الآلاف من أنصار الحراك الجنوبي يحتشدون في عدن رفضا للحوار

قيادات ميدانية لـ«الشرق الأوسط»: جلادونا في 1994 هم من يتحاورون في صنعاء

TT

يشهد جنوب اليمن عصيانا مدنيا دعا إليه «الحراك الجنوبي» المنادي بفصل جنوب اليمن عن شماله، ومظاهرات احتجاجية مطالبة بالانفصال، ولبى سكان في مدينة عدن، حاضرة جنوب اليمن، دعوة الحراك للعصيان والخروج في مظاهرة حاشدة في شارع «مدرم» الرئيس بحي المعلا، وهو الشارع الذي بناه البريطانيون إبان احتلالهم لجنوب اليمن في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر.

وقالت مصادر محلية وشهود عيان في عدن لـ«الشرق الأوسط»، إن مجاميع غفيرة من أنصار الحراك ومن مختلف الفصائل حضرت إلى عدن من حضرموت والمهرة وشبوة وأبين ولحج والضالع للمشاركة في ما سموها «المليونية» التي تمت الدعوة إليها والتي تستمر حتى مساء اليوم (الاثنين)، رفضا لمؤتمر الحوار الوطني، وقال الشيخ لحمر لسود، أحد مشايخ قبائل العوالق في شبوة أثناء قدومه إلى عدن، إن الحشود المتحركة من أبين وشبوة وبعض أضلع وحضرموت نحو عدن تحاول أن «توصل رسالتها إلى المجتمع الدولي برغبة أبناء الجنوب في الاستقلال والعودة إلى الدولة السابقة»، وذكرت مصادر محلية أن حشودا من الجنوبيين تجمعوا في شارع «مدرم» – المعلا وفي ساحة العروض (الشابات) – خور مكسر تلبية لدعوة معظم فصائل الحراك الجنوبي.

وأكد صلاح السقلدي أحد أبرز الناشطين الميدانيين في الحراك بعدن لـ«الشرق الأوسط» أن عدن «لم تشهد مثل هذا الزخم والتلاحم والتوافق بين فصائل الحراك منذ فترة طويلة، وأن هذا يؤكد على عدالة القضية الجنوبية وعلى حق شعب الجنوب في تقرير مصيره، بعيدا عن الصراعات الدائرة في الشمال بين القوى التقليدية»، وأضاف السقلدي أن «هذه المسيرات التي يشهدها الجنوب هي تواصل للمسيرات السابقة التي تؤكد ثبات الجنوبيين على قضيتهم على الساحتين الجماهيرية والسياسية»، وتابع أن «ما يميز هذه الفعاليات الجديدة أنها تأتي عشية إطلاق عملية الحوار الوطني في صنعاء، هذا الحوار الذي تبدو مؤشراته من اليوم الأول أنه مجرد حوار التفافي على القضية الجنوبية، وهذا يبدو واضحا من خلال العديد من الدلائل وأولها وأبرزها أن القوى التي شنت الحرب في عام 1994، والتي ستجتمع في صالة الحوار، ما زالت تتمترس وراء ثقافة الحرب المشار إليها ولم تبد أي انفتاح على القضية الجنوبية على الإطلاق»، وأردف السقلدي قائلا إنه «لا يمكننا الانخراط في أي عملية حوار التي هي عبارة عن حوار الجزار والضحية».

ورغم هذه التطورات في جنوب اليمن، فإن ثلاثة من القيادات الجنوبية هم محمد علي أحمد وأحمد فريد الصريمة وعبد الله حسن الناخبي، حضروا إلى صنعاء للمشاركة في الحوار، التي يحضر إليها أحمد والصريمة لأول مرة منذ الحرب الأهلية في عام 1994، وتشير معلومات مؤكدة لـ«الشرق الأوسط» إلى أن مشاركتهما باسم مؤتمر شعب الجنوب جاءت كبديل اختاره الرئيس عبد ربه منصور هادي لإدراكه أن القيادات الرئيسة في الخارج كالرؤساء علي ناصر محمد، وحيدر العطاس، وعلي البيض، وغيرهم، لن يشاركوا في مؤتمر الحوار.