أوغلي: حكومة ميانمار لم تؤد دورها لمعالجة الكراهية ضد المسلمين

أمين «التعاون الإسلامي» قال لـ «الشرق الأوسط» إنه يطالب دولا أعضاء بإعادة النظر في العلاقات مع نايبيداو

مسلمون من الروهانغ يتظاهرون في كوالالمبور بماليزيا أمس، منددين بأعمال القتل بحق ذويهم في ولاية كاشين بميانمار (أ. ف. ب)
TT

وصف البروفسور أكمل الدين إحسان أوغلي، الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي، ردود فعل حكومة ميانمار في سكونها حيال ما يتعرض له المسلمون في البلاد بأنها تفاجئ العالم «بظهور موجة جديدة من التعصب والكراهية للإسلام على أيدي بعض العناصر من الرهبان البوذيين»، معتبرا ذلك حملة عنصرية غير مسبوقة على المسلمين في البلاد.

وتعقب تصريحات الأمين العام تسجيل هجوم على مسلمين خارج إقليم آراكان الذي تقطنه الغالبية المسلمة من الروهانغ؛ إذ امتدت لتطول مدينة «ميختيلا» التابعة لمنطقة مندالاي وسط ميانمار (بورما سابقا).

وقبل إقلاع طائرة الأمين العام المتجهة إلى الدوحة للمشاركة في القمة العربية، قال أوغلي في حديث هاتفي مع «الشرق الأوسط» أمس: «إن الحكومة لم تقم بواجبها حيال حماية أرواح وممتلكات هؤلاء المستضعفين.. البوذية تشتهر دوما بتسامحها وسلميتها، وأصحابها يلتزمون المحبة والإنسانية، ويعدون ديانتهم ملاذا للراغبين في الأمن والسكينة، فإذا بها الآن تتحول إلى آيديولوجية للكراهية ضد المسلمين، وتأتي طائفة منهم تحرق بيوت المسلمين وتهدم مساجدهم وتطردهم من بلادهم وموطنهم، وتقذف بهم في البحر، والآن امتد العداء إلى مناطق أخرى في بورما».

ولوح الأمين إلى ضرورة إعادة نظر دول بالمنظمة في علاقتها مع حكومة ميانمار، وأضاف: «لا بد للمجتمع الدولي أن ينتبه إلى مسؤوليته تجاه خروقات حقوق الإنسان والوضع المأساوي في بورما، ويكفي أن حقوق بعض الناس تؤمن وغيرهم لا تؤمن، لكي يرفع المجتمع الدولي العقوبات التي كانت ضد حكومة بورما».

وحول الزيارة المرتقبة لأمين منظمة التعاون الإسلامي لميانمار، قال أوغلي: «ما زلنا ننتظر الرد من حكومة ميانمار لتنفيذ زيارة ميدانية، وفي السابق، الحكومة هي من أجلت الزيارة».

ونقلت وكالات أنباء عن التلفزيون الحكومي السبت الماضي بلوغ العدد الرسمي للقتلى في «ميخيتلا» 31 شخصا، رغم أن تقديرات محلية تشير إلى ارتفاع عدد القتلى عن المعلن في المدينة الأكثر تأثرا بالاشتباكات التي تشهدها أواسط ميانمار منذ الجمعة الماضي.

وأعلن رئيس ميانمار ثين سين حالة الطوارئ في 4 بلدات هي «ميختيلا» و«واندوين» و«مالانج» و«ذارثي» في منطقة ماندالاي وسط البلاد، حسب ما أذاعه راديو وتلفزيون ميانمار الرسمي «إم آر تي في».

أمام ذلك، صدر بيان عن منظمة التعاون الإسلامي أمس، يؤكد مواصلة البروفسور أوغلي جهوده إزاء حشد موقف دولي حول الوضع في ميانمار، معربا عن تنديده الشديد بتوسع أعمال العنف التي تطال المسلمين على أيدي متطرفين بوذيين، وعلقت المنظمة في البيان بأن ذلك «يعد تطورا خطيرا يطال المسلمين خارج إقليم آراكان».

وأضافت المنظمة: «إن أعمال العنف التي اندلعت شرارتها في إقليم آراكان، غرب ميانمار، ما زالت مستمرة دون انقطاع منذ يونيو (حزيران) الماضي، في حين ما زال العنف يستهدف المسلمين، وبدأ ينتشر في مدن ومناطق أخرى، خاصة مدينة ميختيلا، كما أن أعمال العنف التي كانت تطال أبناء أقلية الروهينغيا المسلمين في السابق باتت تطال اليوم مسلمين من خارج هذه الأقلية؛ الأمر الذي يعكس تطورا يستدعي تحركا دوليا عاجلا لاحتواء تداعياته».