ساركوزي يحل ضيفا على طرابلس

TT

فيما حل الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي ضيفا على العاصمة الليبية طرابلس بدعوة رسمية من مجلسها المحلى، قرر المؤتمر الوطني العام في ليبيا اعتماد الميزانية الجديدة للدولة الليبية عن العام الحالي بقيمة تجاوزت 66 مليار دينار ليبي بعد إجراء تعديلات عليها.

وبلغ عدد المصوتين في الجلسة التي عقدها المؤتمر بمقره الرئيسي بأحد فنادق العاصمة طرابلس بنعم 142 صوتا من إجمالي الحاضرين، علما بأن الجلسة التي كان يفترض أن يعقدها المؤتمر مساء أمس تم تأجيلها إلى وقت لاحق، نظرا لمشاركة معظم الأعضاء في الاحتفال الذي أقيم بمدينة بنغازي بشرق البلاد بمناسبة ذكرى تصدي المدينة لهجوم نفذته قوات نظام العقيد الراحل معمر القذافي قبل نحو عامين إبان الثورة الشعبية ضده عام 2011.

وقدرت ميزانية حكومة زيدان الانتقالية بنحو 66 مليارا و861 مليون دينار ليبي قبل أن تتم المصادقة عليها بأغلبية مطلقة بعد إقرار التعديلات، فيما تم إلزام الحكومة بالعمل على إغلاق الميزانيات الختامية للدولة خلال السنوات الماضية قبل نهاية العام الحالي وإحالتها إلى المؤتمر الوطني.

وجاءت هذه التطورات، فيما أعلنت الهيئة العليا لتطبيق معايير النزاهة والوطنية المعنية بإقصاء المحسوبين على نظام القذافي السابق، عدم انطباق معاييرها على سفراء ودبلوماسيين ومسؤولين حكوميين وأمنين، بالإضافة إلى عضوين في المؤتمر الوطني.

وقالت الهيئة في بيان لها تلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه، إنها أصدرت قرارا بعدم انطباق معاييرها على السنوسي راحومة عضو المؤتمر عن حزب الركيزة ومحمد الحضيري عضو المؤتمر عن مدينة سبها.

ويعنى هذا القرار تقلص عدد أعضاء المؤتمر المكون من 200 عضو إلى 184 عضوا بعدما ارتفع عدد الأعضاء المطرودين إلى 16 عضوا منذ تشكيل المؤتمر عقب الانتخابات البرلمانية التي أجريت في شهر يوليو (تموز) الماضي.

إلى ذلك أقام المجلس المحلى للعاصمة طرابلس احتفالية رسمية للرئيس الفرنسي السابق نيكولاي ساركوزى، حيث قال سادات البدري رئيس المجلس «إن الشعب الليبي وأهالي طرابلس لن ينسوا الموقف الفرنسي واستقبال فرنسا لوفد المجلس الانتقالي واعترافها به وتصويتها لقرار مجلس الأمن الذي جنب مدينة بنغازي مجازر طاغوت العصر من الدمار، معتبرا أن ما قدمته فرنسا له ولثورته المجيدة سيذكره التاريخ وستتناقله ذاكرة البشرية كموقف إنساني وعسكري شجاع».

من جانبه، قال ساركوزي مخاطبا الحفل الذي غاب عنه المسؤولون الرسميون: «إن كثيرا من شعوب العالم لم يتخيلوا، وأن دول العالم لم تصدق أنكم حققتم الانتصار وأنهيتهم هذا النظام، العالم أجمع اليوم ينظر إلى ليبيا، وإن فشلكم ستكون له تداعيات على كثير من دول العالم وعليكم أن تنجحوا من أجل ليبيا وإخوانكم العرب والعالم».

ولفت ساركوزي إلى أنه لمس في أعضاء المجلس الانتقالي السابق الشجاعة ولهذا اتخذ موقفا سياسيا مؤيدا لثورة الشعب الليبي في الوقت الذي حذره آنذاك عدد من المستشارين من الاعتراف وتأييد ثورة ليبيا، مشيرا إلى أنهم نسوا أن الشعب الليبي شعب حر وللحرية فيه معان كبيرة، حسب قوله.

وتلقى ساركوزي هدايا تمثلت في إصدارات ومخطوطات عن مدينة طرابلس وتاريخها القديم.

إلى ذلك، عقد مسؤولون عسكريون في مصر وليبيا اجتماعا لبحث تنسيق الجهود لتأمين الحدود البرية المشتركة بين البلدين، حيث أعلن العقيد أحمد المسماري المتحدث الرسمي باسم حرس الحدود الليبي أن الاجتماع الذي ضم عبد الخالق إبراهيم آمر حرس الليبي وقائد حرس الحدود المصري اللواء أحمد محمد استهدف التنسيق لمنع التسلل والتهريب والسيطرة وفرض هيبة الدولة.