الفلسطينيون مهتمون بأجواء زيارة أوباما أكثر من الزيارة نفسها

مظاهرات وتمزيق صور ودعوات إلى رايات سوداء.. وأغان ساخرة

فلسطينيون يتظاهرون ضد زيارة الرئيس الأميركي باراك أوباما في مدينة رام الله بالضفة الغربية أمس (ا.ف.ب.)
TT

يبدو أن زيارة الرئيس الأميركي باراك أوباما إلى رام الله وبيت لحم، لا تحظى باهتمام شعبي فلسطيني كبير، فالفلسطينيون بين لا مبال ولا مرحب، بيد أن الاهتمام بالتفاصيل الأمنية واليومية أثناء زيارته، تبدو الأهم.

ووصل رجال الأمن الأميركيون إلى رام الله وبيت لحم، قبل أسبوع للترتيب للزيارة، ونزلوا في مقر الرئاسة برام الله و«مؤسسة شباب البيرة» القريبة من رام الله، وكنيسة المهد في بيت لحم، وأجروا تفتيشا ومسحا أمنيا دقيقا. وحطت أول من أمس أكثر من 11 طائرة أميركية وأردنية في مقر الرئاسة برام الله ومهبط ياسر عرفات في بيت لحم، في محاكاة لوصوله غدا. وقال مصدر أمني لـ«الشرق الأوسط» إن وصول الطائرات عملية اعتيادية.

وبخلاف الزعماء والرؤساء الآخرين الذين يزورون رام الله، تتولى حراسة الرئيس الأميركي المسؤولية عن كل كبيرة وصغيرة، وتؤمن المداخل والمخارج من الأماكن التي يزورها أوباما. ومن المتوقع وصول مزيد من رجال الأمن وطائرات وسيارات مرافقة لأوباما قبيل زيارته، وثمة معلومات أن موكبه يضم مئات من رجال الأمن، ونحو 60 سيارة، بما فيها السيارة الرئاسية.

ويناقش الناس في الضفة الغربية هذه التفاصيل ويطرحون الكثير من التساؤلات.. كيف سيصل؟ وكم سيقضي من الوقت؟ وأين حراسه؟ وما دور الأجهزة الأمنية الفلسطينية؟ وكيف ستتحول شوارع رام الله وبيت لحم أثناء الزيارة؟

وفي شوارع بيت لحم، هاجم ناشطون سيارات الأمن الأميركي بالأحذية، وأعادوا نصب خريطة من الحجر لفلسطين أزيلت من على دوار رئيسي في المدينة، وهاجموا البلدية التي قررت ذلك. وفي رام الله، رفعت لافتات تدعو لتغيير المسار ومقاطعة زيارة أوباما، وأسقطت بعض صوره. وتعهد ناشطون بالتظاهر في ساحة المهد ببيت لحم وأمام مقر الرئيس في رام الله ضد أوباما، وقالوا إن أي أحد لن يسجنهم في بيوتهم مرة أخرى، في إشارة إلى زيارة الرئيس الأميركي السابق جورج بوش.

ويذكر أنه عندما زار بوش رام الله تعطلت الحياة وأغلقت الشوارع ومنع رجال الأمن الفلسطيني من حمل أسلحة مذخرة، وفرض على آخرين البقاء داخل مقارهم، ومنع الناس من الصعود إلى أسطح المنازل القريبة من أماكن وجوده أو حتى على النوافذ.

وينتقد الفلسطينيون الفوقية الأميركية في التعامل مع السلطة سياسيا أو أمنيا. واضطر الحرس الرئاسي الفلسطيني لإصدار بيان يوضح فيه أنه المسؤول الأول عن الإشراف على ترتيبات زيارة الرئيس الأميركي باراك أوباما لمدينتي رام الله وبيت لحم، بما يحافظ على السيادة الفلسطينية. وقال العقيد غسان نمر، مدير دائرة الإعلام في الحرس الرئاسي، في بيان: «إن كافة تفاصيل الخطة الأمنية تم ترتيبها فلسطينيا بما يحافظ على السيادة الفلسطينية وعلى صورة فلسطين في الداخل وبين دول العالم». وأضاف أن «الحرس الرئاسي وضع خطة كاملة كانت موضع إعجاب واحترام وموافقة الوفد الأمني للرئيس الضيف، وأن المواطن الفلسطيني لن يرى سوى طاقم الحرس الرئاسي، وطواقم الأجهزة الأمنية الأخرى في كافة المناطق والمحاور التي سيقوم الرئيس الضيف بزيارتها، سواء كان ذلك خلال زيارته لمدينة رام الله أو مدينة بيت لحم».

وعبر الفلسطينيون عن مشاعرهم من زيارة أوباما، كل على طريقته. فدعا ناشطون على «فيس بوك» لرفع رايات سوداء على البيوت والسيارات ونشروا صورا لأوباما كتب تحتها «لا أهلا ولا سهلا».

وأطلق تجمع «فلسطينيون من أجل الكرامة» حملة بعنوان «معا لتغيير المسار، معا ضد زيارة أوباما»، وقال بيان: «تأتي زيارة أوباما تكريسا للنهج التفاوضي على قاعدة الاستجداء السياسي والاقتصادي، إذ توفر ورقة توت لإسرائيل لتستمر في بناء المستوطنات وتهويد الأرض الفلسطينية المحتلة، ويساعد أيضا ذلك إسرائيل على فك عزلتها العالمية جراء حملات المقاطعة وستستغل المفاوضات لتلميع صورتها، وفي ظل استمرار الانحياز الأميركي المعلن لإسرائيل وعدم الاعتراف بحقوقنا، ودعمه العسكري والمالي، وتغطيته على جرائم العدو وتشريعه للاستيطان، وعلى حساب المصالح الوطنية الفلسطينية، وستؤثر في بناء موقف وطني موحد وسيزيد من إشكالية الوصول للمصالحة وبناء استراتيجية وطنية موحدة».

وأنتج الفلسطينيون أغنيتين حتى الآن، واحدة غنتها فرقة راب في الخليل ترحب بأوباما، وواحدة أنتجها مجموعة من الناشطين بعنوان «أوباما جاي»، تسخر منه ومن السلام الذي يعد به. ويأتي في مطلع أغنية الراب: «عزيزي الرئيس، سلام عليك، إحنا الفلسطينية بنرحب فيك.. كلنا أمل في التغير يكون على إيديك».

وقال نائب الملحق الإعلامي في القنصلية الأميركية في القدس، بيتر غالاس: «يتضمن الفيديو الكلمات والعبارات الترحيبية والإيجابية التي سمعناها من الفلسطينيين في مقابلات مختلفة».

أما الأغنية الساخرة، فتصور أوباما يمر بأزمة على حاجز قلنديا الإسرائيلي الفاصل بين مدينتي رام الله والقدس، ولا يجد ما يهون عليه حر الصيف، إلا بائع عصائر محلي. كما يظهر الرئيس الأميركي وهو يرفع ورقة كتب عليها بالإنجليزية «فيتو» في وجه مجموعة من الأطفال كانوا يلعبون في أحد الشوارع التي يمر منها. وتقول الأغنية «أوباما بدو النا دولة بس الدولة بدها شوي». وتنتهي بكلمات لأوباما موجهة للقيادة الفلسطينية: «استمروا في الانتظار».