الرئيس الصيني: نتائج زيارتي لروسيا فاقت كل التوقعات

30 اتفاقا بين موسكو وبكين.. وتشي يتوجه إلى أفريقيا اليوم

الرئيس تشي (يسار) أثناء اجتماعه مع وزير الدفاع الروسي تشويغو في موسكو أمس (إ.ب.أ)
TT

أعرب الرئيس الصيني تشي جينبينغ، أمس، عن ارتياحه الكبير، لأن زيارته إلى روسيا «فاقت كل التوقعات»، مع التوقيع على نحو ثلاثين اتفاقا، وأشاد بالدور الذي تضطلع به موسكو وبكين لضمان التوازن الدولي. وقال الرئيس الصيني خلال لقاء مع رئيس الوزراء الروسي ديمتري ميدفيديف إن «زيارتي حققت هدفها. والنتائج فاقت بأشواط كل توقعاتي». وأضاف: «أنا مسرور جدا».

وتم خلال الزيارة التوقيع على نحو 30 اتفاقية، لا سيما في مجال النفط والغاز، في ختام لقاء تشي مع نظيره فلاديمير بوتين، مساء أول من أمس. وقال الرئيس الصيني، الذي وصل الجمعة إلى موسكو، مع زوجته بينغ ليوان، في زيارة تستمر 3 أيام، وتُختتم اليوم (الأحد)، إنه اختار روسيا لأول زيارة يقوم بها إلى الخارج «للتأكيد على الأهمية المميزة» للعلاقات الروسية - الصينية. ووصف تشي، بوتين وميدفيديف بأنهما «صديقان»، وقال: «الوقت يمر. تتغير أمور كثيرة في العالم، ولكن العلاقات الروسية - الصينية تتعزز وتنمو».

من جهته، أبدى رئيس الوزراء الروسي ارتياحه «للنتائج الجديدة المهمة» التي تم التوصل إليها خلال هذه الزيارة، التي جرت بعد أيام من تنصيب شي رئيسا للصين. وأضاف ميدفيديف: «كل ذلك يقدم مساهمة كبيرة في تطوير علاقاتنا، ونحن مسرورون».

واتفقت روسيا والصين على زيادة مبيعات النفط الذي تصدره شركة «روسنيفت» إلى شركة النفط الوطنية الصينية، وعلى التعاون في 8 مواقع استكشاف في القطب الشمالي. ووقعت «روسنيفت» اتفاقا مع شركة النفط الصينية لتزويد الصين 38 مليار متر مكعب من الغاز سنويا، اعتبارا من عام 2018.

وتتفق مواقف الصين وروسيا حول كبرى الملفات الدولية، وهما تقفان معا في مواجهة ما تعتبرانه تدخلا في شؤون الدول الأخرى، ولا سيما سوريا. ووصف الرئيس الصيني، أمس، العلاقات الروسية - الصينية بأنها «أفضل العلاقات بين الدول». وأضاف في خطاب أمام طلاب معهد العلاقات الدولية المرموق في موسكو: «إن هذه العلاقات القوية تشكل ضمانة مهمة ومتينة للتوازن الدولي». ودعا الرئيس الصيني البلدين إلى «تعزيز تعاونهما الاستراتيجي بشكل أكبر على الساحة الدولية بغية ضمان السلام والاستقرار» في العالم.

وعرقلت روسيا، القوة العظمى الوحيدة التي ما زالت تقيم علاقات وثيقة مع سوريا، والصين، حتى الآن، 3 مشاريع قرارات في مجلس الأمن الدولي تدين الرئيس السوري بشار الأسد. وقال تشي، أمس: «ينبغي احترام حقوق كل بلدان العالم في أن تختار بنفسها طريقها نحو التنمية».

وعقد تشي لقاءات مع مسؤولين آخرين، أمس، أبرزهم وزير الدفاع الروسي سيرغي تشويغو، ثم رئيس الدوما سيرغي ناريشكين. كما زار تشي أيضا، أمس، مركز مراقبة عمليات القوات الروسية برفقة تشويغو ليكون أول مسؤول أجنبي يزور المركز. وأكد الجانبان اتفاق مواقفهما بشأن المسائل الأمنية على المستوى الدولي، كما أفاد به نائب وزير الدفاع الروسي اناتولي انتونوف، لوكالة أنباء «ريا نوفستي»، بعد اللقاء.

ويتوجه تشي اليوم (الأحد) بعد موسكو إلى أفريقيا لزيارة تنزانيا وجنوب أفريقيا والكونغو برازفيل في جولة تهدف إلى تأكيد اهتمام الصين بالبلدان الناشئة، حيث تعمل الشركات الصينية على ترسيخ حضورها. وسيشارك تشي في مدينة دوربان بجنوب أفريقيا، يومي الثلاثاء والأربعاء المقبلين، في القمة الخامسة لمجموعة الدول الناشئة «بريكس» (البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا) التي تسعى من خلال تنامي قوتها الاقتصادية إلى تعزيز نفوذها الدبلوماسي.

ويلتقي هناك خصوصا الرئيس بوتين، بعدما اجتمعا في موسكو؛ المحطة الأولى من جولته. وتعد الصين منذ 2009، أكبر شريك تجاري في أفريقيا (كاد حجم التجارة الصينية - الأفريقية يبلغ 200 مليار دولار خلال 2012. وسيجد تشي بالتأكيد آذانا صاغية، لا سيما أن نمو القارة يبلغ 5 في المائة سنويا منذ 2007). وقال المحلل جوناثان هولسلاغ من «معهد الأبحاث حول الصين المعاصرة»، في بروكسل: «مع روسيا وأفريقيا، يزور تشي البلدان التي تتمتع فيها الصين بأكبر مكانة على الصعيد السياسي. بكين تعتمد أكثر من أي وقت مضى على شركائها، في أجواء من العلاقات المتوترة مع معظم جيرانها والغرب».