زعيم الحزب الشيوعي العراقي: ما جناه العراقيون من الغزو لا يتناسب مع حجم التضحيات

موسى: بناء الدولة الديمقراطية تعطل

TT

اعتبر زعيم الحزب الشيوعي العراقي وعضو مجلس الحكم السابق حميد مجيد موسى أن «ما جنيناه كعراقيين بعد عشر سنوات من تغيير النظام السابق لا يتناسب بأي شكل من الأشكال مع حجم التضحيات التي قدمها العراقيون على مدى عقود في صراعهم الطويل والقاسي مع الديكتاتورية».

وقال موسى في حديث لـ«الشرق الأوسط» إن «المحصلة للأسف كانت مخيبة للآمال وهذا ليس كلامي أنا وحدي فقط بل إن كل عاقل كانت تتملكه الرغبة الحقيقية في الخلاص من الديكتاتورية وتحقيق العدل والمساواة والرفاه في كل ميادين الحياة الاقتصادية والاجتماعية والخدمية مصاب الآن بخيبة أمل حقيقية بعد أن رأى أنه لم يتحقق إلا النزر اليسير مما ناضل العراقيون جميعا من أجل تحقيقه طوال العقود الماضية». وأضاف موسى الذي كان حزبه «الشيوعي العراقي» من قوى المعارضة الرئيسية لنظام صدام حسين والتي اضطرت للتعامل مع الولايات المتحدة الأميركية من أجل تغيير ذلك النظام على الرغم من اختلاف المنطلقات الفكرية أن «ما تحقق وهو كما أشرنا شيء قليل بالقياس إلى التضحيات والآمال مرتبط جزء منه بحجم التركة الثقيلة لسنوات الديكتاتورية الطويلة والتي كنا قد تعاهدنا كقوى معارضة من أجل إزاحتها بأقصى مدى زمني ممكن كما يرتبط ثانيا بكون التغيير حصل عن طريق الغزو والاحتلال وما ترتب عليه من نتائج فضلا عن عوامل أخرى أساسية من أهمها عمليات الإرهاب والتخريب التي لم تتوقف يوما وكذلك الفساد المالي والإداري الذي استشرى بطريقة باتت مخجلة في الواقع». وإضافة إلى تلك العوامل فإن موسى الذي شارك حزبه في انتخابات عام 2005 وحصل على مقعدين في البرلمان بينما فشل في انتخابات عام 2010 البرلمانية في الحصول على أي مقعد بسبب قانون الانتخابات ويستعد الآن للمشاركة في انتخابات مجالس المحافظات بدعاية إعلامية بسيطة بالقياس إلى أحزاب السلطة، يذكر عوامل أخرى للنتائج المتواضعة والمخيبة للآمال من أهمها «نظام المحاصصة الإثنية والطائفية الذي أوجدته الطبقة السياسية وتمسكت به وهو أحد أسباب الخراب الحالي بالإضافة إلى سيادة نمط تفكير لاديمقراطي في كل مفاصل الدولة عشعش وتسيد على إدارة الدولة والمشهد السياسي». ويرى موسى أن «كل هذا عطل بناء الدولة الديمقراطية التي حلمنا بها والتي أنتجت تدهورا في الحياة الاجتماعية والاقتصادية وتضييق على الحريات حتى أنها أكلت الكثير مما تحقق من إنجازات محدودة»، مشيرا إلى أنه «لا يمكن معالجة كل هذه الأخطاء إلا من خلال فكر جديد وعملية بناء جديدة للعملية السياسية». وردا على سؤال بشان إمكانية تحقيق ذلك قال موسى إن «الكلمة الآن للشعب العراقي في عملية التغيير حيث إنه يتوجب على الشعب أن يضغط ويجبر الطبقة السياسية الحاكمة في إعادة النظر في بناء علاقاتها مع الشركاء وإعادة النظر كذلك في عملية إدارة الدولة حيث لا توجد استراتيجية اقتصادية واضحة لمعالجة المشكلات والأزمات ونحن نرى أن الشعب قادر أن يعيد تنظيم نفسه وأن يخرج من بوتقة التعصب الطائفي وهو أمر تتحمله أيضا القوى الديمقراطية سواء من هو الآن خارج السلطة أو حتى بعض القوى المشاركة في السلطة ولكنها تبحث عن التغيير الحقيقي».