كيري في زيارة مبكرة مفاجئة لإسرائيل

عشية وصوله: الرئيس الأميركي يهنئ نتنياهو على تشكيل حكومته الجديدة ويتعهد بعلاقات جيدة

استعدادات كثيفة في مطار بن غوريون بتل أبيب للزيارة المرتقبة للرئيس الأميركي لإسرائيل أمس (إ.ب.أ)
TT

فاجأ وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، بتبكير زيارته إلى إسرائيل. فوصل إليها أمس، قبل يوم واحد من زيارة الرئيس باراك أوباما. وحسب مصادر سياسية في تل أبيب، فإن زيارة كيري استهدفت التمهيد للقاءات أوباما في إسرائيل. وأكدت أنه سيغادر مع أوباما إلى الأردن، بعد غد، ولكنه سيعود إلى إسرائيل مرة أخرى في يوم السبت، ليباشر المحادثات لتحريك مسار المفاوضات الإسرائيلية الفلسطينية.

وأعطيت زيارة كيري أهمية بالغة في إسرائيل، إذ تم إغلاق الشارع المؤدي من مطار اللد إلى القدس. وتم تغيير برامج رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، لكي يلتقيه، قبل ساعات من اللقاء مع الرئيس أوباما.

من جهته، بعث أوباما برسالة إلى نتنياهو يهنئه فيها على تشكيل حكومته الجديدة ويتعهد بالتعاون المشترك معها في سبيل خدمة مصالح البلدين في الأمن والسلام.

يذكر أن أوباما سيصل ظهر اليوم إلى إسرائيل، حيث يتم استقباله بمراسيم رسمية في المطار، ثم ينتقل مباشرة إلى القاعدة العسكرية في المطار نفسه كي يطلع على بطارية منظومة الصواريخ المضادة للصواريخ، المعروفة باسم «القبة الحديدية»، وهي التي صنعت في إسرائيل بتعاون مع الخبراء الأميركيين وبتمويل كامل من الولايات المتحدة. ثم يبدأ لقاءاته الرسمية مع نتنياهو، ثم مع الرئيس شيمعون بيريس. وينتقل إلى رام الله للقاء الرئيس الفلسطيني، محمود عباس. ثم يلقي كلمة أمام الشباب الفلسطيني في مدينة البيرة المحاذية لرام الله، ومن هناك يعود إلى إسرائيل لإلقاء كلمة شبيهة أمام الشباب الإسرائيلي. ويعود للقاء نتنياهو.

ورغم تأكيد الطرفين، الأميركي والإسرائيلي، أن أوباما سيبحث مع المسؤولين الإسرائيليين أربع قضايا أساسية، هي إيران وسوريا والصراع الإسرائيلي الفلسطيني والعلاقات الثنائية، ورغم تحليلات المقربين من نتنياهو أن أوباما يكرس الزيارة لتحسين صورته لدى الإسرائيليين، فإن مصادر سياسية عليمة قالت: إن موضوع استئناف المفاوضات مع الفلسطينيين وتحقيق التسوية، سيأخذ حيزا أكبر مما يعلن عنه. وقال د. يوسي بن أهرون، المدير العام الأسبق لديوان رئيس الوزراء الإسرائيلي والمعروف بقربه من قيادة حزب الليكود الحاكم، إن «الرئيس أوباما لا يأتي لزيارة إسرائيل لتحسين صورته عندنا ولا لمعادلة زياراته السابقة للمنطقة التي تجاوز إسرائيل فيها ولا ليقوي الحلف بين الدولتين. فالتقديرات في هذه الاتجاهات التي ظهرت في وسائل الإعلام في إسرائيل لم تُصب هدفها. ولكي نفهم بواعث الرئيس أوباما، يجدر أن ننتبه إلى السياسة التي التزم بها في منطقتنا طول ولايته الأولى وأن ننظر في سلسلة تعييناته المتعلقة بعلاقات الإدارة الخارجية. إن المميز الرئيسي في توجه إدارة أوباما نحو دول العالم هو الالتزام، أي الطموح إلى محادثة كل الدول ولا سيما العدو، ونفي أدنى قدر من التهديد أو القوة. رأينا تحقيق هذه المبادئ بالفعل في سلوك واشنطن في السنتين الأخيرتين في منطقتنا».

ويضيف بن أهرون، أن تعيين جون كيري في وزارة الخارجية وتشاك هاغل في وزارة الدفاع وجون برينن في وكالة الاستخبارات المركزية يُفسر في الولايات المتحدة أنه السير في نفس طريق الالتزام بل بقوة أكبر. فهم يؤيدون طريق المحادثات والتفاهم من أجل حل المشكلات الدولية». للتأكيد على ذلك يتابع بن أهرون: «فقد زار جون كيري دمشق حينما كان سيناتورا قبل نشوب الثورة وامتدح زعامة بشار الأسد باعتباره (إصلاحيا». وخدم برينن سنين طويلة رئيسا لذراع وكالة الاستخبارات المركزية في العربية السعودية وهو يتحدث العربية ويُثني على دين الإسلام وعرّف الجهاد بأنه طموح إلى التسامي الروحي. أما وزير الدفاع هاغل فتكلم في الماضي معترضا على القطيعة مع إيران وهو يؤيد حلا بالتفاوض معها وصدرت عنه أقوال غير مُطرية (هذا إذا لم نشأ المبالغة) على الـ(ايباك) وهي جماعة الضغط من أجل إسرائيل في واشنطن. تعبر هذه التعيينات عن اتجاه التفكير الذي يريد الرئيس أوباما تحقيقه في ولايته الثانية».