وزير الخارجية اليمني: دول وجماعات إرهابية تسعى إلى زعزعة الأوضاع في المنطقة

قال لـ «الشرق الأوسط» إن إيران تحاول إظهار تأثيرها في المنطقة هروبا من العقوبات الدولية

أبو بكر القربي وزير الخارجية اليمني
TT

تتناول هذه المقابلة مع وزير الخارجية اليمني الدكتور أبو بكر القربي، وزير الخارجية اليمنية جملة من المواضيع الهامة على الساحة اليمنية والإقليمية، بدءا بموضوع مؤتمر الحوار الوطني الذي ينطلق غدا، مرورا بالعلاقات اليمنية السعودية في محاربة الإرهاب والتدخلات الإيرانية في الشؤون اليمنية والتي يؤكد الوزير اليمني أنها أدت إلى توتر شديد في علاقات صنعاء وطهران.

ويعرج الحوار الذي أجرته «الشرق الأوسط» مع الدكتور القربي إلى قضايا كثيرة وآنية في الساحة اليمنية، فإلى نصه:

* كوزير في حكومة الوفاق الوطني، هل انتهت التحضيرات لمؤتمر الحوار الوطني الشامل المقرر الاثنين؟

- هناك مجموعة من القوائم التي تم تقديمها من قبل المنظمات والأحزاب السياسية ولا يمكن تقرير أسماء وعدد المشاركين إلا عندما يصدر قرار جمهوري بتسمية المشاركين في مؤتمر الحوار، ولكن يتضح من الأسماء أن هناك الكثير من الشخصيات السياسية من قادة الأحزاب المتعددة، وأعتقد أن أهم ما في مؤتمر الحوار هو مشاركة المرأة والشباب، حيث للمرأة 30% من قوام المؤتمر و20% من الشباب والأمل أن يكون لهؤلاء الصوت القوي والواضح والمعتدل الذي يجعل قادة الأحزاب التقليديين يدركون أن عليهم اليوم أن ينظروا إلى اليمن من واقع الرغبة للشباب والمجتمع اليمني إجمالا في تحقيق التغيير على كافة المستويات، سواء فيما يتعلق بالدستور الذي سيصاغ أو العقد الاجتماعي الجديد الذي سيتشكل من خلال الحوارات حول مختلف القضايا التي تهمنا سواء في الجنوب أو في صعدة (الشمال) أو في توزيع الثروة وإعادة النظر في الحكم والإدارة التي تسمح للمواطنين بالمشاركة في اتخاذ القرار.

* الرعاة للمبادرة الخليجية كالولايات المتحدة وبريطانيا ومجلس التعاون الخليجي وغيرهم إلى أي مدى يمكن أن يسهموا في إنجاح مؤتمر الحوار الوطني؟

- الكل يتمني أن يكون هذا المؤتمر مؤتمرا لليمنيين وأن تأتي الحلول من اليمنيين أنفسهم وأن يتم الالتزام، في إطار هذه الحلول، بالمبادئ التي أقرتها المبادرة الخليجية وأيضا قرارات مجلس الأمن الدولي، وهذا هو المطلب الأول، ولا شك أن الدول العشر الراعية للمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ستراقب ما يجري أثناء الحوار وسيكون هناك خبراء ومستشارون من بعض المنظمات الدولية والذين سيساعدون في فهم القضايا الحقيقية والاستفادة من تجارب الدول الأخرى التي مرت بحوارات وطنية، وما يجب الإشارة إليه أن الأسلوب الذي اختطه اليمن بمساعدة الأصدقاء والأمم المتحدة في الإعداد لهذا الحوار، يكاد يكون فريدا في نوعيته والإعداد له ونوعية المشاركة والأسلوب والأسس التي وضعتها اللجنة الفنية للحوار الوطني لإدارة هذا الحوار ونأمل أن يتعامل المتحاورون انطلاقا من المبادئ التي أشرت إليها.

* إلى أين وصلت التحقيقات فيما يتعلق بشحنة الأسلحة الإيرانية التي ضبطت في المياه اليمنية بتعاون عسكري يمني - أميركي مؤخرا؟

- التحقيقات ما زالت جارية من قبل اللجنة التي جاءت من الأمم المتحدة وأتوقع أن نتسلم تقريرا عن نتائج التحقيق الأسبوع المقبل وهم يتابعون (الأمم المتحدة) مجموعة من القضايا الأخرى المرتبطة بتجارة وتصدير الأسلحة ليس فقط إلى اليمن وإنما أيضا إلى الصومال والمناطق المجاورة وعملية تهريب الأسلحة، وهذه القضايا جميعها، أعتقد أنها أظهرت أن العالم يعي الآن أن هناك محاولة لزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة، بعضها مرتبط بدول وبعضها مرتبط بجماعات إرهابية.

* كوزير للخارجية اليمنية كيف تصف العلاقات اليمنية - الإيرانية في الوقت الراهن على مختلف الصُعد، سياسيا ودبلوماسيا واقتصاديا.. إلخ؟

- يؤسفني أن أقول إن العلاقة شديدة التوتر بيننا وبين إيران، لأننا كنا دائما نأمل أن إيران كدولة إسلامية ومهمة في المنطقة ستراعي الأوضاع اليمنية وأن تدرك أن من مصلحة المنطقة استقرار اليمن وأن لا تتدخل في الشأن الداخلي اليمني وأوصلنا هذه الرسالة الكثير من المرات ولكن للأسف كنا نسمع الكثير من الوعود والتعهدات ولكنها لا تترجم إلى حقيقة فيما بعد.

* ما أهداف إيران في اليمن بالضبط؟

- إيران كما تعرف لها اهتماماتها بما يجري في المنطقة في إطار المخاطر التي تعتقد أنها تهددها من الحصار عليها من الدول نتيجة الملف النووي وهي تريد أن تظهر أنها تستطيع أن تؤثر في الأحداث بالمنطقة.

* معنى ذلك أنه يمكن القول إن اليمن مجرد ساحة صراع إقليمي ودولي - إيراني؟

- أعتقد أن المنطقة بكلها تدخل اليوم في إطار صراعات دولية - إقليمية، نعم.

* المراقبون يقولون إن اليمن لم يتخذ إجراء فعليا لردع التدخلات الإيرانية في شؤونه ولم يقدم الدلائل على ذلك.. ما تعليقك؟

- فيما يتعلق بالدلائل فهناك حاليا لجنة من الأمم المتحدة تنظر في هذه الدلائل وستقدم تقريرها، أما ما يتخذه اليمن فليس موضوعا للنشر في الصحف ووسائل الإعلام، فالدبلوماسية اليمنية وفخامة الرئيس عبد ربه منصور هادي حريص جدا على التعامل مع هذه الأمور في الإطار الدبلوماسي وفي الإطار الذي يخدم استقرار اليمن.

* التعاون اليمني - السعودي في محاربة الإرهاب هل وصل إلى مرحلة متقدمة لتصفية تنظيم القاعدة الإرهابي؟ أم أنه ما زال في طور التنسيق؟

- قضية الإرهاب هي قضية دولية في الوقت الراهن وهي قضية لا تعالج بالقوة المسلحة وحدها ولكنها تحتاج إلى استراتيجية ونحن في اليمن أعددنا هذه الاستراتيجية وهي في حاجة إلى دعم لتنفيذها أولا في إطار اليمن نفسه ومسؤولية الشعب اليمني ومنظماته وأحزابه ورجال الدين في مكافحة هذه الظاهرة، والجانب الآخر هو البعد الاقتصادي والتنموي ومحاربة الفقر والبطالة وهذه الخطة «الاستراتيجية» إذا وجدت الدعم الدولي لها، أعتقد أنها ستكون أقل تكلفة من المواجهات العسكرية من أجل أن نستطيع أن نحد من التطرف والإرهاب في اليمن وفي العالم، لأنها يجب أن تكون في إطار جهد دولي وليس في إطار وطني فقط، وفيما يتعلق بتعاون المملكة العربية السعودية واليمن في إطار مكافحة الإرهاب، أعتقد أن هناك أكثر من مجرد التنسيق، هناك دعم لوجيستي ودعم لقوات مكافحة الإرهاب في اليمن وأيضا تبادل الخبرات والمعلومات في هذا الجانب.

* هل تقصد دعما لوجيستيا سعوديا؟

- نعم.

* كرئيس للدبلوماسية اليمنية ما رؤيتك للتعاون بين صنعاء والرياض وواشنطن وغيرهما من العواصم في مجال محاربة الإرهاب بعد نحو عشرين عاما من دون نتائج ملموسة؟

- لهذا يجب أن نعيد النظر في أسلوب مواجهتنا ومحاربتنا للإرهاب، لأن الإرهاب لا يمكن القضاء عليه بالقوة فقط وإنما يجب أن تكون هناك استراتيجية متكاملة تنظر إلى أسبابه وتوجد المعالجات الصحيحة له بصورة شمولية وليست جزئية ولدينا الآن في العالم تجارب متعددة لمكافحة الإرهاب ولا أعتقد أن هناك دولة يمكن أن تقول إنها قضت على الإرهاب في وطنها أو منطقتها، وأعتقد أن علينا أن نضع استراتيجية لمحاربة الإرهاب وإن لم تكن دولية، تكن عربية أو إسلامية على الأقل كبداية وتوفر لها كافة الإمكانات وتنظر في كافة الوسائل المتعددة التي يمكن أن نستفيد منها في حصار التطرف والإرهاب.

* تتداول وسائل الإعلام أن اليمن يمر بإحراج شديد بسبب دور قطر في الوساطة للإفراج عن مختطفة سويسرية لدى تنظيم القاعدة، وإنكم آخر من علمتم بذلك، بم تعلقون معالي الوزير؟

- نحن ندرك أن ما قامت به دولة قطر ربما يكون من منطلق إنساني في محاولة لإطلاق سراح رهينة ولكننا ندرك أن هذه الترتيبات التي تمت دون علم الأجهزة المختصة في اليمن، ربما كان يمكن أن تؤدي إلى كارثة، كما أن اليمن في الحقيقة، كان يرفض دائما التعامل مع قضية الإفراج عن المختطفين من خلال تقديم الأموال للخاطفين ولهذا نحن أبلغنا الإخوة في قطر وجهة نظر اليمن ممثلة بالرئيس عبد ربه منصور هادي واللجنة الأمنية وذلك إدراكا منا لكي لا تستغل مثل هذه العملية لتعريض الكثير من الأجانب في اليمن للاختطاف على أمل أن يحصل الخاطفون على مبالغ مالية (فدية) كما حصل في هذه الحالة.

* فيما يتعلق بحالة استمرار اختطاف نائب القنصل السعودي في عدن.. هل من جديد؟

- لا توجد لدي معلومات.

* هل للهجرة غير الشرعية إلى اليمن من قبل اللاجئين الأفارقة وبالأخص الصوماليون علاقة بالأنشطة الإرهابية؟

- هذه أمور مأخوذة في الاعتبار، والنزوح من القرن الأفريقي إلى اليمن تتسلل من خلاله عناصر متطرفة وإرهابية إلى اليمن وهناك شكوك حول تهريب أسلحة من القرن الأفريقي إلى اليمن والعكس، ولهذا قوات خفر السواحل والبحرية اليمنية مع الدول التي تحاول أن تحارب القرصنة في خليج عدن وبحر العرب والمحيط الهندي، جميعها تعمل على محاولة تنسيق الجهود لوقف عمليات تهريب البشر أو الأسلحة أو غيرها بين دول المنطقة.