ائتلافات «فاست» و«باكس» و«الرياض نيوموبيليتي» تتنافس على تنفيذ مترو الرياض

أمير الرياض ترأس الاجتماع الخامس للجنة الإشراف على مشروع النقل العام

جانب من اجتماع اللجنة العليا للإشراف على تنفيذ مشروع النقل («الشرق الأوسط»)
TT

عقدت اللجنة العليا للإشراف على تنفيذ مشروع النقل العام في مدينة الرياض، اجتماعها الخامس برئاسة الأمير خالد بن بندر بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض رئيس الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض رئيس اللجنة، بحضور الأمير منصور بن متعب بن عبد العزيز وزير الشؤون البلدية والقروية، والأمير تركي بن عبد الله بن عبد العزيز نائب أمير منطقة الرياض نائب رئيس الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض، والدكتور إبراهيم بن عبد العزيز العساف وزير المالية، والدكتور جبارة بن عيد الصريصري وزير النقل، وذلك في مساء الأحد الخامس من جمادى الأولى 1434هـ، بمقر الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض في حي السفارات.

وعبر الأمير خالد بن بندر خلال الاجتماع، عن بالغ شكره وامتنانه على الرعاية الكريمة التي يحظى بها مشروع النقل العام في مدينة الرياض من لدن خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، مشيرا إلى أن ذلك يأتي امتدادا لحرص قيادة هذه البلاد المباركة على كل ما من شأنه تيسير حياة المواطنين وتلمس احتياجاتهم وتخفيف الأعباء عن كاهلهم، كما يشكل حلقة من سلسلة طويلة من المشاريع التنموية الكبرى التي تشهدها مدينة الرياض كسائر مدن المملكة في هذا العهد الزاهر.

كما رفع رئيس الهيئة أسمى آيات الشكر والعرفان للأمير سلمان بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، على مساندته وتشجيعه ومتابعته للمشروع منذ أن كان فكرة، حتى بدأت بواكيره تشرق على المدينة بفضل الله، مثمنا الجهد الكبير الذي بذله الأمير سطام بن عبد العزيز في إطلاق المشروع ومتابعة مراحل تنفيذه منذ صدور القرار السامي باعتماده. وأكد أمير الرياض تصريحه بالالتزام بتنفيذ المشروع وفق أعلى المواصفات التقنية والتصميمية، وبحسب المواعيد المحددة التي وجه بها خادم الحرمين الشريفين بما يرقى إلى تطلعات القيادة الحكيمة، وآمال واحتياجات المواطنين الحالية والمستقبلية.

* 3 ائتلافات عالمية تتنافس على المشروع

* أوضح المهندس إبراهيم بن محمد السلطان عضو الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض رئيس مركز المشاريع والتخطيط بالهيئة، أن الاجتماع تناول سير العمل في مشروع القطار الكهربائي، والخطوات المنجزة ضمن المشروع حتى تاريخه، حيث تسلمت الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض العروض الخاصة بتنفيذ مشروع القطار من ثلاثة ائتلافات عالمية كبرى سبق الإعلان عن تأهيلها، وتعمل الهيئة حاليا على إجراء عمليات التحليل الفني والمالي لهذه العروض تحت إشراف المختصين في الهيئة، وبمشاركة أكثر من 80 خبيرا من مختلف أنحاء العالم يمثلون كافة تخصصات ومجالات أعمال المشروع، وذلك تمهيدا للإعلان عن الائتلافات الفائزة بتنفيذ المشروع خلال الفترة القريبة المقبلة بعد اختيار العروض الأنسب من الناحيتين الفنية والمالية.

وتتكون الائتلافات الثلاثة التي تقدمت بعروضها للمنافسة على تنفيذ المشروع من كل من ائتلاف «فاست» المكون من شركة «ألستوم ترانسبورت» لتصنيع القطارات (فرنسا)، وشركة «إف سي سي كونستركسيون» (إسبانيا)، قائد الائتلاف، وشركة «سامسونغ سي آند تي كوربوريشن» (كوريا)، وشركة «ألباين» (النمسا)، وشركة «ستركتون سيفيل» (هولندا)، وشركة «سيتيك» (فرنسا)، وشركة «تكنيكا آي برويكتوس» (إسبانيا).

وائتلاف «باكس» المكون من شركة «سيمنس» لتصنيع القطارات (ألمانيا)، وشركة «بكتل» (الولايات المتحدة الأميركية)، قائد الائتلاف، وشركة المباني «مقاولون عامون» (السعودية)، وشركة «إيكوم» (الولايات المتحدة)، وشركة «اتحاد المقاولين» (السعودية).

وائتلاف «الرياض نيوموبيليتي» المكون من شركة «أنسالدو بريدا» لتصنيع القطارات (إيطاليا)، وشركة «أنسالدو إس تي إس» لتصنيع أنظمة التحكم (إيطاليا)، قائد الائتلاف، وشركة «إمبريجيلو» (إيطاليا)، وشركة «لارسين وتويرو» (الهند)، وشركة «نسما وشركائهم» (السعودية)، وشركة «هايدر للاستشارات» (بريطانيا)، وشركة «أيدوم» (إسبانيا)، وشركة «وورلي بارسونز العربية المحدودة» (السعودية).

وأشار المهندس إبراهيم السلطان إلى أن هذه الائتلافات تتشكل من 20 شركة عالمية كبرى تنتمي لـ11 دولة من مختلف قارات العالم، وشاركت في تنفيذ أشهر شبكات القطارات والمترو في كبرى مدن العالم، مثل باريس، ولندن، وواشنطن، وسان فرانسيسكو، وسنغافورة، وهونغ كونغ، وسيدني، وفانكوفر، وتورونتو، وبرشلونة، وغيرها، كما يضم كل ائتلاف شركات متخصصة في مختلف مجالات أعمال المشروع بما يشمل أعمال تصنيع القطارات، وحفر أنفاق المترو، والأعمال المدنية وأعمال الجسور والأنفاق، ونظم التحكم والتشغيل، والأعمال الميكانيكية والكهربائية، وأعمال التصميم، والإدارة للمشاريع الكبرى.

ويتكون مشروع القطار الكهربائي من ستة محاور رئيسة بطول إجمالي يبلغ 176 كيلومترا و85 محطة، تغطي معظم المناطق ذات الكثافة السكانية والمنشآت الحكومية والأنشطة التجارية والتعليمية والصحية، وترتبط بمطار الملك خالد الدولي ومركز الملك عبد الله المالي والجامعات الكبرى ووسط المدينة ومركز النقل العام.

وقد روعي في تصميم هذه الشبكة تحقيق التكامل مع شبكة النقل بالحافلات ووسائط النقل الأخرى لتحقيق الفائدة القصوى من هذا النظام على مستوى المدينة، كما تم اختيار مسارات القطارات بناء على عدد من المعايير والأسس، من أبرزها مرور المسارات بجوار مناطق الجذب المروري العالي، ومراعاة سهولة الوصول إلى المحطات من خلال تهيئة بيئة ملائمة لحركة المشاة، وربط مسارات القطارات بمحطات مشتركة تمكن الركاب من الانتقال بين خطوط القطارات المختلفة، ووصول المسارات إلى عدد من المواقع الاستراتيجية مثل مطار الملك خالد ومحطة السكك الحديدية ومركز النقل العام ومجمع الرياض للمعارض.

* تأهيل 6 تحالفات لمشروع الحافلات

* وأوضح المهندس السلطان أن الاجتماع استعرض سير العمل في مشروع شبكة النقل بالحافلات، حيث جرى تأهيل ستة تحالفات من كبرى الشركات المحلية والعالمية المتخصصة، للمنافسة على تنفيذ عقد توريد وتشغيل وصيانة شبكة خطوط الحافلات بمدينة الرياض، وتم توجيه الدعوات إلى هذه التحالفات المؤهلة لتقديم عروضهم الفنية والمالية للمنافسة على تنفيذ المشروع وفق البرنامج الزمني المحدد. وقد ضم التحالف الأول من هذه التحالفات الستة، شركة «آر آي تي بي للتطوير» الفرنسية، و«الشركة السعودية للنقل الجماعي» (سابتكو)، قائد التحالف.

إضافة إلى التحالف الثاني المكون من شركة «سيركو المحدودة» البريطانية، وقائد التحالف شركة «الراجحي القابضة» من السعودية. والتحالف الثالث المكون من شركة «إم في المحدودة» (الولايات المتحدة)، وشركة «دلة لنقل الحجاج» (السعودية) قائد التحالف، والتحالف الرابع المكون من شركة «جورسيل أولاسيم» (تركيا)، وشركة «السيف للمقاولات» (السعودية) قائد التحالف، وشركة «كونستراتورا كيروز غلفاو» (البرازيل)، وشركة «ماركوبولو - الشرق الأوسط» (البرازيل). والتحالف الخامس يضم كلا من شركة «فانالكا» (كولومبيا) قائد التحالف، ومجموعة «الشعلة» (السعودية)، وشركة «حافلات» (الإمارات)، ومجموعة «محمد العلي السويلم» (السعودية)، وشركة «التميمي والسيهاتي للنقليات المحدودة» (السعودية). التحالف السادس المكون من شركة «ناشيونال إكسبريس» (بريطانيا)، ومؤسسة «حافل للنقل» (السعودية) قائد التحالف.

وبين المهندس إبراهيم السلطان أنه من المقرر تسلم العروض الفنية والمالية لهذه التحالفات لتوريد وتشغيل وصيانة الحافلات في الفترة القريبة المقبلة. كما تم طرح عقد توريد وتركيب أنظمة الاتصالات، وعقد توريد وتركيب أنظمة التذاكر للنقل العام، على شركات عالمية ومحلية للمنافسة، بينما يجري العمل على إنهاء التصاميم ووثائق التنفيذ لعقد تعديلات الطرق التي تضم مسارات الحافلات ذات المسار المخصص، تمهيدا لطرحه في منافسة للتنفيذ خلال الفترة الوجيزة المقبلة.

وتمتد شبكة النقل بالحافلات في مدينة الرياض بطول 1083 كيلومترا لتغطي كامل المدينة، وتشمل توريد وتشغيل وصيانة 1064 حافلة مختلفة الأحجام والسعات، وتضم 776 محطة انتظار ومواقف عامة بمختلف الفئات والأحجام، إضافة إلى تنفيذ أنظمة التحكم والمراقبة ومنافذ بيع التذاكر ومركز للتحكم والتشغيل بشبكة النقل العام في مدينة الرياض.

وتتوزع شبكة النقل بالحافلات بين أربعة مستويات مختلفة، من بينها أربعة مسارات لخطوط الحافلات ذات المسار المخصص بطول 96 كيلومترا بـ103 محطات، ومساران لخطوط الحافلات الدائرية بطول 83 كيلومترا يضمان 67 محطة، و18 مسارا لخطوط الحافلات العادية بطول 405 كيلومترات، إضافة إلى خطوط الحافلات العادية التي تمتد بطول 600 كيلومتر وتخدم معظم أحياء الرياض السكنية.

* تصميم المحطات الرئيسة

* أشار المهندس إبراهيم السلطان إلى أن الاجتماع وافق على ترسية عقود تصميم المحطات الأربعة الرئيسة لشبكة القطارات التي تقع عند تقاطع مسارات المترو والحافلات، على عدد من الشركات ومكاتب التصميم العالمية والمحلية، التي راعت عند إعداد متطلبات تصاميمها تخصيص مواقع للاستثمار في هذه المحطات، مع التركيز على المتطلبات الوظيفية، واستخدام مواد مستدامة، والاعتناء بالنواحي التشغيلية ومتطلبات الصيانة مستقبلا، وقد شملت هذه العقود كلا من عقد مشروع تصميم محطة منطقة قصر الحكم بمدينة الرياض لشركة «سنوهيتا» (النرويج)، وعقد مشروع تصميم محطة العليا بمدينة الرياض لشركة «جيربر معماريون» (ألمانيا)، وعقد مشروع تصميم محطة مركز الملك عبد الله المالي بمدينة الرياض لشركة «زها حديد معماريون» (بريطانيا)، وعقد مشروع تصميم محطة المترو الغربية بمدينة الرياض لشركة «دار الدراسات العمرانية وشركاهم - مهندسون استشاريون» (السعودية).

ونوه المهندس إبراهيم السلطان إلى أن محطات المترو الأربعة الرئيسة، تعد أحد أبرز عوامل الجذب للركاب في المشروع، وذلك لوقوعها في مناطق عالية الكثافة وعند تقاطع مسارات المترو والحافلات، إضافة إلى تقديمها لخدمات متنوعة مساندة لنظام النقل العام، حيث تتضمن مواقف عامة للسيارات، ومنافذ لبيع التذاكر، ومحلات تجارية، ومكاتب خدمة العملاء، كما تعتبر هذه المحطات «قيمة مضافة» لمشروع النقل العام وعاملا لتحسين البيئة العمرانية في المدينة.

وإلى جانب محطات المترو الأربعة الرئيسة، يضم مشروع القطار الكهربائي بالرياض 85 محطة بتصاميم موحدة تمثل هوية النقل العام بمدينة الرياض، وتعتبر من أهم عوامل نجاح نظام النقل العام في المدينة.

* مركز للتحكم ومحطات للطاقة

* كما وافق الاجتماع على ترسية عقد مشروع تصميم وإعداد وثائق التنفيذ لمبنى مركز التحكم والتشغيل لنظام النقل العام بمدينة الرياض الذي سيقام بمشيئة الله على مساحة تبلغ 60 ألف متر مربع غرب جامعة الأميرة نورة بنت عبد الرحمن، ووافق على البدء في إجراءات نزع ملكية العقارات الخاصة لصالح مشروع النقل العام، وذلك لصالح كل من مواقع المبيت والصيانة للقطارات، ومباني المواقف العامة ومحطات الحافلات، ومسارات القطارات، ومواقع محطات التحويل الرئيسة للتغذية الكهربائية للمشروع، التي أقر الاجتماع إبرام اتفاقية بشأنها بين الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض، والشركة السعودية للكهرباء، تتضمن تنفيذ أعمال تغذية لمشروع القطارات بالطاقة الكهربائية عن طريق 12 محطة رئيسة في المدينة.