأخذ في الاعتبار الطريقة التي جرت بها الأمور في كشمير خلال اليومين الماضيين».

وكان من المقرر أن تبدأ المباريات، بعد انقطاع دام سبع سنوات، في الخامس من أبريل (نيسان) المقبل، حيث يلعب المنتخب الباكستاني خمس مباريات في الهند، قبل أن يلعب المنتخب الهندي مباريات في باكستان. واستأنفت الجارتان محادثات السلام في فبراير (شباط) 2011 بعد أن علقتها الهند لثلاث سنوات بعد هجمات في مومباي من قبل متشددين باكستانيين.

وتعثرت جهود تحسين العلاقات مرة أخرى بسبب الاشتباكات بين قوات الدولتين على طول الخط الحدود التي يفصل بين الجانبين في كشمير في يناير (كانون الثاني) الماضي.