مصر: اشتباكات بين مؤيدي الإخوان ومعارضيهم أمام مقر الجماعة الرئيس في المقطم

نقيب الصحافيين يتهم المرشد بالمسؤولية عنها ودعوات للتظاهر الجمعة المقبل

متظاهرون مصريون يهتفون ضد جماعة الإخوان المسلمين في مظاهرة أمام نقابة الصحافيين أمس (أ.ب)
TT

شهد محيط المقر العام لجماعة الإخوان المسلمين بمصر في حي المقطم (جنوب القاهرة) اشتباكات متقطعة، أسفرت عن إصابة العشرات بجروح، من بينهم صحافيون، فيما عُرف باسم «موقعة مكتب الإرشاد»، وذلك على خلفية دعوة نشطاء سياسيين للتظاهر أمام مقر الجماعة لرسم «غرافيتي» معارض للرئيس محمد مرسي والإخوان.

ودعت شخصيات سياسية وحركات وأحزاب لمظاهرة سلمية الجمعة المقبل تحت عنوان «رد الكرامة» أمام مقر الجماعة بالمقطم، بينما أعلنت مجموعة «بلاك بلوك» اعتزامها الاحتشاد والتظاهر أمام المقر الجمعة المقبل أيضا، وتوعدت قيادات الجماعة بالرد على الناشطين بقوة، فيما قدم ضياء رشوان نقيب الصحافيين بلاغا للنائب العام المصري المستشار طلعت عبد الله، يتهم فيه مرشد جماعة الإخوان الدكتور محمد بديع ونائبه الأول خيرت الشاطر بالمسؤولية في الاعتداء على الصحافيين.

وتجددت مساء أمس الاشتباكات بين متظاهرين مناهضين لجماعة الإخوان من جهة وعدد من أعضاء الجماعة وقوات الأمن من جهة أخرى أمام المقر العام للجماعة بالمقطم (جنوب القاهرة)، بعد ليلة أول من أمس التي شهدت اشتباكات عنيفة بين الجانبين، على خلفية دعوة نشطاء سياسيين للتظاهر أمام مقر الجماعة لرسم غرافيتي معارض للإخوان. وكان ناشطون معارضون قرروا إقامة مهرجان للرسم على الأسفلت أمام مقر الجماعة، للاحتفال بالإفراج عن عدد من زملائهم المتهمين بالاعتداء على مقر الإخوان قبل أسبوع، إلا أن عددا من شباب الإخوان اعتدى عليهم وعلى الصحافيين الذين كانوا يغطون الحدث، مما أسفر عن إصابة بعضهم بإصابات خطيرة، نقلوا على أثرها للعلاج في المستشفى، فيما تجمع المئات أمام مقر الجماعة بالمقطم لتتسع دائرة الاشتباكات التي تدخلت فيها قوات الأمن المركزي في صف أعضاء جماعة الإخوان المسلمين، لتطلق الغاز المسيل للدموع أمام المقر لتفريق المتظاهرين.

وأشعل المتظاهرون النار في سيارتين تابعتين للشرطة ومنعوا قوات الإطفاء من الوصول للمكان لإخماد النيران، فيما خيمت سحابة من الدخان الأسود في سماء المنطقة بأسرها.

وتعرض صحافيون يعملون بعدة صحف مصرية خاصة، منها «الوطن» و«المصري اليوم»، إضافة إلى طواقم قنوات فضائية مصرية وأجنبية للضرب والسحل على يد من قالوا إنهم عناصر الإخوان المسلمين.

ونظمت نقابة الصحافيين أمس، مسيرة من مقر النقابة إلى مكتب النائب العام قادها النقيب الجديد ضياء رشوان الذي قدم ومعه أعضاء مجلس النقابة بلاغات ضد الدكتور بديع وخيرت الشاطر، باعتبارهما المسؤولين عن الاعتداء على الصحافيين أمام مقر الجماعة.

من جانبه، أعرب خالد البلشي عضو مجلس نقابة الصحافيين عن أمله في أن ينجز النائب العام وعده بالتعامل سريعا مع البلاغ والتحقيق في وقائع الاعتداء على صحافيين أمام مقر جماعة الإخوان.

وأشار البلشي إلى أن مكتب النائب العام حول البلاغ إلى المحامي العام لجنوب القاهرة، موضحا أن النقيب رشوان التقى بالنائب العام بهدف استعجال طلب التحقيق في قضية شهيدي الصحافة الحسيني أبو ضيف، وأحمد محمود. واجتمعت مساء أمس اللجنة الوطنية للدفاع عن حرية الصحافة والتعبير، التي تضم رؤساء تحرير الصحف الحزبية والمستقلة بجانب رؤساء القنوات الفضائية، لمناقشة التعدي على الصحافيين والإعلاميين، أمام مقر جماعة الإخوان، وبحث الرد المناسب على تلك الواقعة.

وعلى صعيد متصل، تلقى النائب العام بلاغا أمس، من المحامي سمير صبري ضد مرشد جماعة الإخوان ونائبه الأول، يحملهما مسؤولية أحداث العنف التي شهدها محيط مقر مكتب الإرشاد، ويتهمهما بالتحريض على اعتداء شباب الجماعة على شباب ثورة 25 يناير.

من جانبها، دعت 10 شخصيات سياسية الحركات والأحزاب لمظاهرة سلمية الجمعة المقبل تحت عنوان «رد الكرامة» أمام مقر جماعة الإخوان، وقال الداعون للمظاهرة في بيان لهم أمس، إن «عددا من الشخصيات والحركات الثورية دعوا للتظاهر السلمي أمام مكتب الإرشاد بعد صلاة الجمعة المقبلة»، موضحا أن الهدف من التظاهر هو توصيل «رسالة سياسية واضحة داخليا ودوليا بأن مكتب الإرشاد هو رأس الأفعى، وهو الحاكم الفعلي للبلاد من خلال جماعة غير شرعية لا تخضع للقانون»، على حد قول البيان. وأوضح البيان أنه ستتم دعوة الصحافة العالمية لتغطية هذه المظاهرة المطالبة بعزل النائب العام غير الشرعي، وتعيين نائب عام جديد يقوم بالتحقيق في كل الانتهاكات السابقة، وإقالة رئيس الوزراء وتعيين شخصية وطنية مستقلة، وإقالة وزيري الداخلية والعدل، وحل جماعة الإخوان بقوة القانون، أو إخضاعها للقانون الحالي للجمعيات 84 لسنة 2002، ومراقبة مصادر تمويلها، وفصل الحزب السياسي عن الجماعة الدعوية حسب القانون.

كما طالب البيان الجهاز المركزي للمحاسبات بالبدء فور تقنين وضع الجماعة بالإعلان عن مصادر تمويلها في غضون أربعة أشهر بحد أقصى، ثم الدعوة لانتخابات رئاسية في نهاية سبتمبر (أيلول) المقبل تحت إشراف ورقابة دولية كاملة، وبمعايير عالمية، وتشكيل لجنة فنية ولوجستية مستقلة من الخبراء لتنقيح الجداول الانتخابية، والتنسيق مع المنظمات الدولية من الآن لضمان أكبر نزاهة للعملية الانتخابية.

من جانبها، أعلنت مجموعات «البلاك بلوك» على صفحتهم الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك»، عن اعتزامها التظاهر أمام مقر جماعة الإخوان المسلمين بالمقطم يوم الجمعة المقبل.

وقالت الصفحة: «الجمعة الجاية هتكون فاصلة في حياة الشعب المصري.. هنعلمهم الأدب.. هنوريهم يوم أسود عليهم وعلى مرسي وعلى ومرشد الضلال بتاعهم»، مشيرة إلى أنهم سيتظاهرون يوميا أمام مقر المقطم.

من جهته، وصف حزب النور السلفي الاشتباكات التي وقعت أمام مقر الإخوان بأنها «مشهد مخزٍ، ولا نجد مسوغا لصفع الفتيات وهو مخالف للشرع والنخوة»، وقال نادر بكار، مساعد رئيس حزب النور لشؤون الإعلام، في تدوينة له على حسابه بموقع التواصل الاجتماعي «تويتر»: «لا أجد مسوغا واحدا لصفع فتاة على وجهها بهذا الشكل المخزي الذي شاهدناه، لا داعي لمخالفة أبسط قواعد الشرع والنخوة أيا كانت درجة الاستفزاز».

من جانبه، طالب خالد الشريف المستشار الإعلامي لحزب البناء والتنمية، الذراع السياسية للجماعة الإسلامية، بضرورة إخضاع واقعة الاشتباكات أمام مقر الإخوان المسلمين للتحقيق العاجل ومعاقبة كل من تجاوز القانون، معتبرا أن بعض القوى السياسية تتعمد جر الإخوان إلى مصادمات واشتباكات دامية.

وقال الشريف: «للأسف هذه القوى المسماة بالمدنية تستخدم وسائل غير شريفة بل تستخدم وسائل انتقامية وهذا مكمن الخطورة وهو ما يعطي الفرصة للعنف والثورة المضادة أن تنمو وتزدهر».