وزير الخارجية الأردني يجري مباحثات مع نظيره الأميركي

أوباما يزور البتراء الأثرية ويشتري بعض الهدايا التذكارية

الرئيس الأميركي باراك أوباما خلال زيارته للبتراء في عمان أمس (أ.ف.ب)
TT

أكد وزير الخارجية الأردني ناصر جودة ونظيره الأميركي جون كيري خلال لقائهما أمس في عمان، أهمية استمرار التنسيق والتشاور والتعاون حيال مختلف القضايا التي تهم الطرفين خاصة القضايا التي تعصف بمنطقة الشرق الأوسط. كما أكدا أهمية دفع جهود السلام وإعادة إطلاق مفاوضات جادة وفاعلة بين إسرائيل والفلسطينيين، تؤدي بالنهاية إلى تجسيد حل الدولتين استنادا إلى المرجعيات الدولية المعتمدة في هذا الإطار بما يفضي إلى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة والمتواصلة جغرافيا على حدود يونيو (حزيران) 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.

وحسب البيان فقد عرض جودة الجهود الأردنية في تحريك عملية السلام، مؤكدا مركزية الدور القيادي للولايات المتحدة في هذا الإطار سواء على المستوى الفردي أو من خلال الرباعية الدولية. وأعاد جودة التأكيد على مركزية القضية الفلسطينية في الصراع في المنطقة «ومن دون حل شامل وعادل فإن المنطقة والعالم لن ينعما بالأمن والاستقرار»، مشيرا إلى ارتباط كافة قضايا الحل النهائي بمصالح أردنية حيوية.

وبحث الوزيران أيضا تطورات الوضع في سوريا وأهمية إيجاد حل سياسي يوقف نزيف الدم ويحفظ أمن وأمان سوريا ووحدة ترابها ويضمن مشاركة كافة مكونات الشعب السوري في العملية السياسية. وأشار جودة إلى التداعيات الإنسانية للأزمة السورية على الأردن الذي استقبل قرابة نصف مليون سوري على أراضيه ويقدم لهم الخدمات رغم صعوبة الأوضاع الاقتصادية، معربا عن تقديره للدعم الأميركي للأردن. وأعرب كيري عن دعم الولايات المتحدة لمسيرة الإصلاح في الأردن وآخرها الانتخابات النيابية والمشاورات لاختيار رئيس وزراء وتشكيل الحكومة وفق هذه الآلية الجديدة التي تشكل خطوة مهمة على مسار العملية الإصلاحية. وأكد كيري الدور الأردني المحوري في أمن واستقرار المنطقة، معتبرا أن الأردن يشكل صوت الاعتدال، وهو أحد أركان الاستقرار في المنطقة.

وكان العاهل الأردني قد قال في مؤتمر صحافي مشترك أول من أمس مع الرئيس الأميركي باراك أوباما إن الأردن سيرحب باستضافة «جلسات تفاوض بين» الفلسطينيين والإسرائيليين مجددا إذا أرادوا ذلك.

إلى ذلك وقبل أن يغادر الأردن عائدا إلى واشنطن، زار الرئيس أوباما أمس مدينة البتراء الأثرية الأردنية. وكان في استقباله لدى وصوله وزير السياحة والآثار الأردني نايف الفايز، ورئيس مجلس مفوضي سلطة إقليم البتراء التنموي السياحي محمد أبو الغنم. وشملت الزيارة ممر السيق والخزنة والمدرج النبطي. واستمع الرئيس أوباما إلى شرح قدمه مستشار الوكالة الأميركية للتعاون الدولي لشؤون البتراء سليمان الفرجات، عن تاريخ المدينة الأثرية والدور الذي لعبه العرب الأنباط في بناء المدينة المنحوتة في الصخر منذ ما يزيد على 2000 عام.

ووصف الرئيس أوباما البتراء بـ«الرائعة»، مؤكدا حرصه على زيارة البتراء كسائح في ختام جولته في المنطقة وكذلك إرسال رسالة إلى العالم أن مدينة البتراء تستحق الزيارة والمشاهدة، مشيرا إلى ميزة الأمن والاستقرار التي ينعم بها الأردن.

وأكد الفايز في تصريح للصحافيين أن زيارة الرئيس الأميركي للبتراء في هذه الظروف التي تمر بها المنطقة تشكل أهمية كبيرة للمدينة والسياحة الأردنية بشكل عام ويعول عليها في تعزيز حضور المدينة الوردية على خريطة السياحة العالمية.

واعتبر الفايز أن الزيارة التي تأتي في ظل الظروف السياسية الراهنة التي تمر بها المنطقة تثبت للعالم أجمع أن الأردن رغم ما يحيط به من أزمات وصراعات ما زال الأكثر أمنا وأمانا للزائر إلى جانب تنوع المنتج السياحي الكبير الذي يزخر به.

من جهته، رحب أبو الغنم بالرئيس الأميركي في مدينة البتراء نيابة عن أبناء المجتمع المحلي في المنطقة، وسلمه مجسما للبتراء.

وكان الرئيس أوباما دخل أحد محلات بيع التحف في مدينة البتراء واطلع على محتوياته واختار مجموعة من الهدايا التي تجسد الحياة النبطية والبدوية.