حركات اجتماعية مصرية تؤجج مشاعر الغضب ضد النظام

تبحث عن حلول لمشاكل البطالة والغلاء والتحرش الجنسي

TT

قبل 8 سنوات انضم الشاب المصري «خالد» لطابور العاطلين في بلاده بعد تخرجه في الجامعة، و«داخ السبع دوخات» للعثور على وظيفة مناسبة، لكنه فشل.

البطالة ومرارة الوقوف على رصيف الانتظار جعلت خالد لا يخفي شعورا مرعبا أصبح يطارده حتى في منامه، وهو أن يموت حرقا على غرار ما فعله الشاب التونسي «محمد بوعزيزي» مفجر «الربيع العربي»، بدلا من الموت جوعا، على حد قوله.

المفارقة أن خالد يعمل منسقا لـ«حركة لكل العاطلين»، التي ترفع شعارا تخاطب به رئيس البلاد، يقول: «طول ما أنا عاطل أنت باطل»، وترى الحركة أن البطالة تعد أهم قضية في العدالة الاجتماعية التي نادت بها ثورة 25 يناير، وأنه دون حل جاد للبطالة لن تنجح الثورة في تحقيق أي شيء.

وقبل أسابيع قليلة كشف الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء في مصر عن ارتفاع معدل البطالة خلال الربع الأخير من عام 2012 ليسجل 3.5 مليون عاطل.

وتعد حركة خالد وزملائه، من الحركات الاجتماعية في مصر التي تحمل روحا ثورية وتنادي بالإصلاح والتغيير، وتسير جنبا إلى جنب مع نشاط لأحزاب سياسية وائتلافات ثورية تبرز في المشهد السياسي، مما يزيد من مهمة الحكام الجدد القادمين عبر صناديق الاقتراع.

وظهرت «الحركات» الاحتجاجية قبل سنوات قليلة من ثورة 25 يناير، والتي يصفها مراقبون بأنها مثلت ظاهرة جديدة لم تعرفها مصر من زمن، استطاعت رفع سقف الاحتجاج بنقد نظام الرئيس السابق حسني مبارك، وصعدت آمال المصريين في إمكانية التغيير والمطالبة بحقوقهم، وكان على رأس تلك الحركات منذ مطلع الألفية حركات «كفاية»، و«شايفينكم»، و«6 أبريل» وغيرها.

ومع إخفاقات النظام السياسي في مواجهة مشكلات البلاد الراهنة، وجدت الحركات ذات الطابع الاجتماعي في فضاء الإنترنت مسرحا حيويا لتحركاتها الاحتجاجية التي تتم على أرض الواقع، والتي تتمثل في المسيرات والمظاهرات والحملات والدعاوى القضائية.

وفي شوارع القاهرة، تصطدم مخاوف الفتيات بحائط التحرش الجنسي، وهو ما تعكسه لافتة رفعتها الفتاة العشرينية «رانيا» تقول: «المتحرش مذنب ومرتكب لجريمة يتحمل جميع أبعادها». وتنتمي صاحبة اللافتة إلى «الحركة المصرية لمكافحة التحرش الجنسي»، وترى أن التحرش بالمرأة أصبح مشكلة كبيرة ينبغي مواجهتها، وأن «من يستبيح الأعراض لا بد وأن يستبيح الممتلكات». وتهدف الحركة لمواجهة الظاهرة على أرض الواقع، خاصة أنها تتنامى في ظل غياب الأمن.

وخلال إحدى مسيرات الحركة التي شهدتها العاصمة المصرية على مدار الأسابيع الماضية، عبرت «رانيا» عن مطالبات متصاعدة لدى المصريات بقولها: «نريد حلا». موضحة أنها تسعى مع زميلاتها في الحركة لإيجاد حلول لدرء المشكلة «كلنا لازم نبحث سويا عن الحلول، لا أحد سيبحث عن حل لنا».

وقبل سنوات وبينما دأبت الحكومات المصرية المتعاقبة على التصريح بأنها تعمل على مواجهة ارتفاع الأسعار، بدأت حركة «مواطنون ضد الغلاء» نضالها الاجتماعي بالعمل على حماية المستهلك من الجشع والسلع المغشوشة، ولا تزال تمارس دورها حتى اليوم، حيث يقول منسقها، محمود عسقلاني، إن الغلاء في العهد الجديد فاق كل المتوقع.

ولا يمر يوم دون أن ترى أو تقرأ عن مجموعة من أصحاب المطالب يشكلون «حركة» ويرفعون اللافتات في الشارع أملا في تغيير الأوضاع إلى الأفضل، رغم مرور نحو عامين على موجة «الربيع العربي».