المالكي للسفراء العرب في بغداد: علينا إيجاد آلية لإدارة الخلاف

دعا إلى التركيز على «المشتركات» وعدم التدخل في الشؤون الداخلية

TT

دعا رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي إلى ضرورة أن ترتقي العلاقات العربية إلى أفضل مستوياتها في وقت تستعد فيه بغداد لاستضافة المؤتمر البرلماني العربي اليوم. وقال بيان صادر عن مكتب المالكي أمس الاثنين لدى استقباله السفراء العرب المعتمدين في بغداد إنه «جرى خلال اللقاء بحث تطوير العلاقات بين الدول العربية وضرورة الارتقاء بها إلى أفضل المستويات، والتطرق لظاهرة الإرهاب والتطرف التي تهدد أمن واستقرار المنطقة العربية».

وأضاف المالكي أن «العلاقات بين الدول العربية لا بد أن تكون مبنية على أسس الأخوة والتعاون والتشاور وتبادل المصالح وعدم التدخل في الشؤون الداخلية لبعضنا البعض»، مشيرا إلى أن «الاختلاف فهو من طبيعة البشر وعلينا إيجاد آلية لإدارة الخلاف والتأكيد على المشتركات التي تجمعنا». وأكد المالكي على «ضرورة أن تكون الهوية الوطنية فوق الانتماءات الأخرى مع احترام جميع الانتماءات والمعتقدات، واحترام التنوع الديني والقومي والطائفي والتمسك بالحوار ونبذ الإرهاب والعنف والتطرف بجميع أشكاله وصوره»، محذرا في الوقت نفسه من «مخاطر الفتاوى التكفيرية وفتاوى القتل واستباحة دماء الأبرياء التي يروج لها من بعض وسائل الإعلام».

وفي سياق الدعوة إلى بناء علاقات عراقية - عربية على أسس متينة قال عضو البرلمان العراقي عن ائتلاف دولة القانون وعضو لجنة العلاقات الخارجية فيه سامي العسكري في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إن «العلاقات العربية مع العراق شهدت انفراجا واضحا لا سيما بعد مؤتمر القمة العربية الذي عقد العام الماضي في بغداد». وأضاف العسكري أن «لدى العراق سواء على مستوى العمل الدبلوماسي في وزارة الخارجية أو البرلمان نشاطا جيدا في هذا المجال»، مشيرا إلى أن «العلاقات العراقية هي الآن في أفضل حالاتها مع الكثير من الدول العربية بما فيها دول الخليج العربي ما عدا قطر»، معتبرا أن «التطورات الأخيرة في المنطقة بدأت تؤثر على مسار العلاقات بين العراق والكثير من الدول العربية الهامة مثل المملكة العربية السعودية حيث إن الوفود التي زارت المملكة حظيت باهتمام من قبل المسؤولين في المملكة».

وحول تحذير المالكي من الفتاوى التكفيرية، قال مفتي أهل السنة والجماعة في العراق الشيخ مهدي الصميدعي في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إن «المشكلة التي نواجهها الآن هي في عدم اعتماد المعايير الشرعية في إصدار الفتاوى»، معتبرا أن «هناك من يتعدى على حق الله العلي القدير لأن الإسلام حدد شروطا ومعايير في التعامل مع عملية القتل من حيث متى يقتل المسلم ومتى يؤخذ المال من المسلم ومن له الحق في قتل النفس والأسباب التي تؤدي إلى ذلك». وأضاف الصميدعي أن «هناك جهلا مطبقا في هذا المجال حيث بات لكل ميليشيا مفتٍ خاص بها إلى الحد الذي بات فيه هناك استخفاف بإصدار الفتاوى». ودعا الصميدعي من سماه «السلطان بأن يوقف مدعي الفتاوى وأن يحجمهم حتى لا تكون هناك فوضى في هذا المجال الذي قننه الإسلام حتى على صعيد التعامل مع الكفار».