شهادة طيار سوري تكشف عن نقل أطنان من الأموال والأسلحة من موسكو وطهران للأسد

قال: كنا نمر فوق الأراضي العراقية

TT

كشفت شهادة طيار سابق في الجيش السوري عن رحلات جوية سرية منظمة من طهران وموسكو حاملة أسلحة ومعدات وأموال إلى دمشق لدعم نظام الرئيس السوري بشار الأسد.

وأوردت صحيفة «صنداي تلغراف» البريطانية في عددها الصادر أمس نقلا عن الطيار الذي طلب تعريفه باسم ناظم فقط بأنه نقل وزملاء طيارين آخرين أطنانا من الأموال والأسلحة من روسيا وإيران إلى النظام، رغم العقوبات الدولية المفروضة على سوريا على خلفية انطلاق الثورة الشعبية منذ مارس (آذار) 2011.

وتحدث الطيار نظام عن القيام بنحو 20 مهمة على الأقل إلى العاصمة الإيرانية طهران، قاد شخصيا اثنتين منها، لتحميل أسلحة ومتفجرات إلى نظام الأسد.

وتعتبر شهادة الطيار الأولى من نوعها لشخص تورط وشارك في تلك العمليات كما أنها تأتي لتأكيد قناعة الاستخبارات الغربية بأن حكومة الأسد تستند على روسيا وتحصل على السلاح من إيران.

وقال ناظم، 50 عاما، إنه فر مع عائلته في سبتمبر (أيلول) الماضي، وإنه قرر مغادرة سوريا بعد حبسه وزميل آخر له مدة 60 يوما بسبب حادث تحطم طائرة اعتبره النظام مثيرا للشكوك.

وفي أبريل (نيسان) الماضي قام ناظم رحلة إلى روسيا لنقل أموال إلى النظام حلق خلالها فوق الأراضي العراقية وإيران وأذربيجان إلى مطار فينوكوفا في موسكو، حيث ضمت الشحنة أوراقا مالية بزنة 30 طنا، وجرى إحضار بعض الأموال من مدينة بيرم الروسية التي تصك فيها العملة الروسية. وأضاف الطيار: «عندما هبطنا في دمشق، كان بانتظارنا عدد من السيارات المحصنة من البنك السوري لاستلام الأموال مباشرة وإيداعها في البنك».

وحسب تقرير الصحيفة فإن تلك الرحلات كانت تتم 3 مرات تقريبا في الشهر، وان الشحنات كانت دوما خليطا من الليرات السورية واليورو والدولار الأميركي، وإنه بحلول أغسطس (آب) العام الماضي وصل عدد هذه الرحلات 15 رحلة على الأقل.

وقام الطيار ناظم برحلات في يناير (كانون الثاني) وفبراير (شباط) من العام المنصرم إلى طهران، وكانت في كل مرة بصحبة السفير الإيراني في دمشق. وقال ناظم إنه لدى الوصول إلى مطار في طهران تم إبعاد طاقم الطائرة كي يتم تحميلها بسرية.

وأفاد ناظم أنه لم يعرف مضمون الشحنة إلا أنه يتذكر تحذيرا وجه إليه لتحاشي المناطق الساخنة أثناء العودة إلى العاصمة السورية لأن وزن الشحنة بلغ 40 طنا وقد لا تستطيع مواجهة المطبات الهوائية، مما اعتبره تحذيرا تضمينا بأن هناك متفجرات على متن الطائرة، وقال: «هناك مواد متفجرة. فنحن لسنا بحاجة إلى أي شيء آخر من إيران».

وبعد ساعات قلائل عاد ناظم وطاقمه إلى دمشق، وأوضح «كانت هناك نحو 20 رحلة جوية إلى طهران في الفترة ما بين أبريل (نيسان) 2011 إلى يوليو (تموز) 2012»، وكشف عن أنهم حصلوا على تصريح خاص من وزارة الخارجية العراقية للطيران فوق العراق ربما من دون علم الولايات المتحدة، حسب ناظم.

وتقول الصحيفة إنه ليس من الممكن التحقق من صحة أقوال الطيار السوري إلا أنها أكدت علمها باسمه الكامل كما أنها شاهدت هوية الطيران السورية التي بحوزته.

وبعد أن شرح كيف ألقي عليه القبض وسجن 60 يوما؟ قال إنه قرر مغادرة البلاد بعد أن خرج من السجن ووجد منزله وقد التهمته النيران. ويتمنى ناظم اليوم العودة إلى بيته وإلى مهنة الطيران التي يعشقها.