البرلمان الليبي يستبق مظاهرات اليوم بإخلاء طرابلس من تشكيلات الثوار

مسؤول حكومي: عائلة القذافي غادرت الجزائر إلى دولة ثالثة

TT

بينما قال عبد الحميد بوزاهر، سفير الجزائر لدى ليبيا، إن «عائلة القذافي غادرت الجزائر منذ وقت طويل، وإنه ليس هناك أي فرد منهم على أراضيها حاليا»، أكدت مصادر مطلعة في ليبيا، أن «أبناء القذافي قرروا بمحض إراداتهم الخروج من الجزائر»، وأوضحت أن السلطات المعنية في الدولة العربية التي لجأوا إليها اشترطت عليهم عدم ممارسة أي نشاط سياسي أو إعلامي لعدم إحراجها.

وجاءت التصريحات المفاجئة التي أدلى بها السفير الجزائري لوسائل إعلام محلية ليبية عقب اجتماعه مساء أول من أمس بطرابلس مع وزير الشباب والرياضة الليبي عبد السلام غويلة، حيث أكد أن العلاقات بين الجزائر وليبيا أقوى من أن تؤثر فيها مثل هذه الأشياء.

وتعتبر هذه هي المرة الأولى التي يخرج فيها مسؤول جزائري ليحسم مصير عائلة القذافي بشكل علني ورسمي.

من جانبه، أكد مسؤول ليبي أن معظم أفراد عائلة القذافي، التي تضم ابنه الأكبر محمد (من زوجته الأولى) وهانيبال وعائشة غادروا الجزائر، لافتا إلى أن السلطات الجزائرية أبلغت نظيرتها الليبية بهذه المعلومات، علما بأن الساعدي النجل الآخر للقذافي ما زال يقيم في النيجر، وما زال سيف الإسلام الابن الثاني للقذافي معتقلا في السجن بمدينة الزنتان الليبية، بانتظار استئناف محاكمته في مايو (أيار) المقبل وسط اعتراض من المحكمة الجنائية الدولية.

وكان المجلس الوطني الانتقالي السابق قد طالب الجزائر مرارا بتسليم عائلة القذافي التي فرت إلى الجزائر قبل سقوط نظام حكمه ومقتله في أكتوبر (تشرين الأول) عام 2011 أو منعها، خاصة ابنته عائشة، من الإدلاء بتصريحات إعلامية مثيرة للجدل، تفاديا لإثارة غضب الرأي العام المحلي.

وامتنعت الجزائر عن تسليم عائلة القذافي، فيما تعهد وزير خارجيتها مراد مدلسي، خلال زيارة قام بها إلى طرابلس في مارس (آذار) الماضي، بعدم سماح بلاده لأفراد عائلة القذافي اللاجئين لديها بالتدخل في شؤون ليبيا.

إلى ذلك، أعلنت رئاسة أركان قوات الدفاع الجوي بالجيش الليبي، أنها ستقوم بتشغيل طائرات من دون طيار في سماء العاصمة طرابلس وما حولها يومي الأحد والاثنين المقبلين، مشيرة في بيان لها إلى أن تشغيل هذه الطائرات هو لغرض التدريب على كيفية التصوير الجوي واستخدامها كأهداف جوية لصالح الدفاع الجوي. وقال مسؤول عسكري ليبي إنه «كان مقررا أن يتم تشغيل هذه الطائرات في طلعات تدريبية أمس واليوم، إلا أن الأحوال الجوية وسرعة الرياح حالت دون ذلك».

وظهرت هذه الطائرات للمرة الأولى في سماء ليبيا الأسبوع الماضي خلال احتفال أقيم بمدينة بنغازي بشرق البلاد، حيث أعلن العميد جمعة العباني، رئيس أركان قوات الدفاع الجوي، عن قيام طائرات من دون طيار بمهام الاستطلاع على الأهداف الأرضية وتجميع المعلومات عنها وإحالتها لمراكز عمليات القيادة والسيطرة في إطار دعم عمليات الاستطلاع الراداري.

وأعلنت رئاسة أركان القوات الجوية الليبية أمس، عبر صفحتها الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك»، أن الطيران الليبي قام بقصف موقع تجمع صهاريج وسيارات تهريب الوقود جنوب وازن على الحدود الليبية التونسية، مشيرة إلى أنه تجنب القصف المباشر للسيارات على اعتبار أن ذلك يمثل الإنذار الأخير لهم.

من جهة أخرى، استبق المؤتمر الوطني العام (البرلمان) مظاهرات متوقعة اليوم في العاصمة طرابلس ضد المجلس الأعلى للثوار وتأييدا للشرعية، بإصدار قرار مفاجئ بإخلاء العاصمة طرابلس وضواحيها من جميع التشكيلات المسلحة غير الشرعية، وإعادة تمركز كل القوات التابعة لوزارتي الداخلية والدفاع خارج حدود المدينة، باستثناء القوات التابعة لمديرية طرابلس والقواعد البحرية والجوية ومراكز التدريب المرخص لها. ونصت المادة الثانية في القرار على أن يتم إخلاء جميع المواقع والمقرات التي يشغلها أشخاص أو مجموعات مسلحة، ويعتبر شاغلها مخالفا للقانون.

كما نص القرار على منع دخول وخروج السلاح من مدينة طرابلس الكبرى ومصادرة جميع الأسلحة المعدات العسكرية غير الشرعية وتسليمها إلى رئاسة أركان الجيش الليبي، فيما تضمنت المادة الرابعة في القرار تكليف وزارتي الداخلية والدفاع بالتعاون مع السلطات المختصة في مدينة طرابلس لتنفيذ هذا القرار، ولهما حق الاستعانة بمن يرون، وكذلك الحق في استعمال القوة الجبرية عند اللزوم.

وكانت القوة الأمنية المشتركة قد داهمت أحد المقرات والأوكار الكائنة بمنطقة حي دمشق في طرابلس والتي كانت مستغلة من قبل مجموعة خارجة عن القانون. وقالت مصادر أمنية إنه «تم تسليم المقر ومحتوياته إلى مديرية أمن طرابلس»، مشيرة إلى أن المداهمة تمت تنفيذا لقرار المؤتمر الوطني في هذا الصدد.

من جهة أخرى، عبّر مجموعة من الأهالي والناشطين بمؤسسات المجتمع المدني بمدينة اجدابيا عن استيائهم من تباطؤ السلطات المختصة في اتخاذ الإجراءات اللازمة بحق جثث متحللة لستة شهداء، تم العثور عليها خلال اليومين الماضيين بجانب الطريق الرئيسي بمنطقة النوفلية (غرب المدينة). ونقلت وكالة الأنباء المحلية عن أحد النشطاء قوله، إن «الجثث تتعرض لمحاولات إيذاء من قبل الحيوانات البرية، وإن العنصر الذي تم تكليفه لحماية الجثث غير قادر على أداء واجبه».