المالكي يرحب بتشكيل لجنة من ممثلي المظاهرات للتفاوض مع الحكومة

جلسة مجلس الوزراء اليوم مخصصة لبحث مطالب المتظاهرين

صورة من موقع رئاسة الوزراء العراقية لرئيس الوزراء نوري المالكي لدى استقباله وفدا من شيوخ عشائر نينوى ووجهائها أمس
TT

أعلنت اللجان التنسيقية في محافظة الأنبار عن استكمال تشكيل اللجنة الخاصة بالتفاوض مع الحكومة وبالتنسيق مع باقي المحافظات التي تشهد مظاهرات لأجل توحيد المواقف في إطار لجنة واحدة تضم الجميع. بدوره، رحب رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي بهذا التطور.

وقال الشيخ غسان العيثاوي عضو اللجان التنسيقية للمظاهرات في الأنبار في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إن «الاتفاق قد حصل بشأن من يمثل اللجنة العليا من رجال الدين والقانونيين والمثقفين وشباب التظاهرات وبالنسبة لبعض شيوخ العشائر ممن سيتم تمثيلهم في اللجنة فإن من المتوقع حسم الأمر اليوم (أمس) أو غدا (اليوم)». وأضاف: أن «من بين الأسماء التي تم الاتفاق عليها هي الدكتور أحمد عبد الملك السعدي والشيخ عدنان مشعل والشيخ سعيد اللافي (الناطق الرسمي باسم المتظاهرين) كما تم الاتفاق على أسماء عدد من رجال القانون والمثقفين من المحافظة فضلا عن كل من الشيخ أحمد أبو ريشة وعلي حاتم السليمان بوصفهما من قادة التظاهرات من اليوم الأول». وأكد العيثاوي أن «مهمة هذه اللجنة هي التفاوض مع الحكومة والانفتاح على اللجان التنسيقية في المحافظات الأخرى لغرض اختيار من يمثلهم في اللجنة العليا على أن يتم خلال الأيام القريبة القادمة اجتماع في محافظة الأنبار لممثلي المحافظات الأخرى مع لجنة الأنبار ومن ثم يصار إلى توحيد العمل والمواقف لبدء مفاوضات جادة مع الحكومة بشأن مطالب المتظاهرين».

وكان المالكي قد أعلن ترحيبه بتشكيل وفد يمثل المتظاهرين لبدء مفاوضات مع الحكومة. وقال المالكي في بيان أمس «أنا مسرور بانتخاب المتظاهرين لأشخاص يمثلون أهلهم وينقلون مطالبهم». وأضاف: «أشد على أيديهم وأقول لهم لقد استطعتم بمبادرتكم وحرصكم قبر الفتنة التي كاد البعض يشعلها لتحقيق مكاسب شخصية أو سياسية لا صلة لها بأهل المطالب الحقيقيين».

وبحث المالكي أمس مع وفد من شيوخ محافظة نينوى الأوضاع الراهنة في البلاد وأزمة المظاهرات. وقال بيان لمكتب المالكي إنه وخلال استقباله بمكتبه جمعا من وجهاء وشيوخ عشائر محافظة نينوى أكد أن الأحداث الأخيرة أثبتت تمسك العراقيين، لا سيما أهلنا في المحافظات التي شهدت المظاهرات، بوحدة بلدهم ورفض أغلبيتهم الساحقة لأي مشروع يمكن أن يمزق الشعب العراقي أو يجعله منقسما. وأضاف: أن «علينا أن نحصن العراق في ظل ما تتعرض له المنطقة من أعاصير وتهديد»، مؤكدا أن «العراق هو الأهم وليس الأشخاص لأنهم يأتون ويذهبون والعراق باق، داعيا الجميع إلى التحرك للجم أي صوت يثير النعرات الطائفية أو العنصرية». وأشار المالكي إلى أن «نينوى عزيزة علينا وهي تضم كفاءات ورجالات من خيرة ما لدينا في العراق ويجب أن تعطى اهتمام بقدر ما تتمتع به من أهمية وموقع حساس وما لديها من ثقل سكاني واجتماعي».

وفي سياق متصل أكدت الحكومة العراقية أن جلسة مجلس الوزراء اليوم ستخصص لمناقشة مطالب المتظاهرين وما وصلت إليه نتائج أعمال اللجنة الوزارية المكلفة بذلك. وقال الأمين العام لمجلس الوزراء علي العلاق في بيان أن «المجلس سيستمع إلى تقرير اللجنة الشامل عما تحقق خلال الفترة الماضية، وكذلك يناقش المجلس بعض مشاريع القوانين التي أنجزتها اللجنة السياسية الخماسية والمتعلقة ببعض طلبات المتظاهرين».

وبشأن موقف القائمة العراقية التي لا تزال الآراء تتضارب بشأن إمكانية حضور بعض وزرائها مع نائب رئيس الوزراء صالح المطلك اجتماع اليوم قال عضو البرلمان العراقي عن القائمة العراقية فارس السنجري في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إن «الأمر المهم بالنسبة لنا هو أن يتوصل المتظاهرون والحكومة إلى قواسم مشتركة من أجل التوصل إلى حلول للمطالب التي تم الاعتراف بشرعيتها». وأضاف السنجري: أن «على الحكومة أن تنظر بميزان العدالة لكل العراقيين وأنه لا يجوز التمييز بين عراقي وآخر وبالتالي فإن الكرة الآن في ملعبها بعد أن شكل المتظاهرون لجنة للتفاوض وهو كان المطلب الرئيس للحكومة». وأكد أن «العراقية مع تحقيق العدالة وبالتالي فإننا مثلا نرى أنه ليس من العدالة اللجوء إلى قرار غير قانوني بشأن تأجيل الانتخابات في نينوى والأنبار ذلك القرار الذي صدر في يوم أسود في بغداد وهو يوم التفجيرات الدامية وبالتالي كان الأوفق إن تؤجل في بغداد لا في الرمادي أو الموصل».