«الألتراس» يضرب مجددا ويصيب وسط العاصمة المصرية بالشلل

مسيرات للنائب العام وقطع للطرق وحصار لدار القضاء دفاعا عن «معتقليهم»

TT

أشعلت مسيرات لروابط مشجعي كرة القدم في مصر المعروفة بـ«الألتراس» أجواء القاهرة مجددا، وشلت الشريان الرئيسي في العاصمة لساعات، وامتدت لحصار دار القضاء العالي، وعطلت حركة مترو الأنفاق الحيوي، للمطالبة بالإفراج عن زملائهم المضربين عن الطعام ممن تم اعتقالهم على خلفية أحداث مجمع المحاكم بمحافظة المنوفية الأسبوع الماضي على خلفية اشتباكات مع الشرطة.

وجابت مسيرات بالمئات لشباب ألتراس النادي الأهلي شوارع القاهرة أمس، وأشعلوا الشماريخ والألعاب النارية، وأوقفوا حركة المرور أعلى كوبري أكتوبر (أبرز المحاور المرورية في القاهرة) وأغلقوا محطة مترو أنفاق جمال عبد الناصر القريبة من مقر دار القضاء العالي بوسط العاصمة.

وانطلقت إحدى مسيرات «الألتراس» من مقر النادي الأهلي بأرض الجزيرة القريبة من ميدان التحرير. وردد المتظاهرون هتافات «قالوا علينا بلطجية وإحنا طلبة جامعية»، و«لو كان ابنك الضحية مكنتش بعت القضية»، و«الداخلية زي ما هي لسه العادة مش منسية»، ورفعوا لافتات كُتب عليها: «راح يخرج أخوه الداخلية حبسوه»، و«الداخلية هي هي وتلفق القضية». كما رفعوا مجموعة من صور قتلاهم في المصادمات التي شهدها استاد بورسعيد مطلع العام الماضي وراح ضحيتها 72 منهم.

وأحرق أعضاء بـ«الألتراس» الأسبوع الماضي مقري نادي الشرطة واتحاد الكرة احتجاجا على براءة 7 من قيادات الشرطة في قضية مذبحة بورسعيد، وهددوا بتصعيد احتجاجاتهم في حال عدم تقديم القيادات الأمنية للمحاكمة مجددا.

وخرجت مسيرة أخرى من جامع الفتح في ميدان رمسيس أكبر ميادين القاهرة، فيما انطلقت مسيرة رمزية أخرى من دوران شبرا (شمال القاهرة) التي تعد إحدى أبرز مناطق التجمع منذ ثورة 25 يناير. وانتشرت ملصقات على جدران شوارع القاهرة تنذر بالقيام بأعمال عنف حال ممارسة العنف ضد «الألتراس» وعدم الإفراج عن زملائهم، وحملت الملصقات شعار «الإفراج أو الفوضى».

ويطالب شباب «الألتراس» بالإفراج عن زملائهم المحبوسين على خلفية اشتباكات بينهم وبين الشرطة، والتدخل لرفع الظلم عن المعتقلين، وسرعة الإفراج عنهم في ظل إضرابهم عن الطعام وسوء الحالة الصحية لبعضهم.

وكانت النيابة العامة في مركز شبين الكوم بمحافظة المنوفية قد قررت الأربعاء الماضي حبس 39 متهما من شباب ألتراس أهلاوي وأعضاء من حركة شباب 6 أبريل، وآخرين 15 يوما على ذمة التحقيقات، واتهمت النيابة النشطاء الموقوفين بالانتماء لمجموعة غير قانونية أو دستورية، على خلفية اشتباكاتهم مع الشرطة في أحداث محاولة إحراق محكمة شبين الكوم والتعدي على الموظفين واستعراض القوة، لمطالبتهم بالإفراج عن زميلهم محمد جمال هلال عضو «الألتراس».

وجدد «الألتراس» الأهلاوي أمس (السبت) مطالبه للنائب العام بتقديم الأدلة الجديدة والمتهمين الجدد في قضية مذبحة بورسعيد، والتي كان قد تحدث عنها في وقت سابق. وطالبت إنجي حمدي عضو المكتب السياسي لحركة شباب 6 أبريل، بدعم تحركات مسيرات «الألتراس»، قائلة لـ«الشرق الأوسط»، إن «القضية ليست قضيتهم وحدهم لكنها بالفعل قضية وطن».

من جانبها، عززت وزارة الداخلية من الإجراءات الأمنية بدار القضاء العالي أمس، حيث دفعت بفرقة أمنية من العمليات الخاصة داخل دار القضاء العالي، تحسبا لأي محاولة اقتحام من ألتراس أهلاوي، كما تم الدفع بجميع الوحدات الموجودة من ضباط وأفراد داخل أروقه دار القضاء العالي لتأمين جميع المداخل. وغادر المستشار طلعت عبد الله النائب العام، مكتبه من الباب الخلفي قبل وصول مسيرات «الألتراس».

وقال مصدر أمني إن «قوات الشرطة الموجودة لتأمين مقر دار القضاء تتراوح أعدادها ما بين 250 و300 فرد. بالإضافة إلى أنه تم الاتصال بهيئة الإسعاف، وقسم الأزبكية تحسبًا لأي أعمال شغب».