تصعيد بعد اغتيال الشيخ البوطي بتفجير مسجد في دمشق

صواريخ تنهال على صالة مطار دمشق.. و«الحر» يسيطر على قرى في الجولان

صورة وزعتها وكالة الانباء السورية (سانا) تظهر اثار التفجير داخل مسجد الإيمان في حي المزرعة بدمشق أمس (ا.ف.ب)
TT

هز انفجار عنيف محيط جامع الإيمان بحي المزرعة، ما أسفر عن مصرع 20 شخصا على الأقل، من بينهم الشيخ محمد سعيد رمضان البوطي، وذلك وفقا للتلفزيون السوري.

وتزامن توقيت الانفجار، الذي لم تتبنَّه أية جهة حتى الآن، مع توقيت الدرس الأسبوعي للشيخ البوطي الذي يمتد ما بين صلاتي المغرب والعشاء كل يوم خميس.

ويعد الشيخ البوطي من أهم المرجعيات الدينية على مستوى العالم الإسلامي، لكنه فقد الكثير من شعبيته بسبب مواقفه المؤيدة لنظام الرئيس بشار الأسد، إذ وصف الثورة في بلاده بـ«المؤامرة»، والمتظاهرين الذين يخرجون من المساجد بأنهم «لا تعرف جباههم الصلاة»، كما أفتى لاحقا بأن كل من يقتل من المتظاهرين مصيره النار، وذلك وفقا لفتوى «الراية العمية».

وهذه هي المرة الثانية في أقل من شهر التي تستهدف فيها منطقة المزرعة، وسط دمشق، إذ انفجرت سيارة مفخخة في المنطقة ذاتها في 21 فبراير (شباط) الماضي، ما أسفر عن مصرع ما لا يقل عن 50 شخصا.

والبوطي من مواليد قرية جيلكا، عند تلاقي الحدود السورية العراقية التركية، عام 1929، وتلقى تعليمه الديني على يد العلامة الدمشقي الشيخ حسن حبنكه الميداني. وصعد المنبر للخطابة ولم يكن قد تجاوز الـ17 من عمره، وذلك في أحد مساجد الميدان القريبة من جامع منجك.

عرف عنه قربه من الرئيس حافظ الأسد ومن ثم ابنه بشار، لكن العلاقة ما بين الرجل والنظام ساءت على خلفية مسلسل تلفزيوني تناول الحياة الخاصة لبعض أفراد عائلته، وقد طالب على إثرها البوطي بوقف المسلسل مهددا بعقاب رباني، لكنّ القائمين على وزارة الإعلام رفضوا مطلبه متعذرين بحرية الإعلام.

وعادت العلاقة لطبيعتها مع اندلاع الثورة السورية، إذ فضل البوطي الوقوف إلى جانب الأسد، على الرغم من المطالبات الشعبية المتكررة له الانحياز إلى الثورة.

ولعل أكثر التصريحات الصادرة عن الشيخ إثارة للجدل هو تشبيهه من يقاتل دفاعا عن نظام الأسد بأصحاب نبي الإسلام محمد صلى الله عليه وسلم، داعيا لهم أن يؤيدهم الله بالتوفيق والسداد، قائلا: «والله لا يفصل بين هؤلاء الأبطال ومرتبة أصحاب رسول الله إلا أن يتقوا حق الله في أنفسهم».

آخر تصريح مؤيد أدلى به كان في 16 مارس (آذار) الحالي، إذ وصف الثورة السورية بـ«الحرب العالمية التي يستخدم لها إخوة، بل تستخدم لها أقاليم من شتى الأطراف، ويستخدم لها جيوش من الأخلاط والأمشاج المرتزقة الذين صنعتهم أميركا والذين يسمون (القاعدة) وذيولها، ويستقدم لها أطنان الأسلحة وتقذف من شتى الأنحاء إلى سوريا التي وصفها رسول الله بأنها قلب في داخل الشام».

وبالتزامن مع تفجير المزرعة، أعلنت لجان التنسيق المحلية أن الجيش الحر استهدف مطار دمشق الدولي بعدد من الصواريخ التي أصابت صالة المطار بأضرار بالغة.

ويأتي الاستهداف الصاروخي بعد ساعات من إعلان مصادر مسؤولة بمطار القاهرة الجوي انتظام الرحلات السورية بين دمشق والقاهرة دون أي تأخير.

أما على صعيد المعارك في دمشق ومحيطها، فقد أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن الجيش السوري الحر حقق أمس تقدما في مناطق وبلدات هضبة الجولان التي تحتل إسرائيل أجزاء واسعة منها. وكان المرصد أفاد في وقت متأخر ليلة أول من أمس بـ«سيطرة مقاتلين من الكتائب المقاتلة على منطقتي مشاتي الخضر ودوار بلدة خان أرنبة وعلى سريتين للهاون» في محافظة القنيطرة إثر اشتباكات عنيفة.

كذلك تحدث عن اشتباكات «في محيط كتيبة المدفعية وحاجز أوفانيا بين بلدتي خان أرنبة وجباتا الخشب، يرافقها قصف متبادل في منطقة التل الأحمر».

وأفاد مصدر أمني لبناني بأنه بسبب الاشتباكات في المناطق السورية «عبر ما يقارب 220 لاجئا سوريا، بينهم 10 جرحى، إلى بلدة شبعا في جنوب لبنان»، وذلك من خلال طرق وعرة عبر جبل «الشيخ» الفاصل بين سوريا ولبنان.

ويأتي هذا التقدم بعد يومين من استيلاء المقاتلين على مركز للهجانة قريب من الحدود الأردنية وعلى مركز كتيبة دبابات في ريف درعا في جنوب البلاد.