حزب الله يشيع عنصرا قتل في دمشق

الجيش الحر: 38 قتيلا للحزب خلال يومين

TT

نفت قيادة الجيش اللبناني «جملة وتفصيلا» أن تكون وحداتها قد «قامت بإخلاء بعض مراكزها على الحدود الشرقية من القاع وصولا إلى قوسايا»، وفق ما تم تداوله أمس في بيروت، مؤكدة أن «قوى الجيش تقوم بمهماتها كالمعتاد في ضبط الأمن والاستقرار وحماية المواطنين على امتداد الحدود اللبنانية - السورية»، وتشير إلى أنه تم تعزيز هذه القوى مؤخرا.

ودعت قيادة الجيش اللبناني «وسائل الإعلام كافة إلى توخي الدقة والموضوعية في نشر الأخبار المتعلقة بالجيش، خصوصا في هذه الظروف التي تمر بها البلاد، والرجوع إليها للوقوف على الحقائق كاملة».

وتزامن هذا مع إعلان الجيش السوري الحر استعداده الانسحاب من الشريط الحدودي مع لبنان شريطة أن يؤمن المنطقة الجيش اللبناني. واتهم لؤي المقداد، المنسق السياسي والإعلامي للجيش السوري الحر، نظام الرئيس السوري بشار الأسد بالتصعيد مع لبنان ومحاولة جره للصراع الدائر في بلاده من خلال بيان وزارة الخارجية السورية والوحدات الخاصة التي نشرها في المناطق الحدودية مع شمال لبنان.

وكانت دمشق قد سلمت بيروت الخميس الماضي مذكرة احتجاج على تسلل المسلحين من لبنان إلى الأراضي السورية في وقت عززت فيه مواقعها المطلة على الحدود اللبنانية من جهة منطقتي وادي خالد والعريضة في الشمال اللبناني.

وبينما يدعي نظام الأسد وجود قوى سياسية في لبنان تدعم «الإرهابيين» وتمدهم بالسلاح، تتهم أطياف معارضة سورية حزب الله اللبناني بالقتال إلى جانب نظام الأسد.

وفي هذا الصدد، شهدت بلدة ميس الجبل في الجنوب اللبناني أمس تشييع عنصر، وهو حسن نمر الشرتوني، ينتمي إلى حزب الله بعد مقتله في معركة في سوريا، وفقا لإفادات أهالي البلدة.

واتهم مسؤول إدارة الإعلام المركزي في القيادة المشتركة للجيش السوري الحر فهد المصري، في اتصال مع «الشرق الأوسط»، حزب الله بنقل جثث 38 من عناصره الذين قتلوا داخل سوريا خلال قتالهم إلى جانب النظام السوري. وذكر المصري أن «غالبية عناصر حزب الله قتلوا في مناطق ريف حمص وبشكل خاص في معركة تحرير حاجز الـ14 مؤخرا في ريف مدينة القصير، وأربعة منهم قتلوا في دمشق وريفها».

وكان المصري في بيان صادر عن «الجيش الحر»، قد أشار إلى أن بين القتلى اثنين من أبناء الجنوب اللبناني والباقي من أبناء مناطق متفرقة في البقاع، بعلبك والهرمل، لافتا إلى أنباء عن وصول الجثث سرا إلى الأراضي اللبنانية لدفنها بشكل سري.

وتعلو في لبنان الأصوات السياسية الداعية إلى ضبط الحدود مع سوريا والداعية إلى احترام كافة الفرقاء لسياسة «النأي بالنفس». وفي هذا الإطار، اتهم عضو كتلة «القوات اللبنانية» النائب أنطوان زهرا «حكومة الانقلاب على الدستور، التي ادعت أنها تلتزم بسياسة النأي بالنفس عما يجري في سوريا ولكنها في الواقع تعمل عكس ذلك وتورط كل لبنان بما يجري في سوريا». وسأل: «هل حصنت هذه الحكومة لبنان من تداعيات ما يجري ومنعت أطرافا لبنانيين من التورط في سوريا حين ترى أن وزير الخارجية فيها يحل محل وزير الخارجية السوري بالدفاع عن النظام السوري على مستوى العالم العربي والأمم المتحدة؟!».