المعارك بين الجيشين «النظامي» و«الحر» في الجولان على مرأى من السياح الإسرائيليين

وسط تأكيد من تل أبيب أن لا خطر من تدهور عسكري مع دمشق

TT

يمضي آلاف الإسرائيليين عطلة عيد الفصح اليهودي في المناطق الشمالية الجبلية ويستجم كثير منهم في هضبة الجولان السورية المحتلة. ونسبة كبيرة منهم تصل إلى حدود خط وقف إطلاق النار كي يتفرجوا من هناك على المعارك الدائرة في الطرف الشرقي من الحدود، ما بين قوات النظام السوري والمعارضة ممثلة في الجيش الحر.

ففي عدة مواقع من الحدود، يمكن مشاهدة إطلاق النار بين الطرفين بالعين المجردة، علما بأن المعارضة تسيطر على عدد من القرى الحدودية. وتهاجم مواقع جيش النظام القريبة، أو ترد على هجمات قوات النظام.

وكانت بعض القذائف من الطرفين قد أطلقت باتجاه القوات الإسرائيلية في نهاية الأسبوع، وردت عليها بتدمير موقع عسكري للجيش. ثم أعلن الجيش حالة تأهب، وزاد من دورياته ومن طلعات طائرات الهليكوبتر المقاتلة. وبدا أن التوتر يتصاعد. لكن رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، بيني غانتس، طمأن الإسرائيليين المحتفلين بعيد الفصح ودعاهم إلى الصعود إلى الجولان للاستجمام. وقال في تصريحات لإذاعة الجيش إنه لا يتوقع تصعيدا مع السوريين. وقال: «مع أن الوضع يتسم ببعض الحساسية الزائدة، إلا أنني أتوجه إلى الجمهور بأن يذهب إلى هضبة الجولان للاستجمام، فلا يوجد خطر عليهم».

وتابع غانتس: أن «جيشه يتابع ببالغ الاهتمام واليقظة ما يدور وراء الحدود، ويرى جنوده بالعين المجردة المعارك الطاحنة. ولكن إسرائيل أوصلت رسالة إلى الطرفين أن يحذروا من المساس بأي موقع إسرائيلي، لأن إسرائيل سترد فورا وبكل قسوة. وتدفق الإسرائيليون فعلا إلى الجولان، أمس وأول من أمس».

وتمتد الحدود بين إسرائيل وسوريا في هذه المنطقة المحتلة على طول 62 كيلومترا. ويقيم الجيش الإسرائيلي فيها سياجا أمنيا جديدا محصنا ومزودا بالأجهزة الإلكترونية وعدسات التصوير، فضلا عن حقول الألغام الجديدة التي تم زرعها. وتتجول الدوريات العسكرية الإسرائيلية بكثافة زائدة تحسبا لاختراق الحدود من أطراف معادية.

وأعلن سامي مالكا، رئيس مجلس المستوطنات في هضبة الجولان السورية المحتلة، أن الفنادق والفيلات الفندقية ملئت بالمستجمين الإسرائيليين والسياح. والمستجمون يقفون في طوابير أمام المطاعم والمتاحف في المستوطنات وكذلك في القرى الدرزية في الجولان. ويقيمون الخيام أمام نهر البانياس وشلالاته الجميلة. وقال إن الحوادث الأخيرة كانت فردية ولم تكن إسرائيل والإسرائيليون مقصودين فيها. فالسوريون مشغولون بأنفسهم. وأضاف: «نحن طلاب حياة، وعلينا أن نتمسك بوجودنا في الجولان بقوة، من خلال القناعة بأننا سنعيش هنا سنين طويلة جدا».