أوجلان يحث حزبه على إعلان مبادرة لوقف القتال

«السلام والديمقراطية» يدعو غل وأردوغان لعيد النوروز

TT

ذكرت صحيفة تركية أن زعيم حزب العمال الكردستاني عبد الله أوجلان المعتقل بسجن إيمرالي، وجه دعوة إلى قيادة حزبه بجبل قنديل لإعلان وقف إطلاق النار اعتبارا من اليوم لإتاحة الفرصة أمام جهود السلام المتعددة الأطراف. وقالت صحيفة «راديكال» إن «قيادة جبل قنديل تلقت هذا الطلب ضمن رسالة أوجلان التي حملها الوفد الكردي إليها مؤخرا، وأنها تعاطت بشكل إيجابي مع نداء زعيم الحزب الذي يأتي في إطار خريطة طريق رسمها أوجلان لإنهاء الصراع الدامي في تركيا ودخول حزبه بالعملية السياسية».

وكان الحزب الكردستاني قد أعلن في السنوات الماضية ثماني مبادرات بوقف القتال من طرف واحد لم تستجب الحكومة التركية لها، ولكن هذه المرة تذهب التوقعات نحو قبول تركيا بالمبادرة والتجاوب معها بشكل إيجابي من خلال وقف العمليات العسكرية في المنطقة.

في غضون ذلك وجه حزب السلام والديمقراطية الذي تبذل قيادته جهودا مكثفة لتقريب طرفي الصراع الحالي بتركيا (الحكومة التركية وحزب العمال الكردستاني) وتتويجها باتفاقية سلام ينهي الصراع الحالي الذي أودى لحد الآن بحياة أكثر من خمسين ألفا من الجنود الأتراك وأربعين ألفا من مقاتلي الحزب الكردي. ووجه الحزب دعوة رسمية إلى كل من رئيس الدولة عبد الله غل ورئيس الوزراء رجب طيب أردوغان للمشاركة باحتفالات الشعب الكردي بعيد النوروز القومي هذا العام التي ستنظم في مدينة ديار بكر العاصمة الإقليمية بجنوب شرقي البلاد.

وبحسب مصدر كردي (طلب عدم ذكر اسمه) لـ«الشرق الأوسط» فإنه «إذا ما تحقق هذا الأمر وحضر الزعيمان التركيان احتفالات الشعب الكردي بعيد النوروز، ستكون تركيا قد دخلت مرحلة جديدة، ومنعطفا تاريخيا مهما لإنهاء الصراع الدامي الذي مر عليه عدة عقود». وقال المصدر «في السابق كان الهدف من حضور أردوغان إلى المناطق الكردية جنوب البلاد هو الدعاية الانتخابية، ولكن هذه المرة إذا وافق أردوغان على تلبية الزيارة وشارك الشعب الكردي احتفالاته في ظل الأجواء الإيجابية الحالية، يكون بذلك قد وجه صفعة قوية لمعارضي سياساته الانفتاحية وتوجهاته نحو حل القضية الكردية المزمنة بتركيا، وسيؤكد مصداقيته بالتوجه نحو السلام، وسيعطي دفعة قوية ومؤثرة للجهود التي يبذلها الزعيم المعتقل أوجلان من داخل محبسه، والأحزاب الكردية الأخرى وعلى رأسها حزب السلام والديمقراطية لتتويج تلك الجهود بحل سياسي للقضية الكردية بتركيا».

وكان الحزب قد وجه دعوة مماثلة للزعيمين الكرديين في إقليم كردستان العراق، جلال طالباني ومسعود بارزاني للمشاركة في تلك الاحتفالات، ولكن الظروف الصحية للرئيس طالباني لا تسمح بتلبية الدعوة، ولم يحسم بارزاني بعد موقفه من الدعوة.