معلومات عن استعداد أميركا لضرب المتطرفين في سوريا.. والمعارضة تستبعد

الإخوان: بشار الأسد أولوية للقضاء على الإرهاب في العالم

TT

استبعد معارضون سوريون توجيه الولايات المتحدة ضربات عسكرية إلى مقاتلي جبهة النصرة المنتشرين في سوريا، فيما رفضتها حركة «الإخوان المسلمين» السورية التي اعتبرت أن الجبهة لم تقم بأي شيء مخالف للقانون الدولي، في وقت يقوم فيه نظام (الرئيس السوري بشار) الأسد بقتل المئات يوميا.

وكانت صحيفة «لوس أنجليس تايمز» الأميركية، قالت إن وكالة الاستخبارات المركزية «سي آي إيه» تقوم بجمع معلومات حول الإسلاميين المتطرفين في سوريا لبحث إمكانية توجيه ضربات إليهم بطائرات من دون طيار في مرحلة لاحقة. ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أميركيين حاليين وسابقين، القول إن «الرئيس باراك أوباما لم يسمح حتى الآن بتوجيه أي ضربات في سوريا والأمر ليس مطروحا، لكن وكالة الاستخبارات التي تدير برامج الطائرات من دون طيار التي تستهدف الناشطين في باكستان واليمن، قامت بتغييرات في صفوف الضباط المسؤولين عن توجيه الضربات، لتحسين جمع المعلومات حول الناشطين في سوريا» وأشارت الصحيفة، إلى أن «الناشطين القدامى في العراق انتقلوا على الأرجح إلى سوريا والتحقوا بالميليشيات التي تقاتل الحكومة في هذا البلد».

وتأتي هذه المعلومات بعد أقل من أسبوع على إعلان مدير المخابرات المركزية الأميركية «سي آي إيه» جيمس كلابر، خلال جلسة للجنة في مجلس الشيوخ الأميركي عن «تزايد المقاتلين الأجانب بين معارضي الأسد» مشيرا إلى أن «كثيرين منهم مرتبط بجبهة النصرة المنبثقة عن القاعدة في العراق التي اكتسبت قوة في سوريا لأسباب من بينها تقديم خدمات للسكان الذين يعانون من ويلات الحرب منذ عامين».

وقال الناطق الرسمي باسم تنظيم الإخوان المسلمين زهير سالم لـ«الشرق الأوسط» «إننا كمعارضة نتمنى أن تقوم الولايات المتحدة بتصفية جميع الإرهابيين في العالم، لكن وفقا لمبدأ السلوك وليس بمعيار الهوية»، مشيرا إلى أن «جبهة النصرة التي صنفتها أميركا منظمة إرهابية لم ترتكب أي ممارسات تخالف القانون الدولي، فيما بشار الأسد يقتل كل يوم ما يزيد عن 100 شخص». وأضاف: «النظام القائم في سوريا يجب أن يكون أولوية عند الولايات المتحدة إذا كانت جادة في حربها على الإرهاب فلا يوجد في العالم إرهابي قتل من شعبه 70 ألف شخص».

وبحكم عمله كممثل لـ«ائتلاف قوى الثورة والمعارضة» في أميركا، وقربه من دوائر القرار الأميركي يستبعد نجيب الغضبان «قيام الولايات المتحدة بهذه الضربات» مشيرا في اتصال أجرته معه «الشرق الأوسط» إلى «وجود مؤشرات تدل أن التوجه الأميركي يسير في الاتجاه المضاد إذ أعلن جون كيري وزير الخارجية الأميركي خلال زيارته إلى روما أن بلاده ستقدم تقديم الدعم الطبي والتقني للجيش الحر إضافة إلى تقارير تؤكد نية الولايات المتحدة الأميركية تدريب فصائل من المعارضة السورية في الأردن وبشكل سري».

وأشار الغضبان، إلى أن «الولايات المتحدة تستخدم هذا الأسلوب عندما يكون بحوزتها معلومات عن استعداد الجماعات المتطرفة لاستهداف مواقع أميركية أو لحلفائها في المنطقة لكن المتطرفون في سوريا وتحديدا جبهة النصرة ليسوا في معركة مع أميركا، بل هم في معركة مع أعدائها أي نظام الأسد ومن يدعمه في محور الممانعة».

وبحسب الغضبان فإن الواقع الميداني في سوريا يحول دون قدرة الولايات المتحدة على القيام بهذه العمليات «هناك صعوبة لوجيستية في ضرب أهداف المتطرفين في سوريا فقد كانت الطائرات الأميركية تقوم بضرب مواقع الإرهابيين في العراق وباكستان حين كانت هذه المواقع واضحة أما في سوريا فمواقع جبهة النصرة وغيرها من المجموعات المتطرفة منتشرة في كل أنحاء البلاد ويصعب رصدها بشكل دقيق».

وأكد رفض المعارضة السورية قيام الولايات المتحدة بهذه الخطورة، مشيرا إلى أن «وضع جبهة النصرة على لائحة الإرهاب من قبل الإدارة الأميركية كان قرارا خاطئا من ناحية التوقيت». وأضاف: «ليس لنا علاقة بجبهة النصرة ونحن ننظر إليها بوصفها مكونا غريبا عن الثورة وغير منسجم مع تطلعاتها في الحرية والديمقراطية، لكننا نرى أيضا أن فصائل النصرة تحارب النظام ورجالها من أشد المقاتلين قدرة على مواجهته، الأمر الذي يدفعنا إلى دعوة الولايات المتحدة للتفكير باستراتيجيات أخرى غير ضرب معاقل النصرة في سوريا تتمثل بدعم الفصائل المعتدلة في الجيش الحر ما يؤدي بشكل تلقائي إلى إضعاف النصرة التي تزايد نفوذها بسبب تخلي العالم عن المعارضة السورية المسلحة وعدم دعمها بالسلاح».