شريط تعذيب جنود إسبانيين لمعتقلين عراقيين يتفاعل في إسبانيا

وزارة الدفاع فتحت تحقيقا.. وقالت إن هوية جنديين تم التعرف عليها

TT

لا يزال بث شريط فيديو حول إساءة معاملة جنود إسبانيين أثناء غزو العراق لمعتقلين عراقيين، يتفاعل في إسبانيا. وفي هذا الصدد شرعت وزارة الدفاع الإسبانية في إجراء تحقيق قضائي وعسكري، للبحث في وقائع بثت في شريط فيديو تبين عملية تعذيب قاسية يمارسها جنود إسبان ضد معتقلين عراقيين، بعد غزو قوات التحالف للعراق. وكانت صحيفة «البايس» الإسبانية، وهي الصحيفة الأكثر تأثيرا في إسبانيا، نشرت الشريط قبل أسبوع على موقعها في الإنترنت بمناسبة مرور عقد على غزو العراق، ومدة الشريط في حدود 40 ثانية.

ويظهر الشريط بوضوح خمسة جنود إسبانيين يعتدون على معتقلين عراقيين في قاعدة «الديوانية» التي كانت تعتبر القاعدة الرئيسة للقوات الإسبانية في العراق. وطرح الجنود الإسبان السجناء العراقيين أرضا ثم انهالوا عليهم بالضرب والركل والسب.

وأصدرت وزارة الدفاع الإسبانية بيانا قالت فيه إن بيدرو مورينيس وزير الدفاع وجه بأن يقدم الجيش الإسباني إلى قاضي التحقيق في مدريد النتائج التحليلية الأولية للشريط ومدى صحة الوقائع التي وردت فيه، وتأكيد أنه شريط حقيقي وليس مفبركا. وقال البيان إن التحريات أفادت بإمكانية التعرف على هوية اثنين على الأقل من الجنود الإسبانيين الخمسة، الذين قاموا بإساءة معاملة السجناء العراقيين، وذلك من خلال الشارات التي كان يضعها المعتدون على بذلتهم العسكرية التي تساعد على تحديد الوحدات التي ينتمون إليها.

ونسبت «البايس» الإسبانية إلى سجين عراقي سابق قوله إن السجناء العراقيين تعرضوا لمعاملة غير إنسانية وإلى أسوأ أنواع التعذيب من طرف الجنود الإسبان، وفي مقابل ذلك قالت مصادر إسبانية إن الجنود الإسبان الذين عملوا في مهمات بالخارج منذ عشرين سنة، لم يحدث أن أساءوا إلى السجناء المعتقلين خلال توليهم لمهمات خارج بلادهم. وأشارت إحدى الصحف الإسبانية إلى أن هذا الاعتداء كان الأول من نوعه وأن السلطات ستتخذ الإجراءات اللازمة ضد هؤلاء الجنود الإسبانيين في حال إثبات التحقيقات صحة شريط الفيديو وتورط الجنود الخمسة في القضية.

وكان السجناء العراقيون قد اعتقلوا بسبب تورطهم في «عمليات إرهابية» كما كانت تقول قوات التحالف في ذلك الوقت، وكان الجنود الإسبانيون يخشون من عمليات انتحارية يقوم بها عراقيون ضدهم، على غرار باقي جنود التحالف الآخرين. وقال أحد الجنود الإسبان لموقع إلكتروني إسباني «كان أكثر ما نخشاه هو العمليات الانتحارية».