كرزاي يزور قطر لبحث السلام مع طالبان

واشنطن تسلم سجن باغرام بأفغانستان إلى حكومة كابل اليوم

TT

قالت وزارة الخارجية الأفغانية أمس إن الرئيس حميد كرزاي سيتوجه إلى قطر في وقت لاحق من الشهر الحالي لعقد اجتماعات بشأن إجراء محادثات سلام مع حركة طالبان، في الوقت الذي يجري فيه تكثيف مساعي التوصل إلى حل للحرب في أفغانستان عبر المفاوضات.

وقال جنان موسى زاي المتحدث باسم وزارة الخارجية الأفغانية في مؤتمر صحافي أمس: «زيارة الرئيس كرزاي هي نتيجة لدعوة من أمير قطر، وستتضمن مناقشات بشأن تبادل التعاون وعملية السلام مع طالبان». وصرح مسؤول أفغاني رفيع طلب عدم نشر اسمه بأن من المتوقع أن يتوجه كرزاي إلى قطر خلال أسبوع. وقالت مصادر مطلعة في العاصمة كابل لـ«الشرق الأوسط» إن زيارة الرئيس كرزاي ستضع اللمسات الأخيرة على افتتاح مكتب طالبان في العاصمة الدوحة بعد موافقة واشنطن على ذلك. وقالت إنها المرة الأولى التي سيجري فيها الرئيس كرزاي مباحثات مباشرة مع طالبان، وتوقعت أن تزود قطر الرئيس الأفغاني بأسماء قيادات طالبان الذين سيديرون مكتب الاتصال في العاصمة القطرية. وتوقعت المصادر الأفغانية العليمة أن من أبرز الأسماء المرشحة لإدارة مكتب الاتصال الجديد الملا محمد طيب آغا، ابن عم الملا محمد عمر زعيم الحركة الأصولية، الذي يتحدث العربية بطلاقة، والذي أدار مكتب الملا عمر لسنوات قبل سقوط طالبان نهاية عام 2001. وأضافت المصادر أن من الأسماء المرشحة أيضا الملا شهاب الدين بلاور حاكم ولاية ننجرهار السابق، ومولوي ترابي، وأسماء أخرى من قيادات طالبان أفرجت عنهم السلطات الباكستانية.

وستكون رحلة كرزاي إلى قطر المرة الأولى التي يبحث فيها رئيس أفغاني عملية السلام مع طالبان في قطر، وتأتي بعد سنوات من تعثر المباحثات مع الولايات المتحدة وباكستان وطالبان. وكان كرزاي قد اتهم الولايات المتحدة بإجراء محادثات مع طالبان دون إشراك الحكومة الأفغانية. وستتضمن الزيارة إجراء محادثات مع الجانب القطري بشأن إقامة مكتب سياسي لطالبان في العاصمة القطرية الدوحة.

إلى ذلك، من المنتظر أن تقوم القوات الأميركية اليوم الاثنين بتسليم سجن باغرام بالكامل إلى الحكومة الأفغانية، وذلك بعد خلاف استمر على مدار أشهر. وجاء ذلك وفقا لما أعلنته وزارة الدفاع الأفغانية أمس.

تجدر الإشارة إلى أن واشنطن كانت قد سلمت إدارة بعض الأقسام في السجن المقام بالقاعدة التابعة للقوات الجوية الأميركية إلى السلطات الأفغانية في سبتمبر (أيلول) الماضي بعد توقيع البلدين مذكرة بهذا الخصوص العام الماضي. غير أن الإدارة الأميركية ترفض تسليم 400 شخص ما زالوا معتقلين داخل السجن وفقا لبيانات الحكومة الأفغانية.

من جانبه كان الرئيس كرزاي أعلن عن اعتزامه «إطلاق سراح المعتقلين غير المذنبين» بعد تسلم السجن بالكامل. وفي المقابل تتخوف القوات الدولية العاملة في أفغانستان من احتمال أن يكون من بين الأشخاص الذين تعتزم كابل الإفراج عنهم مقاتلون تابعون لطالبان. وكانت مراسم التسليم المقررة أوائل الشهر الحالي بحضور وزير الدفاع الأميركي تشاك هيغل قد ألغيت لأسباب لم يعلن عنها، لكن يرجح أنها ترجع إلى عدم التوصل إلى تفاهم بين الجانبين حيال خلافات في عدد من المواضيع.

ورحب هيغل وزير الدفاع الأميركي بالتزام الرئيس الأفغاني بنقل المسؤولية عن مرفق الاحتجاز في باغرام من القيادة الأميركية إلى السيادة الأفغانية، «بطريقة تضمن سلامة الشعب الأفغاني وقوات التحالف عن طريق الإبقاء على احتجاز الأفراد الذين يشكلون خطورة بطريقة إنسانية وفقا للقانون الأفغاني».

وأكد جورج ليتل المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية في بيان أول من أمس أن هيغل بحث هاتفيا صباح أمس مع كرزاي الاتفاق الذي تم التوصل إليه، وذلك في أعقاب جولة من المباحثات المكثفة هذا الأسبوع بين المسؤولين الأميركيين والأفغان». وأشار البيان إلى أن هيغل أعرب عن تقديره «للعمل الشاق الذي قام به جميع من عملوا على وضع الصيغة النهائية لهذا الاتفاق الهام من كلا الجانبين».