القيادة الكردية تجدد دعوتها لبناء «عراق جديد» وتفتقد «حكمة» طالباني

رئيس حكومة كردستان: مستعدون للتفاوض على أساس الشراكة والتوافقات السياسية

TT

افتقد رئيس حكومة إقليم كردستان نيجيرفان بارزاني الرئيس العراقي جلال طالباني الراقد حاليا في أحد المستشفيات الألمانية لتلقي العلاج من جلطة دماغية ألمت به أواخر ديسمبر (كانون الأول) من العام المنصرم، حين أشار في كلمة ألقاها أمس في مراسيم الذكرى السنوية الخامسة والعشرين لفاجعة حلبجة الكيماوية إلى: «أننا عندما كنا نتعرض إلى المشكلات والأزمات، كنا نلجأ إلى الرئيس مام جلال ليجمعنا تحت خيمة حكمته ويبادر بتهدئة جميع الأطراف ولم شملهم».

وعرض بارزاني في كلمته على الحكومة الاتحادية دعوة للتفاوض والحوار لإعادة بناء العراق، وقال: «من هذا المنبر في مدينة حلبجة الشهيدة نعلن عن استعدادنا الكامل للتفاوض والحوار الجدي مع بغداد، وذلك على أساس الشراكة الوطنية والتوافقات السياسية وفقا للدستور لكي نتمكن من إعادة بناء العراق من جديد، ومن دون العراق الجديد الذي يحكمه الدستور ومبادئه لن نرضى بأي بديل آخر».

وتأتي هذه الدعوة في ظل تفاقم الوضع السياسي بالعراق بعد ظهور بوادر صدام سني شيعي جراء محاولة الحكومة الاتحادية بتكرار نفس سيناريو نائب الرئيس العراقي السابق طارق الهاشمي، حيث أصدرت قرارا باعتقال القيادي السني البارز راقع العيساوي بسيناريو يشبه تماما السيناريو الذي تم اعتماده لإلقاء القبض على نائب رئيس الجمهورية طارق الهاشمي الذي نجح باللجوء إلى إقليم كردستان والاحتماء بقيادته السياسية قبل أن يخرج لاجئا إلى تركيا.

وكان الزعيم الكردي مسعود بارزاني رئيس الإقليم قد تقدم بمبادرة مماثلة أثناء رعايته للمؤتمر الدولي حول جرائم الإبادة البشرية في كردستان والمنعقد في أربيل أول من أمس. حيث أشار في كلمته بالمؤتمر: «للأسف إن الوضع في العراق يمر بأزمة جدية وشاملة، ولا تقتصر فقط على الخلافات بين بغداد والإقليم، بل هي أزمة عمت كل أرجاء العراق، والشيء الذي يجب قوله هو إن الكرد كان لهم دور رئيسي في بناء العراق الجديد وقدموا التضحيات من أجل ذلك، وكانت القاعدة الرئيسية هي أننا وكل العراقيين من دون اختلاف، شركاء في بناء العراق الجديد. ووضعنا دستورا صوتت له غالبية الشعب العراقي، وكان دستورا نموذجيا رغم بعض النواقص، وهذا الدستور حدد حقوق وواجبات كل الأطراف، والسبب الرئيسي من نشوء الأزمة الراهنة التي تشهدها العراق هو عدم الالتزام بهذا الدستور، وأن تنفيذ اتفاق أربيل والاتفاقات الأخرى هو السبيل الوحيدة لتخطي هذه الأزمة، وبمثابة خارطة طريق للخروج منها».

وجدد بارزاني دعوته للشراكة الوطنية وقال: «بالنسبة إلى شعب كردستان، أريد أن أقول بصراحة، وسؤالنا هذا موجه إلى إخوتنا في العراق؛ هل إننا شركاء ومتحالفون معا أم لا؟ إذا كنا شركاء، فإن الذي يحصل إلى الآن ليست شراكة، وإذا كانت تبعية، فإننا لن نقبل التبعية والوصاية من أحد. لذا نريد جوابا واضحا على هذا السؤال، فإذا كان الجواب بنعم، فإننا لن نقبل عهودا من غير عمل، نحن نريد عملا، لأننا تعبنا ومللنا سماع وعود دون عمل. وإلا فكل واحد بعد ذلك يدرك الطريق الذي سيسلكه» وختم بارزاني بالقول: «نحن نريد أن نحتكم جميعا إلى الدستور واللجوء إلى التعايش وتقبل الآخر، وأن نبني العراق الذي قدمنا من أجله الدماء والتضحيات، ونتشارك جميعا في بناء هذا العراق الديمقراطي الفيدرالي لكي ينجو الشعب العراقي من كل هذه المحن».