جبهة الجولان تشتعل مجددا.. وإسرائيل تتوعد برد قاس وقواتها تتأهب

«الجيش الحر» يشكل لواء لحماية الحدود السورية ـ اللبنانية ومراقبة المتسللين

TT

حمّل وزير الدفاع الإسرائيلي الجديد، موشيه يعلون، نظام الرئيس السوري بشار الأسد، مسؤولية التدهور القائم على الحدود مع سوريا، بعد إطلاق قذائف باتجاه مواقع الجيش الإسرائيلي في الجولان المحتل، وردت إسرائيل بإطلاق صاروخ حربي من طراز «تموز». وهدد يعلون بالرد القاسي على كل إصابة تقع في صفوف قواته أو مواقعها العسكرية.

وعقد المجلس الوزاري الأمني المصغر في الحكومة الإسرائيلية جلسته الأولى، أمس، واضعا هذه التطورات، على رأس جدول الأعمال. وقدم قائد المخابرات العسكرية، أفيف كوخافي، تقريرا للوزراء قال فيه، إن نظام الأسد يتفكك ويفقد السيطرة على الأوضاع في سوريا، وهذا الوضع يهدد الاستقرار في المنطقة ويمس بمصالح إسرائيل.

وكانت أعيرة نارية أطلقت من سوريا، في الليلة قبل الماضية، فأصابت عربات عسكرية إسرائيلية في هضبة الجولان المحتلة، مما تسبب في أضرار طفيفة، بحسب ما أعلن الجيش الإسرائيلي، الذي رد على مصادر النيران التي أطلقت في منطقة تل فارس الواقعة في جنوب الجولان المحرر، بصاروخ من طراز «تموز»، وهو صاروخ حربي تستخدمه إسرائيل للمرة الثانية، منذ انتهاء حرب أكتوبر (تشرين الأول) 1973، وكانت المرة الأولى في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.

وقالت متحدثة باسم الجيش الإسرائيلي: «إن عربات للجيش كانت تجوب منطقة الحدود في الجولان، أصيبت بأضرار طفيفة، بعد إصابتها برصاصات أطلقت من سوريا، لكن لم يُصَب أحد بجروح»، دون أن تشير المتحدثة إلى ما إذا كانت الأعيرة استهدفت الجنود الإسرائيليين أم أنها مجرد رصاصات طائشة. وأشارت مصادر عسكرية إلى أنه، منذ بداية النزاع السوري الداخلي قبل عامين، توتر الوضع في الجولان المحتل الواقع في جنوب سوريا، غير أن الحوادث المسجلة (قذائف من سوريا وطلقات تحذيرية من الجانب الإسرائيلي)، ظلت حتى الآن محدودة. لكن الإطلاق الأخير رفع درجة التوتر. وقد فسر رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، بيني غانتس، ما سماه «قسوة الرد الإسرائيلي على القصف السوري»، بأنه «محاولة صارخة لإفهام جميع القوى في سوريا بأننا لن نسمح بالمساس بأمن إسرائيل، حتى لو كان ذلك بالخطأ».

وقال في جلسة الحكومة، أمس، إن «القذائف السورية هي تذكير لنا بأن الأوضاع في سوريا قابلة للانفجار في كل لحظة ضد إسرائيل، ولذلك علينا باليقظة من جهة والرد الحازم من جهة ثانية».

وأعلنت قوات الجيش الإسرائيلي عن حالة تأهب في الجولان لمواجهة مزيد من التدهور العسكري.

وفي غضون ذلك، حقق مقاتلو المعارضة السورية تقدما مهما في جنوب البلاد بسيطرتهم على شريط بطول 25 كيلومترا من الحدود الأردنية إلى الجولان.

وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن «مقاتلين من لواء شهداء اليرموك وجبهة النصرة ولواء المعتز بالله وكتائب أخرى، سيطروا على حاجز الري العسكري»، شرق بلدة سحم الجولان في الريف الغربي لمحافظة درعا (جنوب)، إثر انسحاب القوات النظامية.

وبذلك «تكون المنطقة الواقعة بين بلدتي المزيريب (قرب الحدود الأردنية) وعابدين (في الجولان السوري) والممتدة لمسافة 25 كلم خارج سيطرة النظام»، بحسب المرصد.

وكان مقاتلو المعارضة سيطروا في الأيام الماضية على عدد من الحواجز العسكرية في المنطقة، بينها العلان ومساكن جلين ونادي الضباط وسحم الجولان، إثر اشتباكات عنيفة وحصار لأيام، بحسب المرصد.

وفي سياق متصل، أعلن الجيش الحر عن تشكيل لواء «حماية الحدود وإدارة المعابر» على الحدود السورية - اللبنانية، وذلك بسبب الأوضاع الخطيرة التي تشهدها هذه المنطقة.

وقال النقيب غيث حمدان الناطق باسم «لواء حماية الحدود» لـ«الشرق الأوسط» حول دور اللواء على الأرض: «سنعمد إلى السيطرة على الحدود اللبنانية - السورية لمنع تسلل مقاتلين من حزب الله، ودورنا لن يكون فقط في موقع الدفاع، بل سنقوم بعمليات هجومية»، مشيرا إلى أن انتشار كتائب هذا اللواء ستكون في مرحلة لاحقة، ستشمل كل المناطق الحدودية.

وأعلن الجيش الحر أنّ تشكيل اللواء كان بسبب الفراغ الأمني، وتسلل عناصر من حزب الله بكامل عتادهم وسلاحهم إلى الأراضي السورية بغرض دعم عمليات النظام العسكرية، إضافة إلى عدم التزام الحكومة اللبنانية بسياسة النأي بالنفس، وعجزها عن ضبط حدودها. كذلك، عجز المجتمع الدولي والجامعة العربية عن تحمل المسؤولية عن الخروق الخطيرة التي يقوم بها حزب الله وتنظيمات أخرى.