وفد دبلوماسي ليبي يتوجه للقاهرة لتسلم قذاف الدم و3 قيادات من نظام القذافي

مصدر قضائي قال إنهم سيحظون بمحاكمة عادلة مثل سيف الإسلام

TT

قال مصدر قضائي ليبي، أمس، إن وفدا ليبيا رسميا سيصل إلى القاهرة خلال الساعات المقبلة لاستكمال إجراءات تسلم أحمد قذاف الدم ابن عم العقيد الليبي الراحل معمر القذافي، الذي تم إلقاء القبض عليه واحتجازه في مصر يوم أول من أمس تنفيذا لطلب الإنتربول الدولي، وكذا تسلم ثلاثة آخرين من قيادات النظام الليبي السابق تم القبض عليهم أيضا. وتلاحق السلطات الليبية قذاف الدم بتهم فساد مالي ضمن العشرات من قيادات النظام الليبي السابق في مصر ودول أخرى. وقررت النيابة المصرية يوم أول من أمس احتجاز قذاف الدم في سجن طرة (جنوب القاهرة) لمدة ثلاثين يوما على ذمة التحقيق ولحين استكمال طلب تسليمه المقدم من السلطات الليبية.

وأضاف المصدر في اتصال من العاصمة الليبية طرابلس، أن الوفد الليبي يحمل ملفا متكاملا عن التهم الموجهة إلى قذاف الدم، و«تقديم طمأنة للجانب المصري بأن قذاف الدم سيحظى بمحاكمة عادلة مماثلة لتلك التي يخضع لها سيف الإسلام نجل القذافي» المحتجز في أحد سجون غرب ليبيا.

وألقت قوات الأمن المصرية القبض على أحمد قذاف الدم، الذي عمل لسنوات منسقا للعلاقات المصرية - الليبية أثناء حكم القذافي، في شقته الفارهة بضاحية الزمالك في غرب القاهرة، بعد معركة بالرصاص ومفاوضات استمرت 11 ساعة، بالتزامن مع عملية القبض على ثلاثة آخرين من المطلوبين الليبيين، هم: علي مارية السفير الليبي السابق في القاهرة، وأحمد إبراهيم القذافي مدير إدارة التمويل الإنتاجي السابق بليبيا، وعلي الكيلاني مدير الإذاعة والتلفزيون الليبي السابق.

وتسلمت نيابة وسط القاهرة الكلية برئاسة المستشار حمدي منصور المحامي العام الأول للنيابات، الأسلحة والأحراز التي تم ضبطها في واقعة القبض على قذاف الدم، وذلك على خلفية التحقيقات التي تجريها معه النيابة بتهمة حيازة سلاح ناري وطلقات غير مرخصة ومقاومة السلطات. وشملت الأحراز عددا من الأسلحة والذخائر المتنوعة، وهي بندقية آلية، وبندقية خرطوش، و3 طبنجات ماركة «سميث»، و30 طلقة للبندقية الآلية، و27 طلقة خرطوش، و20 طلقة عيار 38 للطبنجات، وأمرت النيابة بعرضها على المعمل الجنائي وإعداد تقرير شامل عنها، كما أمرت النيابة باستدعاء القوة التي قامت بالقبض على قذاف الدم للاستماع لأقوالهم في الواقعة واستعجال تحريات المباحث حول العملية.

ومن جانبه، قال الضابط المصاب في المواجهات التي جرت بين حرس قذاف الدم وقوات الشرطة، إنه أصيب أثناء تبادل إطلاق النار مع قذاف الدم. بينما كشفت المعاينة التي قامت بها النيابة لشقة قذاف الدم عن وجود إطلاق كثيف للنيران بالمكان وتحطم عدد من الواجهات.

ووجه رئيس الوزراء الليبي الدكتور علي زيدان التحية إلى الرئيس محمد مرسي ورئيس الوزراء الدكتور هشام قنديل لإبداء استعدادهما للتعاون مع ليبيا لدى لقائه بهما منذ أكثر من أسبوع، وأنهم أوفوا بما وعدوا به. وقال زيدان، في تصريحات نقلتها قناة «ليبيا الوطنية» الرسمية، أمس، إن التعاون بين مصر وليبيا في شتى الجوانب سوف يكون تعاونا فعالا، ومؤسسا على الرؤية الموضوعية للتعاون، ومبنيا على المصلحة المشتركة بدراسة وبتمحيص وبتحديد للالتزامات، وإنها سوف تكون علاقة تحكمها ضوابط العلاقات الدولية، وتزينها معاني حسن الجوار ومعاني الأخوة ومعاني الحرص المشترك.

وقال زيدان تعليقا على القبض على مسؤولين بالنظام الليبي السابق: «نحن لم نطلبهم إلا لأنهم ارتكبوا أعمالا تستحق العقوبة، وبعد أن مارسوا أنشطة معادية لليبيا ولثورة 17 فبراير (شباط) 2011. وحاولوا الاتصال بعدد من الدول لكي يجندوا الكثير من الناس، إضافة إلى الجرائم الأخرى التي ارتكبوها في الماضي». وأضاف أنه لهذا السبب طلبت السلطات الليبية من مصر تسليم المطلوبين بطرق قانونية، و«نحن بصدد إجراءات التسليم».

وكان المستشار كامل سمير جرجس، المحامي العام ورئيس مكتب التعاون الدولي بالنيابة العامة، أمر بحجز قذاف الدم لمدة 30 يوما، في التهم المنسوبة إليه من السلطات الليبية بارتكابه جرائم فساد مالي بليبيا.

وعلى صعيد متصل، صرح قائد حرس الحدود المصرية، اللواء أركان حرب أحمد إبراهيم محمد، خلال زيارته لطرابلس الغرب، أمس، بأن اللقاءات مع الجانب الليبي كانت مثمرة للغاية، معربا عن تفاؤله بتلك اللقاءات وما سوف تسفر عنه في المستقبل القريب، وفقا لما بثته وكالة «أنباء الشرق الأوسط» الرسمية المصرية، مضيفا أنه تم الاتفاق على التعاون من أجل تأمين الحدود الليبية - المصرية ضد أي مخاطر، مما يعود بالفائدة على الجانبين، وكذلك منع التهريب العابر للحدود بكل أنواعه من أسلحة وذخيرة ومخدرات.