البدء بتشكيل «صحوات استخباراتية» لدعم توجهات الحكومة

الجيش يريد منها «دعما معلوماتيا»

رجال ملثمون في استعراض على هامش إحدى المظاهرات التي شهدتها محافظة الأنبار مؤخرا (أ.ب)
TT

بينما التقى في بغداد كل من رئيس الوزراء نوري المالكي مع رئيس التحالف الوطني إبراهيم الجعفري وسط معلومات تشير إلى إمكانية عقد لقاء رباعي يضم الاثنين مع كل من زعيمي المجلس الأعلى الإسلامي عمار الحكيم والتيار الصدري مقتدى الصدر في مدينة الكاظمية لبحث التصعيد السياسي الخطير في الأزمة فإن رئيس البرلمان العراقي أسامة النجيفي الذي أدى الجمعة الصلاة في جامع أبو حنيفة بمدينة الأعظمية في بغداد توجه أمس إلى محافظة الأنبار للقاء رئيس مجلس صحوة الأنبار الشيخ أحمد أبو ريشة الذي كانت الحكومة قد أصدرت الأسبوع الماضي مذكرة اعتقال بحقه مع زميله الشيخ علي السليمان بتهمة دعم «القاعدة» كما شكلت صحوات جديدة انتخب لقيادتها وسام الحردان أحد شيوخ الأنبار.

وطبقا للمعلومات التي أفاد بها مصدر عشائري في الأنبار بعد أن تعذر الاتصال بالشيخ أبو ريشة من قبل «الشرق الأوسط» والذي طلب عدم الإشارة إلى اسمه أو هويته العشائرية فإن «الهدف من زيارة أسامة النجيفي إلى الأنبار ولقائه بالشيخ أبو ريشة هو التفاهم على مستقبل التحالف السياسي بينهما وهو تحالف متحدون لدخول انتخابات مجالس المحافظات الآن». وأضاف المصدر أن «هناك إشكالية داخل محافظة الأنبار تتعلق بمسالة تأجيل الانتخابات في الأنبار وهو موضوع مثار جدل الآن بين الأطراف المؤيدة والأخرى المعارضة».

يضاف إلى ذلك فإن النجيفي فضلا عن سعيه إلى الاطمئنان على مسألة التحالف مع تحالف أبو ريشة العشائري فإنه بحث مسألة تشكيل الحكومة لصحوات بديلة مع تجهيزها بالسلاح الخفيف والأموال. وقال المصدر العشائري إنه «وطبقا للقاء الذي جمع هذه الجماعات مع قائد القوات البرية الفريق علي غيدان فإنه تم تشكيل ما يمكن اعتباره فصائل استخبارية لغرض جمع المعلومات ورفد القوات المسلحة بها علما أن الأسلحة التي منحت لهم وهي بنادق كلاشنكوف هي للحماية الشخصية بالإضافة إلى منحهم أموالا» معتبرا أن «هناك خطوة حكومية للتحرك من جديد على من تعتبره يهدد الأمن الوطني».

وكان الفريق غيدان أبلغ جماعات الصحوة التي التقاها أول من أمس أن العراق لم يعد بحاجة إلى «صحوات مسلحة» وأن الجيش العراقي قادر على القيام بمسؤولياته في قتال «القاعدة»، لكنه طالب الصحوات بدعم الجيش «معلوماتيا».

من جهته، قال الشيخ محمد الهايس شيخ عشيرة البوذياب في الأنبار وأحد مؤسسي تشكيلات «أبناء العراق» هناك في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إن «المشروع الذي بدأنا به الآن هو تشكيل فصائل تسمى أبناء العراق لدعم الحكومة في تحركاتها ضد القاعدة والتكفيريين لأن مسؤولية الحفاظ على أمن الأنبار هي مسؤولية أبنائها»، مشيرا إلى أن «هذا المشروع تمت مباركته من قبل رئيس الوزراء نوري المالكي ووزير الدفاع سعدون الدليمي وبالتنسيق مع الفريق علي غيدان». وأضاف «إننا حصلنا على دعم من الحكومة ومن المالكي وذلك بمنح كل عاطل عن العمل في الأنبار وبمن فيهم أبناء العراق راتبا شهريا مقداره 500 ألف دينار عراقي» معتبرا أن «المهمة التي نقوم بها سلمية بدعم الأجهزة الأمنية ولكننا في حال اضطررنا لحمل السلاح فإننا سوف نحمله لأننا ضد مشاريع التقسيم والأقاليم».