عملية السلام الكردية ـ التركية تنطلق الخميس بوقف لإطلاق النار

صور أوجلان ترتفع للمرة الأولى في 50 ساحة بينها إسطنبول

TT

تنطلق يوم الخميس المقبل عملية السلام المنتظرة بين الأكراد المتمردين والحكومة المركزية التركية بإعلان رئيس تنظيم حزب العمال الكردستاني عبد الله أوجلان وقفا لإطلاق النار لمناسبة عيد النوروز الكردي الذي يصادف ذلك التاريخ، وسط آمال كبيرة ببدء مرحلة الحل الفعلي للنزاع المستمر منذ عقود وذهب ضحيته نحو 40 ألف شخص. وقالت مصادر كردية لـ«الشرق الأوسط» إن هناك «ضمانات» تركية بالتجاوب مع هذه الدعوة وعدم التعرض للمقاتلين الذين سوف يبدأون الانسحاب من الأراضي التركية باتجاه العراق في خطة تستمر حتى نهاية العام، حيث سيتم إلقاء شامل للسلاح في الأراضي التركية بناء على الخطة. وأوضحت المصادر أن هذه الضمانات تنص على عدم التعرض للمقاتلين على غرار ما حصل في عام 2004 عندما أعلن المقاتلون وقفا لإطلاق النار من جانب واحد لم يلتزم به الجيش التركي. وكانت الخطوة الإيجابية التركية الأولى هي السماح للتجمعات الكردية يوم الأحد الماضي في أكثر من 50 ميدانا في تركيا، شارك بها الآلاف من الأكراد والأتراك، وكان أكبرها في إسطنبول وفان وازمير واضنه ومرسين. وكان لافتا أن صورة عبد الله أوجلان تصدرت الشاشات الضخمة التي نصبت في الميادين، وهتف الآلاف بالحرية له ومنح الأكراد وضعا سياسيا خاصا بهم في تركيا. وتتجه الأنظار الآن إلى المهرجان الذي سيقام في مدينة ديار بكر في الـ21 من هذا الشهر، حيث يتوقع قراءة رسالة من عبد الله أوجلان يعلن بها بدء مرحلة السلام. وكان زعيم حزب السلام والديمقراطية الذي ينظر إليه على أنه الجناح السياسي للتنظيم صلاح الدين ديمرطاش زار أوجلان أمس في سجنه المشدد الحراسة في جزيرة إمرالي قبالة إسطنبول. وقال في بيان أصدره إن من المتوقع أن يدعو أوجلان مقاتلي حزب العمال الكردستاني إلى وقف إطلاق النار، كما يحتمل أن يدعوهم إلى الانسحاب من تركيا.

وعقد دميرطاش مؤتمرا صحافيا استمر ثلاث دقائق، لمح خلاله محتوى الرسالة التي حمله إياها أوجلان. وقال إن رسالة أوجلان ستقرأ الخميس في مدينة ديار بكر، وتلا بعض نصوصها، وفيها يقول أوجلان: «إن مرحلة السلام تتقدم بخطوات إيجابية، هدفنا هو أن نصل إلى تركيا ديمقراطية، وكل ما نقوم به لأجل تحقيق هذا. وإنني أقوم بالتحضير على جميع الأصعدة لتحريك وإنجاح مرحلة السلام، وسيكون هذا النداء في الـ21 من مارس (آذار) في عيد النوروز، والبيان الذي سأقوم بإعداده سيكون بمثابة نداء وبيان تاريخي». وأوضح أن البيان «سيحتوي على حلول سياسية وعسكرية، وبالنسبة لموضوع السلاح أريد حلا بأسرع وقت حتى نتفادى ضياع الأرواح هباء. وأنا أعتقد أن البرلمان والأحزاب السياسية سيكون دعمها لهذه المرحلة مهما جدا». وأمل أوجلان من البرلمان (التركي) أن يخطو خطوات تاريخية كنفس الخطوات أثناء الانسحاب «لنتمكن من تأسيس سلام عادل ودائم».

من ناحية أخرى طلب رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان من الشعب التركي دعم الحكومة في عملية السلام التي تجري الآن بين الحكومة و«الكردستاني». وقال في خطاب جماهيري في مدينة شانكالا لمناسبة ذكرى حرب الدردنيل التي استطاعت بها القوات العثمانية رد الهجوم الغربي عليها بأن تركيا «ستعيش أياما جميلة بعد القضاء على الإرهاب».