زيباري: تجربة العقد الماضي ليست فاشلة

وزير الخارجية العراقي لـ «الشرق الأوسط»: العراق ليس تابعا لإيران

TT

دافع هوشيار زيباري، وزير الخارجية العراقي، عن تجربة «العراق الجديد»، مشددا على أن التجربة غير فاشلة، وأن من يثيرون مخاوف حيالها هم «الأنظمة الديكتاتورية».

وردا على سؤال لـ«الشرق الأوسط» حول استمرار أزمات نظام الحكم في العراق رغم انقضاء 10 سنوات على الغزو ما ينبئ بفشلها، أجاب زيباري في أربيل، حيث يوجد هو وباقي الوزراء الأكراد في حكومة نوري المالكي لـ«التشاور» مع القيادة الكردية حول الأزمة بين كردستان وبغداد، قائلا: «ربما أن إدارة الحكومات خلال السنوات العشر السابقة لم تكن بالمستوى المطلوب، فكل الوسائل والأدوات متوفرة في هذا البلد من موارد طبيعية وبشرية، وكان أمام العراق فرصة كبيرة للانطلاق وتحقيق نهضة اقتصادية وتنموية في كل المجالات، ولكن الغائب الأوحد والأهم هي القيادة الرشيدة التي تنظم هذه الموارد في سبيل خدمة الشعب ولكن التجربة لم تفشل والعراق بكل إمكانياته وقدراته ما زال بلدا قائما». وأضاف: «من يثير المخاوف من تجربة العراق هي الأنظمة الديكتاتورية، غير المؤمنة بعملية البناء الديمقراطي».

وبسؤاله عن الاجتماعات بين القيادة الكردية والوزراء والنواب الأكراد وما جرى بحثه، أوضح زيباري أنه جرى خلالها «تقييم للعلاقة بين الإقليم وبين الحكومة الاتحادية في بغداد، وإلى أين نحن ذاهبون، هل العراق الذي بنيناه قبل عشر سنوات على أسس من الديمقراطية والتوافق والمشاركة والمصالحة الوطنية هي التي تحكم هذه العلاقة، أم أن هناك تصدعا في هذه المفاهيم، والجواب كان نعم، فهناك انحراف عن هذه المبادئ الأساسية والمطلوب من قيادة التحالف الكردستاني أن تتخذ موقفا لمنع المزيد من التدهور، وخلال الأيام المقبلة سيعقد اجتماع آخر لاتخاذ القرار المشترك حول الخطوة التالية».

وعن الجهة التي تتحمل المسؤولية، قال زيباري: «بالتأكيد المسؤولية تقع على عاتق الحكومة، فهي السلطة التنفيذية والجهة التي تدير البلاد. الانحراف جرى على قانون العراق الأساسي عن الدستور، بمعنى أنه في ديمقراطيتنا الناشئة غير المتكاملة وفي مؤسساتنا التي لا تزال في طور البناء، الفائز لا يستطيع أن يأخذ كل شيء، وبعبارة أوضح، إن من يفوز في أي تصويت حكومي أو برلماني التفرد بالحكم، وفي كل الديمقراطيات الناشئة التي بدأت تظهر مؤخرا في الدول العربية ودول الربيع العربي من تونس إلى مصر إلى ليبيا إلى اليمن، وإن شاء الله في سوريا، الفريق الفائز في الانتخابات لا يستطيع أن يحكم بمفرده، وهناك نماذج ساطعة كما في مصر وتونس أثبتت أن المرحلة التي نمر بها تحتاج إلى تفاهمات وإلى توافقات سياسية بالشكل الذي يضمن عمل الحكومة، خاصة في قضايا استراتيجية».

وردا على متهمي حكومة رئيس الوزراء نوري المالكي بأنها، خاصة بعد رحيل القوات الأميركية عن العراق، أصبحت خاضعة للتأثير الإيراني، لا سيما في دعم نظام الرئيس السوري بشار الأسد، قال زيباري: «لا، هذا تبسيط للمواقف. مواقف الشيعة ككل وحتى رئيس الحكومة نوري المالكي ليست لديه ذرة من التعاطف مع حزب البعث، أو ما يقوم به النظام السوري، ولكن هناك استقطابا في المنطقة، وهناك مخاوف من امتداد الأزمة السورية وتوسعها إلى دول الجوار، وهناك من يرى أن امتداداتها سلبية وتعمق النهج الطائفي». وأكد أن «موقف العراق نابع من مصلحة العراق». وتساءل: «هل نقف مع طرف ضد طرف آخر؟ بالتأكيد لا.. وهل نحاول أن نتواصل مع المعارضة السورية باعتبار أنهم قد يتسلمون السلطة في المستقبل؟ نعم.. وهل نقطع العلاقات مع سوريا؟.. لا».

وعن حجم النفوذ الإيراني في العراق، قال زيباري: «هناك نظرة خاطئة، نعم هناك تأثير من إيران على الأوضاع السياسية والأمنية، ولكن العراق ليس تابعا لإيران، وما يتم تداوله هو تبسيط للأمور».