طرابلس تلتقط أنفاسها بعد الاشتباكات

الجيش اللبناني يعيد انتشاره في المناطق الساخنة

TT

بعد ليلة عاشها الطرابلسيون مساء السبت الماضي، هي الأعنف منذ بدء المعارك في طرابلس التي اشتعلت بين منطقتي جبل محسن وباب التبانة، الخميس الماضي، استفاق الأهالي صباح أمس على هدوء حذر. وإذ شهد ليل السبت جولات قتال استخدمت فيها الأسلحة المتوسطة والقذائف الصاروخية والرشاشات، ووصفت بأنها الأشرس، كان الجيش اللبناني، في هذه الأثناء، ينفذ خطة جديدة للانتشار على مختلف المحاور الساخنة في الريفا والشعراني ومشروع الحريري والملولة والمنكوبين، لضبط الوضع وردع المسلحين الذين بقوا يحاولون الاستمرار في الاشتباك حتى الساعات الأولى من صباح أمس. ورد الجيش اللبناني بأسلحته المتوسطة على مصادر النيران في محاولات لإيقاف إطلاق النار، وواصل تقدمه حتى تمركز في النقاط الأكثر سخونة.

وعادت طرابلس لتلتقط بعضا من أنفاسها بعد شلل استمر منذ بعد ظهر الخميس الماضي. ويتمركز الجيش اللبناني بكثافة في مدينة طرابلس، بعد أن أسند بتعزيزات، خلال المعارك الأخيرة، كما بدا واضحا أن زيارة وزير الداخلية لطرابلس بعد ظهر السبت آتت أكلها. لكن رغم عودة الهدوء، استمرت عمليات قنص قليلة ومحدودة، أثارت هلعا لدى المواطنين، خاصة بعد الإعلان عن إصابة شخص. لكن الوكالة الوطنية للأنباء أوردت أن إصابة أحد المواطنين قنصا خبر عار عن الصحة. ودخلت أفواج الجيش كما المغاوير الذين أسندوا بتعزيزات إضافية إلى شارع سوريا وجبل محسن. واستفاق الأهالي صباح أمس لتفقد أملاكهم، ليتبين أن خرابا ودمارا كبيرين لحقا بمنطقة باب التبانة، كما أحرقت منازل في جبل محسن، علما بأن الأهالي من المنطقتين المقتتلين كانوا يقطعون الطرقات معا، قبل جولة المعارك الأخيرة لأنهم لم يتسلموا بعد تعويضات حكومية لإعادة إصلاح بيوتهم التي دمرت في جولات قتالية سابقة.

وإذ عمل جنود الجيش على إزالة بعض الدشم والمتاريس، وبدأت حركة محدودة للسكان في المنطقة، فإن الطريق الدولية إلى عكار وسوريا التي تمر بمحاذاة باب التبانة عادت وفتحت خلال نهار أمس. وعادت الاتصالات التليفونية لشبكة الجوال التي كانت قد قطعت لفترة من الزمن، كما توقف العمل بخدمة الجيل الثالث للإنترنت، بدءا من منطقة نهر الكلب وحتى طرابلس، بسبب تضرر المحطة الرئيسية في منطقة باب التبانة جراء الاشتباكات. وقالت شركة «توتش» للاتصالات الجوالة في بيان لها مساء السبت، إن الفرق الفنية العائدة لها ستباشر «بالعمل لإعادة الإرسال إلى طبيعته في المناطق المتضررة، فور تمكنها من الوصول إلى موقع المحطة، من أجل إجراء التصليحات الضرورية وإزالة الأضرار».