واشنطن للأوروبيين: حكم قبرص يستوجب وضع حزب الله في قائمة الإرهاب

إدانة حسام يعقوب في 5 تهم.. والنطق بالحكم 28 مارس

حسام طالب يعقوب اللبناني السويدي الجنسية (يمين) بعد انتهاء مثوله أمام محكمة ليماسول القبرصية الأسبوع الماضي في قضية عمالته لحزب الله اللبناني وجمع معلومات عن السياح الإسرائيليين (أ.ف.ب)
TT

قالت الخارجية الأميركية أمس إن قرار المحكمة القبرصية بإدانة متعاون مع حزب الله يجب أن يكون دليلا للدول الأوروبية لوضع حزب الله في قائمة الإرهاب.

وقالت فيكتوريا نولاند، في مؤتمرها الصحافي اليومي، إن إدانة حسين يعقوب «تدل على أن حلفاءنا الأوروبيين، وحكومات أخرى حول العالم، يجب أن يواجهوا هذه المجموعة القاتلة».

وقال ماثيو لفيت، خبير الإرهاب سابقا في مكتب التحقيقات الاتحادي (إف بي آي)، وأيضا في وزارة الخزانة «يجب أن يكون الحكم رسالة إلى الاتحاد الأوروبي، وقبرص عضو في الاتحاد الأوروبي، بأن هناك خطا أحمر في أوروبا لحزب الله، وأن حزب الله يجب ألا يتخطى هذا الخط الأحمر، لكنه تخطاه فعلا».

وقال دانيال بنجامين، الذي استقال مؤخرا من وزارة الخارجية حيث كان مستشارا كبيرا في الحرب ضد الإرهاب «ظللنا نعمل في هذا الموضوع لسنوات. وبصراحة، ظللنا قلقين بشأن الموقف الأوروبي من حزب الله. هذه إشارة إلى أن حزب الله يجب أن يكون فقط حزبا سياسيا، لا أن يكون قوة عسكرية».

وكانت محكمة في قبرص أدانت اللبناني المولد حسام طالب يعقوب، السويدي الجنسية، بأنه خطط لهجوم على سياح إسرائيليين في قبرص. وكان ألقي القبض عليه في مدينة ليماسول الساحلية في قبرص في العام الماضي. ووجهت له (عمره 24 عاما) اتهامات تضمنت الانتماء لجماعة إجرامية، وتتبع تحركات ومواعيد وصول ومغادرة سياح إسرائيليين لقبرص. وأدانت المحكمة المتهم في خمس تهم، لكن نفى يعقوب ارتكابها جميعا.

وكان رئيس وزراء بلغاريا، مارين رايكوف، قال في وقت سابق إن بلاده لن تبادر إلى فرض عقوبات على حزب الله اللبناني، على الرغم من اتهامات لحزب الله بالضلوع في تفجير بمدينة بورغاس، في بلغاريا، في العام الماضي، قتل عددا من السياح الإسرائيليين.

ووجهت اتهامات ليعقوب، تضمنت الانتماء لجماعة إجرامية وتتبع تحركات ومواعيد وصول ومغادرة سائحين إسرائيليين لقبرص التي تعد مقصدا سياحيا شهيرا لهم. وبرأت المحكمة يعقوب الذي يواجه حكما بالسجن مدته 14 عاما، من ثلاث تهم تتعلق بالتآمر لارتكاب جريمة.

وستنعقد المحكمة مرة أخرى في 28 مارس (آذار) للاستماع إلى مرافعات بتخفيف الحكم والنطق بالحكم. وقال يعقوب أمام المحكمة الشهر الماضي إنه جمع معلومات عن سياح إسرائيليين يزورون قبرص، إلا أنه نفى التخطيط لمهاجمتهم. وقال إنه طلب منه جمع معلومات عن وصول الرحلات الإسرائيلية إلى قبرص وأرقام لوحات الحافلات التي تحمل السياح الإسرائيليين. وقال يعقوب إنه لا يعلم الغرض الذي ستستخدم المعلومات لتحقيقه، واعتقل في يوليو (تموز) الماضي قبل أن يتمكن من نقل المعلومات إلى الشخص الذي طلبها في لبنان. وذكرت المحكمة أن حزب الله أمر يعقوب بالقيام بست مهمات في قبرص منذ ديسمبر (كانون الأول) 2011، وأنه تلقى مبلغ 4800 دولار من الحزب الشيعي. وأضافت المحكمة أن المتهم اتصل بحزب الله من عدد من مقاهي الإنترنت في مدن مختلفة.

ونفى يعقوب في إفادته التخطيط لشن أي هجوم، إلا أنه أقر بانتمائه إلى حزب الله منذ أربع سنوات، وأكد أنه يعمل فقط في الفرع السياسي للحزب. وقال المتهم إنه تلقى أوامر من عميل سري لحزب الله يدعى أيمن، وصدرت إليه أوامر بجمع معلومات عن فنادق ومستشفيات في مدن قبرصية من بينها ليماسول وآيا نابا. وقال إن السبب الرئيسي وراء حضوره إلى قبرص يتعلق بالأعمال وبشكل خاص بشراء عصير فواكه ينتج محليا.

ونقلت وكالة «قبرص» للأنباء نص الحكم الذي أصدرته محكمة ليماسول الذي قالت فيه إن اعتبار أي من هذه التحركات بريئة «سيكون حكما منقوصا». وتعد قبرص وجهة مفضلة لدى السياح الإسرائيليين، حيث زاد عددهم بنسبة 23.5 في المائة في 2012 ليصل إلى 39420 سائحا. وعقب اعتقال يعقوب، قتل خمسة سياح إسرائيليين وسائقهم في تفجير حافلة في مطار في بلغاريا، في أكثر الهجمات دموية يتعرض له الإسرائيليون منذ 2004. وألقت إسرائيل بمسؤولية الهجوم على إيران وحزب الله الموالي لها.

وفي رد فعل على الحكم، قال مسؤول إسرائيلي لوكالة الصحافة الفرنسية إن «ضلوع حزب الله في الإرهاب واضح». وأضاف «هناك أدلة وافرة على أن حزب الله ضالع بشدة في نشاطات إرهابية في أوروبا وغيرها من المناطق، ومن لا يريدون أن يروا ذلك فإنهم ببساطة يغمضون أعينهم عن الحقيقة».

وكان رئيس وزراء بلغاريا المؤقت مارين رايكوف قال في وقت سابق إن بلاده لن تبادر إلى فرض عقوبات على حزب الله اللبناني، على الرغم من اتهامات لحزب الله بالضلوع في تفجير بمدينة بورغاس العام الماضي.

وأعلنت المفوضية الأوروبية أن الاتحاد الأوروبي يدرس فرض عقوبات على حزب الله، لكن لا تتوافر الأدلة الكافية حول نشاطه في أوروبا للمساعدة على اتخاذ القرار.

وكان الاتحاد الأوروبي أعلن أنه يدرس فرض عقوبات على حزب الله بسبب ما حدث في بلغاريا، لكن قال الاتحاد إنه لا تتوافر الأدلة الكافية حول نشاطات حزب الله في أوروبا للمساعدة على اتخاذ القرار. وأيضا، تخشى حكومات أوروبية من أن مثل هذه العقوبات قد تؤدي إلى زعزعة الاستقرار في لبنان.

وكان الرئيس الأميركي باراك أوباما دعا في خطاب في القدس أول من أمس دول العالم لا سيما الاتحاد الأوروبي إلى تصنيف حزب الله الشيعي اللبناني «منظمة إرهابية» وقال أوباما إنه «يتعين على كل بلد يعترف بقيمة العدالة أن يسمي حزب الله بما هو عليه (منظمة إرهابية)، في الوقت الذي ما زال فيه الاتحاد الأوروبي يرفض حتى الآن إدراج الحزب على قائمته للمنظمات الإرهابية».

وقالت صحيفة «سيبرس ميل» القبرصية في تعليقها على إدانة حسام يعقوب، بأن الضغوط ستتزايد أوروبيا لإدراج حزب الله في قائمة المنظمات الإرهابية. فيما نقلت صحيفة «فاموغستا غازيت» فقرات من الترحيب الأميركي على لسان فيكتوريا نولاند، المتحدثة باسم الخارجية الأميركية في مؤتمرها الصحافي أول من أمس، بقولها: «إن إدانة حسين يعقوب تدل على أن حلفاءنا الأوروبيين، وحكومات أخرى حول العالم، يجب أن يواجهوا هذه المجموعة القاتلة».

واعتبرت «فايننشيال ميرور» القبرصية أن الحكم سيزيد من الضغوط الإسرائيلية والأميركية على أوروبا لاتخاذ موقف متشدد ضد حزب الله، ونقلت إدانة عنصر حزب الله في قبرص في 5 تهم ضمن ثمانية وجهت إليه، فيما أنه أنكر، التهم الموجهة إليه، وقالت: إن قبرص القريبة من حدود لبنان لا تدرج حزب الله ضمن قائمة المنظمات الإرهابية.