الخطيب يجلس على مقعد سوريا في القمة العربية.. ويناقش استقالته لاحقا

غادر القاهرة للدوحة على متن طائرة قطرية.. وتسليح «الحر» أهم ملفات المعارضة أمام القمة

مقاتل سوري يفتح النار من خلال نافذة خلال اشتباكات مع القوات الحكومية في حي سيف الدولة بمدينة حلب أمس (أ.ف.ب)
TT

يلقي أحمد معاذ الخطيب، رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، كلمة باسم الشعب السوري اليوم (الثلاثاء) في مؤتمر جامعة الدول العربية الذي تستضيفه العاصمة القطرية الدوحة اليوم وغدا. وقال الخطيب على صفحته الشخصية بموقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك» أمس، «بعد استشارة أصدقائي أصحاب الثقة قررت إلقاء كلمة باسم الشعب السوري في مؤتمر الدوحة».

واستبعد الخطيب أن يكون لكلمته في الدوحة صلة بقرار استقالته الذي أعلنه أول من أمس، قائلا: «هذا أمر لا علاقة له بالاستقالة والتي ستناقش لاحقا». وهو ما اعتبره مراقبون إشارة إلى أن باب التراجع عن استقالته ما زال مفتوحا وقابلا للنقاش من قبل أعضاء الائتلاف.

وكان الخطيب قد قدم استقالته من الائتلاف أول من أمس، لكن الائتلاف السوري رفضها. ويرى أعضاء الائتلاف، أن «استقالة الخطيب ليست رسمية ولم تقدم بشكل مؤسسي للهيئة العامة للائتلاف، والتي تعتبر هي المرجعية العليا لأي قرار»، مؤكدين أن الخطيب لا يزال رئيسا للائتلاف وممثلا في جامعة الدول العربية.

وقال ممثل المعارضة السورية لدى قطر نزار الحراكي إن الخطيب «سيمثل سوريا» في القمة العربية على رأس وفد من ثمانية أشخاص، وذلك في سابقة منذ تعليق عضوية دمشق في نوفمبر (تشرين الثاني) 2011. وأضاف الحراكي أن «الشيخ معاذ سيجلس على المقعد المخصص لسوريا في قمة الدوحة حيث سيرأس الوفد الذي يضم ثمانية أشخاص بينهم السيد هيتو» في إشارة إلى «رئيس الحكومة» المؤقتة للائتلاف غسان هيتو.

وغادر القاهرة أمس وفد المعارضة السورية برئاسة الخطيب على طائرة قطرية خاصة إلى الدوحة حيث سيلقي كلمة أمام القمة العربية.

ونقلت وكالة الأنباء الألمانية عن مصادر مطلعة كانت في وداع الوفد السوري بأن أعضاء السفارة القطرية في مصر حرصوا على توديع الوفد السوري وتيسير إجراءات سفرهم.

وضم الوفد إلى جانب الخطيب ثلاثة من ممثلي المعارضة السورية وهم عادل محمد الحلواني ونزار حمد حراكي وموفق الغوراني. ومن المقرر أن ينضم للوفد عدد من رموز المعارضة السورية الذين سيصلون إلى قطر من تركيا.

وقال هيثم المالح، رئيس اللجنة القانونية بائتلاف المعارضة، لـ«الشرق الأوسط»، إن «الخطيب ما زال رئيس الائتلاف رسميا، وسيمثل الائتلاف (اليوم) في مؤتمر جامعة الدول بدعوى منها، وعلى رأس وفد يضم أعضاء من الائتلاف»، مضيفا: «كما تمت دعوة رئيس الحكومة المؤقتة غسان هيتو الذي انتخب الأسبوع الماضي ليقدم برنامج وآلية عمل لحكومة كلف بتشكيلها من قبل الائتلاف»، فيما قال يحيي عقاب عضو المكتب السياسي بالائتلاف، لـ«الشرق الأوسط»، إن «قرار استقالة الخطيب تم إرجاؤه لحين عقد اجتماع الهيئة العامة».

وفي غضون ذلك، قال مصدر دبلوماسي عربي رفيع المستوى لـ«الشرق الأوسط» إن «الجديد المهم في قمة الدوحة هو إعطاء مقعد سوريا للائتلاف المعارض ومعالجة الحرج الذي وقعت فيه الجامعة العربية، وما صدر عن الاجتماع الوزاري بالموافقة على إعطاء الائتلاف الوطني السوري مقعد سوريا وما تبع ذلك من معارضة الجيش السوري الحر لرئيس الحكومة المؤقتة غسان هيتو واستقالة معاذ الخطيب والتي تم معالجتها بإقناعه بتوجيه كلمة للشعب السوري مع حضور هيتو ودعوة المعارضة لاستكمال ما اتفق عليه وهو تشكيل هيئة تنفيذية للمعارضة والممثلة في حكومة مؤقتة تدير الأوضاع في المناطق المحررة».

وقال المصدر إن «المعارضة ترى أن تشكيل الحكومة يستغرق نحو ثلاثة أسابيع حيث يجري هيتو مشاورات في الداخل والخارج وصولا إلى حكومة توافقية تحظى بقبول الجميع».

وتأمل المعارضة السورية من جامعة الدول العربية اليوم في الدوحة، تقوية الثورة والمعارضة المسلحة، لوقف نزيف الدم السوري الذي يراق منذ نحو عامين.

وقال وليد البني الناطق الرسمي باسم الائتلاف والمجمدة عضويته، لـ«الشرق الأوسط»، إن «المطالب الرئيسية التي سيقدمها الخطيب وغسان هيتو (رئيس الحكومة المؤقتة) في مؤتمر الدوحة، يتلخص في تسليح الجيش الحر، سواء كان ذلك برغبة الأوروبيين أم دون رضاهم، وأن تصبح قضية التسليح قضية عربية، لأنه الوسيلة الأفضل لتقصير عمر النظام».

ويرى البني أنه كلما أسرعت جامعة الدول العربية في تعضيد مقاتلي المعارضة المسلحة، كلما أنقذت آلاف المواطنين السوريين وجنبت الدمار المادي للبنية التحتية لمواقف سوريا.

وعما إذا تلقت المعارضة السورية وعودا بالدعم الفعلي، قال البني: «لم نتلق وعودا جدية من الجامعة العربية، ولكن عليهم القيام بواجبهم تجاه الثورة، بدعم إنهاء المأزق عسكريا، لتظهر لبشار الأسد أن هزيمته قائمة، وبالتالي يخضع لحل سياسي يحقق طموحات السوريين». ورحب الائتلاف السوري بقرار مجلس وزراء الخارجية العرب في اجتماعه في الدوحة والقاضي بمنح الائتلاف مقعد سوريا في الجامعة العربية، ودعوة قيادة الائتلاف لشغل هذا المقعد في القمة العربية التي ستعقد في الدوحة على يومين. وقال الائتلاف في بيان له أمس، إن «هذا القرار يمثل مكسبا مهما للثورة السورية، وخطوة رئيسية على طريق تحقيق أهدافها بالتحرر من نظام القهر والاستبداد وبناء سوريا الجديدة».

ودعا الائتلاف الجامعة العربية والأمم المتحدة وجميع الدول أصدقاء الشعب السوري إلى وقف التعامل السياسي والدبلوماسي مع نظام الأسد بشكل كامل، والاعتراف بالائتلاف الوطني ممثلا شرعيا وحيدا للشعب السوري، والقيام بواجبها في إنقاذ الشعب السوري الذي يتعرض لجرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية بصورة يومية.