انطلاق الحوار الوطني في اليمن اليوم.. والأحمر أول المنسحبين

سكرتير هادي: ممثلون عن المعارضة الجنوبية وصلوا إلى صنعاء

محتجون يمنيون يرددون شعارات مطالبة بالقصاص للشهداء في ذكرى «جمعة الكرامة» في صنعاء أمس
TT

تنطلق اليوم في العاصمة اليمنية صنعاء أعمال مؤتمر الحوار الوطني الشامل في ضوء المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية لحل الأزمة في اليمن، بعد نحو عامين من الصراع داخل البلاد، وذلك بمشاركة عربية ودولية واسعة النطاق وفي ظل معارضة ومقاطعة القوى اليمنية الجنوبية المعارضة للمؤتمر والتي تنفذ فعاليات جماهيرية في جنوب البلاد، في حين أعلن السياسي اليمني البارز الشيخ حميد الأحمر مقاطعته لمؤتمر الحوار بصورة صادمة للمنظمين.

وينعقد مؤتمر الحوار الوطني في ظل إجراءات أمنية غاية في التشديد في صنعاء، حيث تنتشر النقاط الأمنية بصورة غير مسبوقة وإجراءات التفتيش وملاحقة المطلوبين على ذمة القضايا الأمنية، وتشترك كل القوات الأمنية والعسكرية في تأمين العاصمة وعواصم المدن الرئيسية، ويقدر العدد الفعلي للمشاركين في حماية المؤتمر من الجيش والأمن بنحو 60 ألف ضابط وجندي، في وقت تذهب تقديرات المحللين العسكريين إلى أبعد من ذلك من حيث العدد، وتستمر أعمال المؤتمر لستة أشهر وأسبوعين، في حين أعلن اليوم (الاثنين) عطلة رسمية بمناسبة انعقاد المؤتمر الذي يصادف الذكرى الثانية لما يسمى «مجزرة جمعة الكرامة» التي راح ضحيتها أكثر من 50 محتجا يمنيا في صنعاء.

ويرأس الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي مؤتمر الحوار الوطني بصفته رئيسا توافقيا في ضوء المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية لحل الأزمة في اليمن، التي ترعاها وتراقب تنفيذها 10 دول، بينها الولايات المتحدة وبريطانيا والاتحاد الأوروبي ومجلس التعاون الخليجي بصفة اتحادية وفردية. وبدأت الوفود المشاركة في المؤتمر بالتوافد، أمس، على العاصمة صنعاء للمشاركة في افتتاح المؤتمر الذي يصل قوامه إلى 565 عضوا وعضوة من مختلف القوى والتيارات السياسية اليمنية باستثناء الفصائل الرئيسية لـ«الحراك الجنوبي» والقيادات البارزة في المعارضة الجنوبية في الخارج. ومن المتوقع أن يشارك في حفل الافتتاح أمين عام الجامعة العربية، الدكتور نبيل العربي، وأمين عام مجلس التعاون الخليجي، الدكتور عبد اللطيف الزياني، وعدد من الشخصيات الدولية الهامة.

وفي هذا السياق قال يحيى العراسي السكرتير الإعلامي للرئيس اليمني في اتصال هاتفي مع «الشرق الأوسط» في لندن إن «مؤتمر الحوار الوطني قد أعد له بشكل جيد، والناس ذاهبون إلى الحوار، وقد بدأت تتوافد على صنعاء أعداد من الشخصيات الوطنية المشاركة من المعارضة والأحزاب والتشكيلات السياسية والاجتماعية»، وحول ما أخذ على المؤتمر من وجود أكثر من اسم ضمن قائمة الأعضاء تنتمي إلى أسرة واحدة قال العراسي: «هذه جاءت نتيجة تقسيم أعضاء مؤتمر الحوار على حصص معينة لأحزاب ومنظمات وهيئات مختلفة، ولم يكن من الممكن أن نرد بعض الأسماء لأنها أتت ضمن قوائم أحزابها»، وأكد العراسي أن شخصيات من المعارضة الجنوبية وصلت إلى صنعاء للمشاركة في الحوار «مثل محمد علي أحمد وبن فريد والصريمة وغيرهم من الشخصيات، بالإضافة إلى ممثلين عن معارضة الخارج». واعترف العراسي ببعض الشوائب التي ينبغي تداركها ضمن قوائم أعضاء الحوار، مستنكرا «عدم ورود أسماء لها ثقلها الوطني مثل وزيري شؤون الوحدة في الشمال والجنوب سابقا يحيى العرشي وراشد محمد ثابت، كما دخلت القوائم أسماء لها إشكاليات متعددة».

وفي سياق ردود الفعل على قرار الرئيس هادي بتسمية أعضاء مؤتمر الحوار الوطني الشامل، أعلن الشيخ حميد الأحمر، رجل السياسة والمال في اليمن والقيادي في حزب التجمع اليمني للإصلاح الإسلامي، انسحابه من المؤتمر، وبرر الأحمر ذلك بأخطاء ارتكبت، على حد قوله، في تطبيق الآلية التنفيذية للمبادرة الخليجية. وأضاف، في بيان صادر عن مكتبه، أن أهم الأسباب التي دعته إلى الانسحاب هي أنه «من ناحية المضمون فقد احتوت القرارات عددا من المخالفات لمواد ومضامين ومقاصد المبادرة والآلية التنفيذية».