الكنيست يصادق على حكومة نتنياهو

ليبرمان: لن يحصل أي تقدم في عملية السلام طيلة السنوات الـ4 القادمة

TT

أعلن أفيغدور ليبرمان، القائد الثاني لتحالف الأحزاب الحاكمة في إسرائيل، أمس أن السنوات الأربع القادمة لن تشهد أي تقدم في عملية السلام بين إسرائيل والفلسطينيين، وأنها سترفض أي طلب بتقديم مبادرات لتحسين الأجواء وإبداء النيات الطيبة. وادعى أن الدافع لموقفه هذا هو تصرف الفلسطينيين غير المسؤول، حيث إنهم لم يتقدموا خطوة إلى الأمام بمبادرتهم، إنما انتظروا كل الوقت مبادرات إسرائيلية.

وجاءت تصريحات ليبرمان هذه استباقا لطقوس المصادقة على الحكومة الجديدة، التي تمت مساء أمس، واستباقا لتصريحات رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، الذي تحدث في أول خطاب له أمام الكنيست الجديد بعبارات دبلوماسية عن الرغبة في السلام. وقال ليبرمان إنه وافق في سنة 2009 على تجميد البناء الاستيطاني لعشرة شهور متواصلة، على أمل أن يتحرك الفلسطينيون باتجاه التسوية. ولكنهم لم يحضروا إلى المفاوضات سوى بعد مرور ثمانية شهور، وراحوا يطرحون شروطا مسبقة: «وقلت حينها وأقول اليوم، لن نتوجه إلى مفاوضات على أساس الشروط المسبقة. فإما أن يصلوا بلا شروط وإما أن يستمر الوضع الحالي، حيث نبني في المستوطنات كما نشاء».

ويذكر أن الكنيست (البرلمان الإسرائيلي) قد صادق أمس على الحكومة وأدلى الوزراء بالقسم. وقد صرح نتنياهو خلال كلمته بأنه يرى في وظيفته كرئيس حكومة إسرائيل مسؤولية كبرى إزاء مصير هذه الدولة. وقال: «كرئيس حكومة، هناك أولوية للحكومة الجديدة الدفاع عن الدولة وسكانها. لا شك أن هناك تحديات كثيرة وأصعب منذ انطلاق التهديدات، وإيران تواصل كل ما تستطيع من أجل تخصيب اليورانيوم، وأنا قلت في شهر سبتمبر (أيلول) الماضي إن هناك خطا أحمر لا يجوز أن تتعداه. وهناك مشكلة في سوريا التي تمر بأزمة حادة قد تؤثر على المنطقة بأسرها، والمنظمات الإرهابية تصل إلى كل منطقة كما هو الحال مع الوحوش عندما تصل إلى فريستها، وتريد أن تأخذ قسطا منها. وهناك تهديدات من سوريا وحماس وإيران. الحكومة ستعمل على تعزيز السلام وتقويته لأننا ملتزمون باتفاقيات مع مصر والأردن، والحفاظ عليها بكل ما أوتينا من قوة، لأنها السياسة التي نريدها ونرجو أن تكون سياسة جيراننا. الحكومة الجديدة تمد يدها بالسلام مع الفلسطينيين، ومرة أخرى نقول: مستعدون لتنازلات، ونريد شريكا فلسطينيا نتحدث إليه ونتوصل معه إلى تسوية تاريخية لإنهاء النزاع، لكننا نرفض أن توجه المطالب فقط إلى إسرائيل، فلكي ينجح الأمر يجب أن يكون هناك طرفان».

يذكر أن حكومة نتنياهو الجديدة تضم 22 وزيرا بمن فيهم نتنياهو نفسه، ويتجاوز متوسط أعمار أعضائها المتوسط العام للحكومات الإسرائيلية، بقليل، ما منحها صفة واحدة من الحكومات الأكثر شبابا في تاريخ إسرائيل. لكن ومن زاوية الانتماء، تعتبر هذه الحكومة الأكثر غربية أيضا، حيث لا يوجد فيها سوى وزيرين من أصول شرقية. وأصغر الوزراء سنا هو نفتالي بينيت، زعيم حزب المستوطنين، بينما أكبرهم وزير السياحة، عوزي لانداو، البالغ 70 عاما. ويبلغ معدل الأعمار فيها 57 عاما، أما نتنياهو نفسه فيبلغ 63 عاما.

وفي ما يتعلق بالعنصر النسوي في حكومة نتنياهو القادمة، فقد احتلت 4 نساء فقط مناصب وزارية، هن: ليمور ليفنات، ياعل غرمان، سوفا لندبر، وتسيبي ليفني. مقابل ثلاث نساء فقط خدمن في الحكومة السابقة. وخلت حكومة نتنياهو الجديدة من أي وزير عربي. ورغم أن حزب «البيت اليهودي» قوة مسيطرة في الحكومة، اكتفى بوزير واحد من بين المستوطنين وهو المستوطن أوري ارئيل، الذي يقيم في مستوطنة «كفار ادوميم»، بينما يقيم بقية وزراء الحزب داخل الخط الأخضر. وفي ما يتعلق بالعنصر الإثني وأصول وزراء حكومة نتنياهو، غلب العنصر الغربي (أشكنازي) على هذه الحكومة، حيث تمتع اليهود الغربيون بالغالبية المطلقة بواقع 19 وزيرا غربيا وثلاثة شرقيين فقط، هم: سيلفان شالوم، مائير كوهن، عمير بيرتس. وتعتبر الغالبية المطلقة من الوزراء من مواليد إسرائيل باستثناء أربعة فقط: سيلفان شالوم ولد في تونس، سوفا لندربر ولدت في الاتحاد السوفياتي السابق، مائير كوهن وعمير بيرتس من مواليد المغرب. وخلافا للحكومات السابقة لن يدخل هذه الحكومة أي وزير يحمل درجة بروفسور لكنها ستضم ثلاثة وزراء يحملون درجة الثانوية العامة رسميا، مثل زعيم حزب «يش عتيد»، يائير لبيد، وأوري ارئيل، وليمور ليفنات.

، بينما يحمل الوزراء يوفال شتاينتس وعوزي لاندو درجة الدكتوراه، والوزراء تسيفي ليفني واردن يحملون شهادة قانون «محام»، بينما يحمل سيلفان شالوم شهادة مدقق حسابات. ويحمل وزير الدفاع، موشيه يعلون، أعلى رتبة عسكرية من بين الوزراء، رتبة «لواء»، بينما يحمل الوزير شاي بيرون رتبة عريف مساعد، والوزير يعقوب بيري أنهى الخدمة العسكرية بعد تسلمه قيادة جهاز «الشاباك» لسبع سنوات، حيث خدم في الجهاز منذ عام 1966، وأنهى الخدمة عام 1995، بينما خدم لبيد ضمن طاقم صحيفة الجيش «بمحانيه» لينهي خدمته العسكرية برتبة ملازم أول، بينما أنهى الوزير «مائير كوهين خدمته العسكرية برتبة رائد. ويتشارك نتنياهو ويعلون وبينت في الخدمة في ذات الوحدة العسكرية المختارة، حيث خدما ضمن وحدة «سيرت متكال» النخبوية التابعة لهيئة الأركان العامة.