مصر: حرب شوارع في محيط مقر «الإخوان» بالمقطم وإصابة العشرات

مرسي يشيد بدور الجيش في حماية البلاد.. ومحتجون يحاصرون منزله

مظاهرة منددة بحكم جماعة الإخوان المسلمين فيما عرف باسم «جمعة رد الكرامة» قرب محيط المقر العام للجماعة في حي المقطم (جنوب القاهرة) أمس (أ.ب)
TT

تصاعدت أمس وتيرة الغضب الشعبي في مصر ضد حكم جماعة الإخوان المسلمين، وشهد محيط المقر العام للجماعة في حي المقطم (جنوب القاهرة) اشتباكات عنيفة وحرب شوارع بين متظاهرين وشباب الإخوان المسلمين، أسفرت عن إصابة العشرات بجروح، وذلك على خلفية دعوة نشطاء سياسيين للتظاهر أمام مقر الجماعة أمس في «جمعة رد الكرامة»، احتجاجا على التعدي الذي تعرض له عدد من النشطاء السياسيين والصحافيين أمام المقر، الأسبوع الماضي.

والتقى الرئيس محمد مرسي جنود القوات المسلحة وأدى معهم صلاة الجمعة أمس، في محاولة لنفي أي توتر بين مؤسسة الرئاسة والجيش. في غضون ذلك، خرجت مسيرات غاضبة ضد «الإخوان» والرئيس مرسي في القاهرة والمحافظات، وحاصر العشرات من أعضاء حركة شباب 6 أبريل منزل الرئيس في منطقة التجمع الخامس بالقاهرة الجديدة، للتنديد بحكم «الإخوان» وسياسة مرسي.

وزار الرئيس مرسي مقر قيادة المنطقة المركزية العسكرية بحي العباسية (شرق القاهرة) ووجه التحية والتقدير لرجال القوات المسلحة الشرفاء على رسالتهم السامية والتضحيات التي يقدمونها فداء للوطن، وللدور الذي قاموا به في حماية ثورة 25 يناير، وفي أوقات الحرب والسلام.

وعبر الرئيس مرسي عن ثقته الكاملة في «قدرة أبناء القوات المسلحة على مواجهة أي تحديات في تلك المرحلة الدقيقة التي تشهدها البلاد»، مشددا على أن «عدونا في الخارج يحاول أن يفت في عضدنا، لكنه لن يستطيع تحقيق مأربه بفضل وحدتنا والتي هي مصدر قوتنا».

ودعا مرسي «أبناء مصر عسكريين ومدنيين إلى المضي قدما والانتقال إلى مرحلة البناء والإنتاج، مع الاستمرار في الالتزام بمبادئ الديمقراطية والحرية والعدالة الاجتماعية واحترام الدستور والقانون مهما كانت التحديات».

وفي حين أشارت الرئاسة المصرية إلى أن لقاء الرئيس مرسي يأتي في إطار حرصه على مد جسور التواصل مع أبنائه من ضباط وجنود القوات المسلحة وتشجيعهم على الاستمرار في أداء مهامهم بكل تفان واقتدار، رأى مراقبون أن زيارة مرسي تأتي كمحاولة للرد على ما تردد مؤخرا بوجود توتر بين مؤسسة الرئاسة والجيش.

واحتشد المئات من المتظاهرين أمام المقر العام لجماعة الإخوان المسلمين، الذي يضم مكتب إرشاد الجماعة في حي المقطم مرددين هتافات: «بيع بيع.. الثورة يا بديع»، و«الإخوان قطيع ماشيين ورا بديع»، في إشارة إلى المرشد العام للإخوان الدكتور محمد بديع. وتحول ميدان النافورة (القريب من مقر الجماعة) إلى ساحة معركة استخدمت فيها الحجارة والزجاجات الفارغة والألعاب النارية بين متظاهرين مناهضين لجماعة الإخوان من جهة وعدد من أعضاء الجماعة وقوات الأمن من جهة أخرى، وسمعت أصوات طلقات نارية وخرطوش في منطقة الاشتباكات. وأكد شهود عيان، أن أعضاء جماعة الإخوان أطلقوا عددا من طلقات الخرطوش التي أجبرت المتظاهرين على التراجع مرة أخرى إلى ميدان النافورة، وسط استمرار سقوط الكثير من الإصابات بين الطرفين، بينما قام المتظاهرون بحرق 3 حافلات تابعة للإخوان كانت موجودة بالميدان.

وشكلت قوات الأمن المركزي التي دفعت بها وزارة الداخلية حاجزا بين الطرفين، وتمركزت في مقدمة شارع «9» بالمقطم، الذي يقع فيه مقر الجماعة، وقال مسؤول مركز الإعلام الأمني بوزارة الداخلية، عبر رسالة منشورة في صفحة الوزارة على موقع «فيس بوك» أمس: «قامت وزارة الداخلية من منطلق مسؤولياتها في حفظ أمن وأمان المواطنين وسلامتهم وحماية الممتلكات العامة والخاصة بالدفع بقوات الأمن المركزي لتأمين المنطقة». ودعت وزارة الداخلية جميع الأطراف وكل القوى السياسية والثورية إلى البعد عن العنف والالتزام بالأطر الديمقراطية في التعبير عن الرأي، والعمل على أن تخرج تلك المظاهرات بشكل سلمي، حفاظا على سلامة الجميع وتغليبا للمصالح العليا للبلاد.

وأكد الدكتور محمد سلطان، رئيس هيئة الإسعاف المصرية، أن «عدد المصابين في الاشتباكات بلغ حتى الآن 34 مصابا بالإضافة إلى مصاب في محافظة الشرقية».

وقال رامي صبري، عضو أمانة حزب التحالف الشعبي الاشتراكي، إن «القيادي بالحزب والمرشح الرئاسي السابق خالد علي أصيب بخلع في الكتف خلال محاولته فض أحد الاشتباكات التي وقعت أمام مقر جماعة الإخوان بالمقطم».

من جهة أخرى، حاصر العشرات من أعضاء حركة شباب 6 أبريل منزل الرئيس محمد مرسي في ضاحية القاهرة الجديدة للتنديد بما سموه الاعتداء على النشطاء والصحافيين أمام مقر الإخوان قبل أيام. وعززت قوات الأمن من وجودها أمام منزل الرئيس مرسي، وفرضت كردونات أمنية وحواجز حديدية، لمعاونة قوات الحرس الجمهوري في تأمين منزل الرئيس، وإمعانا في السخرية نثر المشاركون في المظاهرة البرسيم على الأرض أمام منزل الرئيس، وقام البعض بكتابة عبارات مناهضة للإخوان منها «يسقط حكم المرشد». وأكد أعضاء الحركة، أن المظاهرة أمام منزل الرئيس تأتي اعتراضا على الاعتداء على النشطاء والصحافيين وللمطالبة بإقالة الحكومة والنائب العام وتعديل الدستور وانتخابات رئاسية مبكرة وإخضاع أموال الجماعة لرقابة القانون، سلمية ولا تهدف لاستخدام العنف، وإنما احتجاج سلمي على سياسات الرئيس مرسي وجماعته.

وفي السياق نفسه، وقعت اشتباكات عنيفة وكر وفر بين المتظاهرين المناهضين لجماعة الإخوان المسلمين ومحتجين أمام قيادة المنطقة الشمالية العسكرية بالإسكندرية، استخدمت فيها الشوم والعصي والأسلحة البيضاء.

وشهد عدد من المحافظات اعتداءات متكررة على مقرات جماعة الإخوان وحزبها الحرية والعدالة، ففي حي المنيل بالقاهرة هاجم مجموعة من المتظاهرين مقر حزب الحرية والعدالة، الذراع السياسية للجماعة، وأحدثوا تلفيات في بوابته الرئيسية، وتحطيم محتوياته بالداخل.