سبق رجال وكالة المخابرات المركزية الأميركية (سي آي إيه) رئيسهم باراك أوباما إلى الضفة الغربية، وانتشروا في رام الله وبيت لحم، حيث يزور أوباما هاتين المدينتين ضمن جولة تشمل الضفة وإسرائيل والأردن.
ورغم أن ساعات أوباما في رام الله وبيت لحم تبدو قليلة ولا تتجاوز الساعات من 3 أيام، إلا أن الإجراءات الأمنية بدأت مبكرة ومكثفة كالعادة.
وحط رجال الأمن في مقر الرئاسة في رام الله ومؤسسة شباب البيرة القريبة من رام الله، وكنيسة المهد في بيت لحم، وأجروا تفتيشا ومسحا أمنيا دقيقا دون مشاركة الأمن الفلسطيني.
وقال مصدر أمني لـ«الشرق الأوسط»، إن الأجهزة الأمنية الفلسطينية لم ولن تتدخل لا قبل الزيارة ولا خلالها، في عمل رجال الأمن الأميركيين لتأمين الأماكن التي سيزورها الرئيس والشوارع التي سيمر منها موكبه.. ولن يتدخلوا في ذلك أثناء زيارة الرئيس الأميركي. وأضاف: إن «الأميركيين يجرون بالعادة فحصا ومسحا أمنيا خاصا بهم في المناطق التي يزورها الرئيس الأميركي، ولا يشركون أحدا في ذلك».. وينسحب ذلك على الزيارة برمتها. ولخص المصدر ما تقدم ذكره بالقول إن «حراسته أميركية 100% ولا نتدخل فيها مطلقا».
وبخلاف الزعماء والرؤساء الآخرين الذين يزورون رام الله تتولى حراسة الرئيس الأميركي المسؤولية عن كل كبيرة وصغيرة وتؤمن المداخل والمخارج والشوارع القريبة من الأماكن التي يزورها أوباما.
ويشاهد في شوارع رام الله وبيت لحم منذ الآن بين الفينة والأخرى سيارات من طراز «جي إم سي» التابعة للأمن الأميركي ورجال الأمن المسلحين.
ويطلع هؤلاء على خرائط تفصيلية لمحيط المكان الذي ينزل فيه أوباما وأسماء السكان في المحيط وحتى كشوفات بأسماء رجال الأمن الفلسطيني العاملين في المحيط.
وفي مرات سابقة في زيارات رؤساء أميركيين لا سيما الرئيس السابق جورج بوش الابن، منع رجال الأمن الفلسطيني حتى من حمل أسلحة مذخرة، أو تحريك السلاح من مكانه ومن الاقتراب من موكب الرئيس لمسافات محددة كما أعطي البعض أوامر بعدم مغادرة المقرات.
ويصل أوباما إلى مطار اللد يوم الأربعاء القادم، حيث يجرى له حفل استقبال بمشاركة الرئيس الإسرائيلي شيمعون بيريس، ورئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، والوزراء ورؤساء الكنيست والمحكمة العليا والأديان (اليهود والمسلمين والمسيحيين والدروز) في إسرائيل، ومن هناك يتوجه فورا إلى موقع آخر في المطار لمشاهدة منظومة «القبة الحديدية»، وهي شبكة بطاريات الصواريخ المضادة للصواريخ التي صنعتها إسرائيل بمساعدة مالية وتقنية أميركية. وقد تم نصب المنظومة في قاعدة جوية في المطار خصيصا لهذه الزيارة. ثم يتوجه إلى مقر رؤساء إسرائيل، حيث يقيم له بيريس حفل استقبال ويجري معه لقاء منفردا. ثم يتوجه إلى ديوان رئيس الوزراء، ليلتقي نتنياهو، ويجري معه لقاء منفردا. ثم يعقدان مؤتمرا صحافيا مشتركا تعقبه مأدبة عشاء.
وفي يوم الخميس يستهل أوباما نشاطه بزيارة «هيكل الكتاب»، (المخطوطات اليهودية القديمة المحفوظة) في متحف إسرائيل ثم يتوجه لزيارة معرض للتقنيات الحديثة، قبل أن يتوجه إلى رام الله، حيث يستقبله الرئيس الفلسطيني، محمود عباس (أبو مازن)، في جلسة محادثات تعقبها مأدبة غداء ثم لقاء مع شبان فلسطينيين في البيرة بحضور رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض. ومن هناك يعود إلى القدس الغربية حيث يلقي خطابا في قاعة المؤتمرات «مباني الأمة». ويزور مقر رؤساء إسرائيل، حيث يقيم له بيريس مأدبة عشاء رسمية بحضور شخصيات إسرائيلية.
ويبدأ أوباما يومه الأخير في الزيارة، بمراسم وضع إكليل الزهور على قبري ثيودور هرتسل، مؤسس الحركة الصهيونية، وإسحاق رابين، رئيس الوزراء الإسرائيلي الذي اغتيل برصاص متطرف يميني يهودي معاد لاتفاق أوسلو، بعد ذلك يزور كنيسة المهد في مدينة بيت لحم برفقة الرئيس الفلسطيني ورئيس حكومته، فياض، ويعود إلى القدس لزيارة مؤسسة «ياد فشيم» لتخليد ذكرى ضحايا محرقة اليهود. ثم يتوجه إلى مطار بن غوريون، حيث يجرى له حفل وداع رسمي ويغادر.
وبحسب المصادر الأمنية، يقتصر دور الأمن الفلسطيني على التنسيق والانتشار في الشوارع الخارجية.
وأضافت: «الأمن الأميركي يراقب الآن الأماكن التي سيزورها أوباما وسيظلون كذلك حتى مغادرته، كما يشاركهم في هذا الأقمار الصناعية».