«الحر» يتهم النظام بمحاولة اغتيال الأسعد

بتر ساقه بعد انفجار عبوة ناسفة في سيارته

رياض الاسعد (أ.ب)
TT

تعرض قائد الجيش السوري الحر العقيد رياض الأسعد لمحاولة اغتيال في منطقة الميادين بمحافظة دير الزور خلال جولة ميدانية له في الأراضي السورية المحررة من قبضة نظام الرئيس بشار الأسد، ما أدى إلى بتر ساقه اليمنى وإصابة مرافقه بجروح في الرأس. واتهم الجيش الحر على لسان نائب الأسعد، العقيد مالك الكردي شبكات تابعة لنظام الأسد بمحاولة الاغتيال، مضيفا لـ«الشرق الأوسط» مما لا شك فيه نوجه أصابع الاتهام بالدرجة الأولى إلى النظام وشبكاته المنتشرة في كل المناطق. ويتلقى الأسعد العلاج في مشفى في إسطنبول بعد تنقله في 4 مستشفيات بين سوريا وتركيا، وذلك بعدما عمد الجيش الحر إلى نشر شائعة مقتله، خوفا من استهدافه مجددا، وذلك حسبما أفاد العقيد الكردي.

والأسعد من مواليد إدلب 1961 وانشق عن الجيش السوري بتاريخ 4 يونيو (تموز) 2011، وأسس الجيش السوري الحر الذي أصبح مظلة حاولت تجميع المقاتلين السوريين المعارضين له.

من جانبه، اتهم هيثم المالح عضو الائتلاف السوري المعارض المخابرات السورية والأميركية بالوقف وراء محاولة الاغتيال، ومعللا ذلك بسببين؛ «الأول، أن الأسعد بدأ بمباحثات حول فتح جبهة طرطوس (على الساحل السوري)، في خطوة من شأنها إفشال مشروع التقسيم الذي تتمنى أميركا نجاحه. والثاني هو أنه أثنى على عمل جبهة النصرة ورفض أي محاولة لتهميشها هو نكران جميلها».

وفي تفاصيل الحادث، قال العقيد الكردي إنه وبعد خروج الأسعد من اجتماع له في أحد مدارس المنطقة، تم تفجير العبوة التي كانت موضوعة في أسفل السيارة، وعندها نقل الأسعد إلى مستشفى المدينة، مضيفا: «وقمنا بنشر أخبار متناقضة بين إصابته ومقتله بغية التمويه إلى أن نجحنا في نقله إلى مستشفى آخر في منطقة تل أبيض في محافظة الرقة (شمال البلاد)، وبعدها إلى مستشفى أشكلا داخل تركيا ومن ثم إلى أورفا، حيث أدخل إلى العناية المركزة».

يشار إلى أن العقيد الأسعد تحول إلى شخصية رمزية مع تحول الثورة السورية إلى العسكرة، وتمت محاولات لاستبعاده عن القيادة مرتين؛ في المرة الأولى عند تأسيس ما سمي بـ«الجيش الوطني السوري» بقيادة اللواء الركن محمد حسين الحاج علي في سبتمبر (أيلول) 2012، والمرة الثانية عند انتخاب العميد سليم إدريس رئيسا لهيئة الأركان في الجيش السوري الحر في ديسمبر (كانون الأول) 2012. وعما إذا كان هناك شكوك حول ضلوع أطراف معينة في المعارضة بهذه العملية، لا سيما أنها وقعت في منطقة يسيطر عليها الجيش الحر، نفى الكردي الأمر، مضيفا: «المسؤول الأول عنها هو النظام وشبكاته الإرهابية المنتشرة في كل المناطق، بما فيها تلك التي نسيطر عليها». وفي الأسبوع الماضي، أطلق الأسعد صرخة في وجه المعارضة السورية عقب انتخاب غسان هيتو رئيسا للحكومة المؤقتة، واصفا الائتلاف بـ«المدعوم من قبل جامعة الحكومات العربية والولايات المتحدة وبريطانيا وعدد من دول حلف شمال الأطلسي الأخرى». وقال في شريط فيديو بث على «يوتيوب»: ارتكبنا خطأ كبيرا بتركنا الساحة للسياسيين ليلعبوا فيها ويفرقوا صفوفنا, مضيفا «نتمنى على الائتلاف أن يستيقظ لأنه إذا استمر في سياسته المتبعة، فإنه لن يرى سوريا أبدا».