مرسي يبحث في الهند تنمية العلاقات الثنائية سياسيا وتجاريا وعسكريا

3 قتلى في أعمال عنف بالقاهرة واجتماع مرتقب للمعارضة

رئيس الوزراء الهندي مانموهان سينغ يصافح الرئيس المصري محمد مرسي عقب انتهاء المباحثات بينهما في العاصمة نيودلهي أمس (أ.ف.ب)
TT

بينما استكمل الرئيس محمد مرسي جولته الآسيوية، بزيارة إلى الهند أمس، أجرى خلالها مباحثات رسمية مع رئيس الوزراء الهندي مانموهان سينغ بقصر حيدر آباد لبحث سبل التعاون بين البلدين، شهدت القاهرة أعمال عنف خلفت ثلاثة قتلى وعشرات المصابين. وقالت مصادر سياسية لـ«الشرق الأوسط» إن لقاء تنسيقيا يضم أربعة أحزاب كبرى في المعارضة يعتزم عقده في غضون الأيام المقبلة، لبحث مصير التعامل مع رئاسة الجمهورية، في ظل تجاهلها المستمر لمطالبهم، وإن الدعوة لانتخابات رئاسية مبكرة أحد البدائل المطروحة للنقاش.

ووصل الرئيس المصري إلى نيودلهي أمس مقبلا من إسلام آباد، في زيارة تستمر يومين، عقد خلالها أمس لقاء ثنائيا مع رئيس الوزراء الهندي مانموهان سينغ، أعقبه جلسة محادثات موسعة ضمت بعض وزراء البلدين، حيث تم بحث تطوير العلاقات الثنائية في كافة المجالات. وقال بيان للرئاسة المصرية أمس إنه تم الاتفاق على الإسراع في تفعيل الاتفاقات الثنائية من خلال خطوات تنفيذية بما يسمح بإقامة مشاركة حقيقية، وإن الجانبين ناقشا عددا من القضايا الدولية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية ودعم الجهود الدولية لتسوية الأزمة السورية.

وفي مؤتمر صحافي عقده الرئيس مرسي مع سينغ، أكد مرسي أهمية العمل على تعزيز حجم التبادل التجاري بين البلدين والذي بلغ خلال العامين الماضيين (5.5 مليار دولار)، داعيا الجانب الهندي لزيادة حجم الاستثمارات في مصر خاصة في مشروع تنمية قناة السويس.

وأعرب الرئيس مرسي عن أمله في انضمام بلاده لمجموعة الدول ذات الاقتصاديات الصاعدة (بريكس)، والتي تضم البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا. وقال مرسي في مقابلة مع صحيفة «ذا هيندو» الهندية الصادرة أمس: «آمل أن تصبح بريكس يوما ما إي - بريكس»، موضحا أن (إي) ترمز للحرف الأول لمصر باللغة الإنجليزية (إيجيبت).

محليا، قالت وزارة الصحة المصرية أمس إن ثلاثة أشخاص لقوا مصرعهم وأصيب العشرات، في اشتباكات بحي «شبرا» شمال القاهرة، على خلفية مشاجرة بالأسلحة النارية، مع عائلة المتحدث الرسمي لحملة «حازمون»، التابعة للمرشح الرئاسي المستبعد حازم صلاح أبو إسماعيل.

وأعلن اللواء أحمد حلمي مساعد وزير الداخلية لقطاع، أن المشاجرة نشبت أثناء مشادة بين مجموعة من الأشخاص بسبب خلافات سابقة بينهم، حيث تبادلوا إطلاق الأعيرة النارية، ما أدى لمقتل ثلاثة مواطنين، وتحطم بعض المحال التجارية والسيارات، ولفت إلى أن أهل المجني عليه الأول اتهموا بمحضر رسمي نجل مؤسس حركة «حازمون» الشيخ جمال صابر بقتل نجلهم.

وأثارت الاشتباكات الذعر بين الأهالي وتسببت في حالة من الفوضى، كما تظاهر أعضاء حركة «حازمون» لنفي علاقتهم بالاشتباكات، مؤكدين أن الزج بهم هدفه النيل من منهم ومن الإسلاميين بشكل عام.

إلى ذلك، سادت حالة من الهدوء الحذر، أمس مقر جماعة الإخوان المسلمين بحي المقطم، بعد اشتباكات على مدار اليومين الماضيين بين متظاهرين معارضين وشباب الجماعة، الذين حاولوا منعهم من كتابة شعارات معارضة.

وبينما توجهت أمس مسيرة نظمها مصورون صحافيون لمقر وزارة الداخلية وسط القاهرة، للتنديد بالاعتداءات عليهم أثناء تغطيتهم للأحداث الأخيرة أمام مقر جماعة الإخوان، دعت حركات ثورية للتظاهر يوم الجمعة المقبل في «جمعة الكرامة ورد الاعتبار»، للرد على جماعة الإخوان.

وفي المقابل، قال عبد المنعم عبد المقصود، محامي الإخوان المسلمون، إن الجماعة تتعرض منذ فترة لحملات ممنهجة تستهدف تشويه صورتها أمام الرأي العام، مضيفا في بيان له أمس أن «الحملة وصلت لدرجة حرق مقراتها.. والدعوة لمحاصرة مكتب الإرشاد، واستفزاز مشاعر أعضاء وقيادات الجماعة بألفاظ نابية لا علاقة لها بحرية الرأي والتعبير»، مشيرا إلى أن الجماعة تؤكد رفضها للعنف أيا كان مصدره، وتجري حاليا تحقيقا داخليا بشان ما حدث لمعرفة الحقيقة.

سياسيا، قال منير فخري عبد النور، وزير السياحة السابق، وعضو جبهة الإنقاذ الوطني المعارضة، إن لقاء رباعيا يضم (أحزاب جبهة الإنقاذ، حزب النور السلفي، حزب مصر القوية، حزب مصر)، سيعقد خلال الأيام المقبلة للبحث في سبل التعامل مع الأوضاع السياسية، وتجاهل الرئاسة لمطالب القوى المعارضة، ومنها تشكيل حكومة انتقالية وإقالة النائب العام.

وأوضح عبد النور في تصريح خاص لـ«الشرق الأوسط» أن اللقاء سيبحث كل الحلول المبادرات والبدائل المطروحة على الساحة، ومنها دعوة بعض الأطراف بالمعارضة إلى إجراء انتخابات رئاسية مبكرة، مشيرا إلى أن الاجتماع لتوحيد مواقف المعارضة بعيدا عن الحزب الحاكم (الحرية والعدالة).