أكثر من 220 قتيلا وجريحا بسلسلة هجمات في بغداد وضواحيها

20 هجوما تضمنت سيارات مفخخة وعبوات ناسفة واغتيالات أصابت سكان العاصمة العراقية بالذعر

الدخان يتصاعد من موقع انفجار في مدينة الصدر ببغداد أمس (رويترز)
TT

هزت سلسلة تفجيرات العاصمة العراقية وضواحيها أمس، موقعة 50 قتيلا على الأقل ونحو 170 جريحا، حسبما أكدت مصادر أمنية وطبية. وقالت المصادر إن أكثر من 20 هجوما شملت سيارات مفخخة وعبوات ناسفة وعمليات اغتيال، وجاءت عشية الذكرى العاشرة لغزو العراق بدأت منذ الصباح الباكر في بغداد، وعمدت القوى الأمنية إلى إغلاق معظم شوارع العاصمة على أثرها.

وأوضحت المصادر أن أربعة أشخاص على الأقل قتلوا وأصيب أربعة آخرون في الحسينية (شمال شرق)، بينما قتل ثلاثة وأصيب تسعة في المشتل (شرق)، وقتل شخص وأصيب 16 في الزعفرانية (شرق)، وقتل شخص وأصيب ستة في بغداد الجديدة (شرق)، حسب ما أفادت به وكالة الصحافة الفرنسية. وقتل أيضا شخصان وأصيب 11 في هجومين في مدينة الصدر (شرق)، وقتل ثلاثة أشخاص وأصيب 18 في الشعلة (شمال)، بينما قتل شخص وأصيب 10 في الكاظمية، وقتل ثلاثة أشخاص وأصيب ستة بجروح في العطيفية (شمال)، وقتل خمسة أشخاص في حي الشرطة الرابعة، وقتل شخص في منطقة سبع البور. وهزت انفجارات جديدة بغداد، وذكرت مصادر أمنية أن قتلى سقطوا فيها، إلا أنه لم يتضح حتى الآن عدد هؤلاء الضحايا.

وقتل شخصان بأسلحة مزودة بكواتم للصوت على أيدي مجهولين في المنصور (غرب) والسيدية (جنوب)، كما قتلت امرأة بانفجار عبوة ناسفة في بعقوبة (60 كلم شمال شرقي بغداد). وقتل أيضا ضابط برتبة رائد في الخالدية في الرمادي (100 كلم غرب بغداد).

وفي الإسكندرية (60 كلم جنوب بغداد) في محافظة بابل، قتل أربعة أشخاص وأصيب ثمانية بجروح في هجوم انتحاري بسيارة مفخخة استهدف مطعما، بينما قتل شخصان وأصيب ستة بجروح في هجوم مماثل استهدف نقطة تفتيش للشرطة.

وأثارت أصوات سيارات الإسعاف وتحليق المروحيات في سماء بغداد وتصاعد الدخان الأسود في سماء المدينة الرعب بين الناس، بينما سارعت القوات العراقية إلى إغلاق عدد من الطرق مما أحدث زحاما شديدا في الشوارع وإرباكا في حركة سير السيارات. وشوهد مئات العراقيين وهم يتجمعون أمام المستشفيات للاطمئنان على صحة أبنائهم الذين أصيبوا جراء الانفجارات.

ولم يصدر أي رد فعل رسمي على هذه الهجمات. لكن مساعد قائد عمليات بغداد الفريق حسن البيضاني قال لقناة «العراقية» الحكومية إن «هذه الاعتداءات كانت متوقعة (...) وإجراءاتنا اتخذت منذ أيام». وتابع أن «سياراتهم المفخخة ليست بمستوى التفخيخ الذي كان عليها سابقها». وأضاف أنه تم تفكيك خمس سيارات مفخخة في مناطق مختلفة في بغداد وتفكيك عدد كبير من العبوات الناسفة التي زرعت في شوارع أخرى. وتابع: «نستطيع القول إن العدو رغم تفجيره هذا العدد الكبير من السيارات فإنه كان يطمع في الكثير لكي تكون الخسائر أكبر مما حصل هذا اليوم».

إلى ذلك، قال جواد البولاني وزير الداخلية السابق في اتصال هاتفي مع وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) : «نحن نعيش في مشكلة حقيقية، وما جرى اليوم يثير القلق والفزع، خصوصا أن انفجارات اليوم جاءت متزامنة مع عملية اقتحام مبنى وزارة الداخلية الأسبوع الماضي من قبل مسلحين». وأضاف: «أنا أستغرب مع كل ما يحدث من أعمال عنف وهجمات مسلحة وانفجارات لا يزال منصب وزيري الدفاع والداخلية شاغرا في تشكيلة الحكومة». وتابع: «أنا لا أبحث عن الجهات التي تقف وراء هذه الانفجارات لأنها أصبحت معروفة للعراقيين، لكن أتساءل عن المعالجات والخطط الكفيلة بإنهاء هذه الأعمال لأن كل الطروحات اليوم غير مقبولة، نحن نريد تحقيق الأمن والاستقرار للمواطنين».