نائب أمين عام مؤتمر الحوار اليمني: النجاح مرتبط بالمشاركين

قال لـ «الشرق الأوسط»: المؤتمر سيشمل 3 جلسات عامة ويستمر 6 أشهر

ياسر الرعيني
TT

مع انطلاق مؤتمر الحوار الوطني اليوم يتطلع اليمنيون إلى حلول لمشكلات عانوا منها لسنوات طويلة. ويتحدث نائب أمين عام مؤتمر الحوار ياسر الرعيني، لـ«الشرق الأوسط»، عن طبيعة مؤتمر الحوار، إضافة إلى الضمانات المرتبطة بنجاح المؤتمر للخروج بنتائج إيجابية تلبي طموحات وأحلام الشعب اليمني، والرعيني شاب جاء من إحدى خيام ساحة التغيير بصنعاء، ورأس المنسقية العليا للثورة الشعبية، وعين ممثلا عن الشباب في اللجنة الفنية للحوار الوطني، ثم تم اختياره ضمن الأمانة العامة لمؤتمر الحوار كنائب ثان للأمين العام. وفي ما يلي نص الحوار:

* كيف استعدادكم لمؤتمر الحوار الوطني؟

- منذ تشكيل أمانة الحوار في يناير (كانون الثاني) الماضي، والأمانة العامة وكادرها وفريقها، المكون يشتغلون كخلية نحل، على مدار الساعة، من أجل الإعداد الجيد لمؤتمر الحوار الوطني الذي ينشده جميع اليمنيين، حيث عملنا على تشكيل فرق الأمانة العامة بالتعاون مع إحدى منظمات الأمم المتحدة، وقد انتهينا من الترتيبات اللوجستية والفنية والإدارية لانعقاد المؤتمر الحوار، والجلسة الافتتاحية، كما أننا أعددنا كل ما يرتبط بتسيير التهيئة الإعلامية على المستوى المحلي والخارجي بمختلف فروعه، والحمد لله أنجزنا معظم أعمالنا من إعداد وثائق المؤتمر وحقيبة ودليل المشاركين، إضافة إلى التواصل والترتيب مع المحافظات التي ستعقد فيها بعض أعمال فرق العمل، أما في الجانب الأمني فقد كلف رئيس الجمهورية اللجنة العسكرية بالإشراف وتأمين مؤتمر الحوار الوطني وتم التواصل معهم في هذا الإطار.

* مم تتكون هيئات أمانة الحوار الوطني؟

- تتكون من هيئة الرئاسة، ورئاسة فرق العمل، ولجنة التوفيق، والأمانة العامة، ولجنة المعايير والانضباط، أما بالنسبة للجنة الأمنية فهناك إدارة أمنية داخل هيكل الأمانة العامة، واللجنة العسكرية ستكون هي المكلفة بالمتابعة والإشراف على الجانب الأمني لمؤتمر الحوار.

* ما أبرز القضايا التي سيناقشها مؤتمر الحوار؟

- سيناقش المؤتمر 13 موضوعا، وهي القضية الجنوبية، قضية صعدة، بناء الدولة ودستور جديد، والحكم الرشيد، والحقوق والحريات، والعدالة الاجتماعية والمصالحة الوطنية، القضايا البيئية والاجتماعية الخاصة، وقضايا ذات بعد وطني، التنمية الكاملة والمستدامة، وصياغة الدستور.

* ما الآلية الخاصة بمناقشة هذه القضايا؟

- مؤتمر الحوار الوطني سيكون مقسما إلى ثلاث جلسات عامة، وجلستين لفريق العمل، الجلسة الأولى العامة، تبدأ بالافتتاح وتعقد بمشاركة جميع الأعضاء وعددهم 565 مشاركا، ومدتها من أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع، وسيتم خلالها توزيع المهام وفرق العمل وإقرار الهيئات المختلفة لمؤتمر الحوار، وفق القضايا المحددة لمؤتمر الحوار الوطني، أما فرق العمل فتتكون من تسع فرق موزعة بين صنعاء، والمحافظات التي تم اختيارها.

* ما هذه المحافظات؟

- حددنا ست محافظات، إلى جانب أمانة العاصمة صنعاء، لفرق العمل، وسيعلن عنها، لاحقا، وهي المحافظات الأكثر أمنا واستقرارا، وأكثر ملائمة لانعقاد جلسات فرق العمل، تتوفر فيها الخدمات والأمن والاستقرار، وعلى رأسها عدن وحضرموت.

* كيف سيتم عقد الجلسات العامة وجلسات فرق العمل؟

- بعد الجلسة العامة الأولى التي ستعقد عقب افتتاح مؤتمر الحوار في 18 مارس (آذار)، سيتم توزيع فرق العمل وستعمل لمدة شهرين، بعدها تأتي الجلسة العامة النصفية الثانية وتسمر لمدة شهر، وتقدم فيها فرق العمل تقارير أعمالها للفترة السابقة، وتتم مناقشتها في الجلسة العامة، لمناقشتها وإقرارها ومراجعة ما توصلت إليه، ثم تعود فرق العمل لعملها مرة أخرى شهرين، وبعدها تأتي الجلسة العامة الثالثة الختامية، ويتم فيها إقرار ومناقشة جميع أعمال فرق العمل.

* هل تتوقعون حدوث معوقات أو إشكاليات خلال انعقاد مؤتمر الحوار؟

- لا نتوقع وجود إشكاليات لأن الهدف الأول من مؤتمر الحوار هو إزالة الإشكاليات والمعوقات، من خلال الحوار.

* وإذا حدثت اختلافات داخل مؤتمر الحوار كيف سيتم حلها؟

- في حال حدوث الخلافات بين المشاركين هناك لجنة تسمى «التوفيق» برئاسة رئيس مؤتمر الحوار رئيس الجمهورية، وعملها هو حل النزاع أو الاختلاف بين مختلف الأطراف، وهي مشكلة من رؤساء فرق العمل، وعدد من أعضاء اللجنة الفنية.

* كم تبلغ موازنة مؤتمر الحوار الوطني؟

- 60 في المائة من موازنة المؤتمر من المانحين، عن طريق الصندوق الإنمائي المخصص للحوار الوطني، و40 في المائة تكفلت بها الحكومة، جزء منه سيتم دفعه نقدا للأمانة العامة، والجزء الآخر سيكون عبر الإيجارات المباني والمقرات المرتبطة بمؤتمر الحوار.

* حددت المبادرة الخليجية واللجنة الفنية معايير للمشاركين في مؤتمر الحوار، وهناك انتقادات لوجود مشاركين من أطراف مخالفة لهذه المعايير خاصة ممن يتهمهم الشباب بالاشتراك في الاعتداءات التي طالتهم في 2011؟

- المعيار الذي حددناه هو أن تتحري المكونات في ألا يكون أي من أعضائها قد سبقت مواجهته في دعاوى قضايا ذات مصداقية مسنودة بدلائل قوية عن انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان، وبناء على هذا فإن من ثبت عليه بدعاوى، أي انتهاكات فإن المكون الذي يتبعه ملزم بتبديله.

* هناك شكاوى من شباب الساحات الذين لا ينتمون للأحزاب بإقصائهم من مؤتمر الحوار؟

- بالنسبة لمشاركة الشباب بشكل عام في مؤتمر الحوار، فإنني عندما عينت في اللجنة الفنية لم تكن هناك نسبة محددة للشباب في المكونات، وتحديد نسبة مخصصة للشباب ضمن مكونات مختلف الأطراف، حيث حدد بأن يكون ضمن قوائمهم ما نسبته 20 في المائة للشباب، وقد التزمت المكونات بذلك، والذي خالف ذلك تمت إعادة قوائمه لتعديلها، إضافة إلى أن لجنة الحوار خصصت 40 مقعدا للشباب المستقلين من الساحات، وبذلك يصبح عدد المشاركين 145 من الشباب من أصل 565، بما يصل نسبته إلى 26 في المائة.

* وكيف ستتم معرفة المستقلين؟

- شرط مشاركة شباب الساحات أن يكونوا مستقلين، وكل من تم اختياره في مؤتمر الحوار، يسجل لدينا على أنه مستقل، ونحن في اللجنة الفنية للحوار الوطني، نقوم بمخاطبة الأحزاب، حول ذلك وإذا وجدنا أن المشارك منتم إلى حزب فيحق الطعن في عضويته، داخل المؤتمر، ويحال إلى لجنة المعايير والانضباط ويمكن أن يستبدل.

* هل تتوقعون حدوث معوقات أيام انعقاد المؤتمر؟

- نتوقع صعوبات، فكل عمل عظيم بحجم مؤتمر الحوار الوطني، فبالأكيد سيواجه بعض الصعوبات، لكننا على ثقة أكيدة أن أي صعوبات ستحصل سيتم تجاوزها وحله.

* ما الضمانات التي وضعتموها لنجاح مؤتمر الحوار الوطني؟

- هناك الكثير من الضمانات التي نرى أنها تسهم في نجاح المؤتمر أهمها، أن كل القوى والأطراف السياسية، مشاركة في الحوار، لا يوجد في مؤتمر الحوار الوطني لا غالب ولا مغلوب، لأن اتخاذ القرارات يكون بالتوافق ويتحصل ذلك بـ90 في المائة، ومن أهم الضمانات أيضا وهي مرتبطة بمخرجات المؤتمر، هي أن المشاركين في المؤتمر هم من سيضع ضمانات تنفيذها، إضافة إلى وجود ضمانات المجتمع الدولي، حيث تم إقرار دخول مراقبين دوليين، من مجموعة العشر والدول الداعمة والدول المعتمدة كمراقبين للدخول إلى الجلسات العامة. وأيضا لجنة التوفيق سيستمر عملها بعد المؤتمر إلى أن يتم تشكيل المؤسسات الدستورية، كما أن مخرجات مؤتمر الحوار، هي أيضا ستتحول إلى قوالب دستورية ستطرح للشعب للاستفتاء عليها.

* كيف ستتم مناقشة القضايا المطروحة؟

- فريق العمل ستناقش القضية المطروحة، ويحيل ما أقره إلى الجلسة العامة، وآلية اتخاذ القرارات داخل الفرق، تتحقق بالتوافق بنحو 90في المائة، وإذا لم يحصل توافق تتدخل لجنة التوفيق لتقريب وجهات النظر ولا تتدخل بالقرار، وبعد ذلك يصوت على القرار بأغلبية ثلاثة أرباع الحضور، وإذا لم يتم اتخاذ القرار، يتدخل رئيس الجمهورية رئيس المؤتمر ويتواصل مع ممثلي المكونات للخروج بمشروع قرار حول القضية، وبعد إقرار القرارات داخل فرق العمل، تحال إلى الجلسة العامة وهي بدورها إما أن تقبل القرار، أو ترده إلى فريق العمل، وليس من صلاحيتها اتخاذ القرار، وإذا كان لديها ملاحظات ومقترحات تحيلها مرة أخرى إلى فريق العمل صاحب اتخاذ القرار.

* ماذا عن توفير الأمن والاستقرار خلال مؤتمر الحوار؟

- هناك ترتيبات أمنية عالية المستوى، وواسعة، في معظم المدن التي ستشهد عقد جلسات الحوار الوطني، وقد تمت عملية التوعية في 2 مارس في جميع الوحدات العسكرية والأمنية بالعاصمة صنعاء، وتم تشكيل فرق وغرف عمليات وخطط انتشار أمني وعسكري، لتوفير أجواء آمنة لمؤتمر الحوار الوطني، ونحن نقول دائما إن الدولة الضامن، هي أهم ضمان لنجاح الحوار الوطني، وتنفيذ مخرجاته، لأن الدولة الضامنة هي التي تملك جيشا وأمنا موحدا.

* وبالنسبة للوفود الإعلامية والتجهيزات ماذا أعددتم في هذا الإطار؟

- وسائل الإعلام هي الركيزة المهمة في مؤتمر الحوار، وقد اهتممنا بتوفير ما يحتاج إليه ممثلو وسائل الإعلام المختلفة المحلية والخارجية، حيث تم إعداد مركز إعلامي متكامل مجهز بكل ما يحتاج إليه الإعلامي، كما أن الأمانة العامة ستعمل على توفير المعلومات المتعلقة بسير عمل مؤتمر الحوار، وتوضيح كل ما يدار داخل فرق العمل، إضافة إلى أنه سيتم نقل الجلسات العامة في بث مباشر عبر التلفزيون، وجلسات فرق العمل أيضا سيتم بث جلساتها مباشر بناء على موافقة فريق العمل.

* أنت قيادي في أحد مكونات الثورة الشعبية، هل تعتقد أنكم حققتم أهداف ثورتكم؟

- الثورة الشعبية حققت جزءا من أهدافها، وهناك أهداف لم تتحقق، وأعتقد أن جزءا كبيرا من أهداف الثورة التي خرجنا من أجلها ستتحقق عن طريق الحوار الوطني، لقد خرجنا إلى الساحات من أجل إيجاد يمن مستقر وآمن وعادل، وبناء دولة المؤسسات والقانون، وشباب الثورة في الساحات حريصون على نجاح المؤتمر الحوار الوطني.

* متى سيتم إخلاء الساحات؟

- بصفة شخصية وقناعة ذاتية أنا مع بقاء الساحات، لأنها ضمان لعملية التغيير في البلاد، لكن ليس بهذا الشكل، أعتقد أن العملية الثورية ليس فيها تاريخ انتهاء، والثورة ليست ساحات، والثورة مراحل ولكل مرحلة وسائلها لتحقيق أهدافها.