السعدي يتهم الحكومة العراقية بالتفجيرات الأخيرة.. وبطائفية «لم يشهد لها البلد مثيلا»

المرجع السني يدعو جميع العراقيين إلى الالتحاق بساحات التظاهر والاعتصام

الشيخ عبد الملك السعدي
TT

شن المرجع الديني السني البارز الشيخ عبد الملك السعدي هجوما عنيفا على الحكومة العراقية وذلك غداة إعلان متظاهري الأنبار تشكيل وفد من بينهم للتفاوض معها برئاسة نجله أحمد عبد الملك السعدي. وفي وقت أكد فيه المتحدث الرسمي باسم متظاهري الأنبار الشيخ سعيد اللافي في تصريح لـ«الشرق الأوسط» صحة المعلومة بوجود نجل السعدي في الوفد المفاوض، نفى أن «يكون الدكتور أحمد السعدي هو رئيس الوفد لأن الوفد تضامني ولا رئيس له»، رافضا الإفصاح عن بقية الأسماء التي جرت المصادقة عليها من قبل كل خيم الاعتصام.

واتهم الشيخ عبد الملك السعدي في بيان أمس الحكومة بأنها نفذت «تفجيرات إجرامية في بغداد وسائر مدن العراق الأخرى، بتخطيط من خارج العراق، مستهينة بالدم العراقي، ومتذرعة بأن ذلك من عمل (القاعدة) أو من جهات أخرى تكررت أسماؤها على مسامع العراقيين الذين أصبحوا يشمئزون من هذا الطرح الهزيل والادعاء الكاذب». وأضاف السعدي أن «حكومة بغداد اليوم تظلم العراقيين عامة، وتركز في ظلمها على شريحة معينة من الشعب العراقي بكل أنواع الظلم وتعد ذلك نوعا من أنواع العبادة والانتصار»، مشيرا إلى أن «الحكومة استحلت دماء العراقيين واستباحت أموالهم وأعراضهم بفكرها الطائفي الذي لم يشهد له تاريخ العراق مثيلا». كما أكد السعدي أن «الحكومة ضايقت المعتصمين الذين يريدون إعادة حقوقهم التي سلبتها منهم وهددت وتوعدت المتظاهرين وفتحت النار عليهم وهم عزل مسالمون في الفلوجة والموصل والأعظمية وغيرها من مناطق العراق»، مبينا أن «الجناة لا يزالون طليقين من دون حساب أو عقاب».

وبشأن تأجيل الانتخابات المحلية في محافظتي الأنبار ونينوى، أكد السعدي أن «الحكومة العراقية أجلت الانتخابات في بعض المناطق بدافع سياسي وليس بدافع أمني»، مشيرا إلى أن «الجانب الأمني لو كان سببا صادقا منها لكان تأخير الانتخابات في بغداد أولى لأنها من أشد المحافظات انتكاسا أمنيا». كما دعا السعدي «جميع السياسيين المشاركين في الحكومة للعودة إلى رشدهم من خلال تعديل سلوكهم السياسي بما يعيد للعراق عافيته وللعراقيين سعادتهم، والعمل على نزع ثوب الطائفية البغيضة»، مؤكدا أنه خلاف ذلك «فإن انصرافهم عن المشاركة السياسية أكرم لهم إن كانوا ينشدون الكرامة والاحترام».

ودعا السعدي العراقيين جميعا إلى «الالتحاق بساحات الاعتصام والمشاركة فيها، والثبات على الحقوق، وعدم التراجع عن الأهداف المشروعة، والصبر على قسوة الحياة كما صبر أولو العزم من الرسل والمجاهدون، حتى يتحقق النصر، ويتم إنجاز الحقوق بصبر المعتصمين». وخاطب السعدي المعتصمين بالقول «لا تلتفتوا إلى من أغواهم الشيطان وحب الدنيا حين التحقوا بركب الحكومة التي ظلمتكم وأصبحوا عونا للظالم عليكم فإن الحساب قادم عاجلا أم آجلا».

من جانبه، اعتبر المتحدث الرسمي باسم متظاهري الأنبار سعيد اللافي في تصريحه لـ«الشرق الأوسط» أن «بيان الشيخ عبد الملك السعدي جاء في وقته المناسب تماما لجهة تقديم دعم معنوي للمتظاهرين وهم يلجأون لأول مرة إلى خطوة جديدة وهي التفاوض مع الحكومة»، مؤكدا أن «النقطة التي نريد أن تفهمها الحكومة أن مفاوضاتنا معها لا تنطلق من موقف ضعف بل لكي نؤكد لها سلمية نياتنا بعد أن أكدنا سلمية مظاهراتنا». كما اعتبر أن «السبب الرئيس الذي جعلنا نتخذ هذا الموقف هو المواقف المشرفة لزعيم التيار الصدري السيد مقتدى الصدر ولأننا نريد أن نؤكد له أننا معه في كل خطوة يخطوها طالما أنه يعمل لصالح العراق»، معتبرا أن «ما صدر عن الصدر في الآونة الأخيرة وكذلك دعوة خطيب الجمعة في الكوفة الذي دعا المالكي للاستقالة منحنا أملا في أننا يمكن أن نعمل شيئا وهو ما يجعلنا نتوحد مع الصدريين حتى من دون أن نلتقي، وهو أمر مهم لتفويت الفرصة على كل من يحاول أن يتصيد في المياه العكرة».