اليمن: عودة الاغتيالات وانسحاب أحد وزراء حكومة الوفاق الوطني

إصابة موظفة دولية برصاص.. ونقل مسؤول إلى الأردن للعلاج بعد محاولة اغتيال

TT

عادت إلى اليمن أعمال العنف وعمليات الاغتيالات ومحاولات الاغتيال بعد فترة هدوء نسبي، في الوقت الذي انسحب فيه أحد وزراء حكومة الوفاق الوطني من الحكومة، وهدد باستقالته في حال لم تتبنّ قضايا إقليم تهامة.

وقالت مصادر أمنية يمنية لـ«الشرق الأوسط» إن مدير مديرية الشحر بمحافظة حضرموت حسين محمد باداهية العمودي أصيب في محاولة اغتيال استهدفته، أمس، بواسطة زرع عبوة ناسفة في سيارته التي انفجرت بها العبوة أثناء مغادرة المسؤول المحلي لمقر عمله، وتشير المعلومات إلى إصابته في اليدين والرجلين، وإلى أنه يخضع للعلاج حاليا في أحد مشافي مدينة المكلا، عاصمة المحافظة.

وحسب المصادر، فإن أصابع الاتهام تشير إلى تورط تنظيم القاعدة في الحادث الذي يأتي في سياق سلسلة الاغتيالات التي تشهدها عدد من المحافظات اليمنية، وبالأخص حضرموت. وجاءت هذه المحاولة بعد أقل من 24 ساعة على محاولة اغتيال تعرض لها رئيس مصلحة أراضي وعقارات الدولة في العاصمة صنعاء عبد الله الفضلي، ونجا منها بعد مقتل أحد حراسه في «جولة عصر» بغرب العاصمة صنعاء، وفي سياق الوضع الأمني بصنعاء، نجت مواطنة روسية تعمل في الصليب الأحمر من محاولة اغتيال في شارع بغداد.

وأصيب المسؤول اليمني في محاولة الاغتيال، ونقل إلى الأردن لتلقي العلاج، وقبيل مغادرته وجه رسالة لأعضاء مؤتمر الحوار الوطني الشامل أكد فيها على أن «الأمن والاستقرار مهم جدا للمجتمع، واستخدام السلاح وسيلة خائبة وجبانة ولا تأتي بنتيجة، وندعو الجميع إلى الالتزام بالنظام والقانون واحترام أحكام القضاء»، وأضاف في رسالته التي بثتها وسائل الإعلام الحكومية: «نتوجه برسالة إلى المتحاورين في المؤتمر بأن على الجميع اللجوء إلى الحوار للخروج بالبلد إلى بر الأمان ووضع المعالجات الأساسية لإيجاد دولة يمنية حديثة».

في سياق متصل، أصيبت موظفة تعمل مع الصليب الأحمر الدولي بجراح متفاوتة في عملية إطلاق نار استهدفتها في شارع بغداد بالعاصمة صنعاء، وتضاربت الأنباء بشأن حالتها الصحية وعما إذا كانت أصيب بالرصاص بشكل مباشر أم بشظايا الزجاج المتطاير من السيارة التي كانت تقلها عندما اعترضها مسلحون وقاموا بإطلاق الرصاص على السيارة.

من ناحية ثانية، قالت مصادر مقربة من وزير الدولة اليمني شايف العزي صغير لـ«الشرق الأوسط» إنه انسحب من حكومة الوفاق الوطني، وهدد بالاستقالة، في حال لم تتخذ الحكومة أي إجراءات لحماية أبناء تهامة من «الظلم الذي يُمارس ضدهم». وأشارت المصادر إلى أن انسحاب الوزير اليمني الذي ينتمي لإقليم تهامة، جاء احتجاجا على رفض الحكومة في اجتماعها الأسبوعي، أمس، إدراج عدد من القضايا التي تعنى بالإقليم في جدول أعمالها، وبين تلك القضايا قيام «اللواء العاشر - حرس جمهوري» بقيادة العميد الركن أحمد علي عبد الله صالح بالاستيلاء على أراضي المواطنين في منطقة جميشة قرب مدينة الحديدة بالقوة المسلحة، ضمن أعمال النهب التي تجري في الإقليم للأراضي من قبل نافذين في الدولة مدنيين وعسكريين، وأيضا بسط سيطرة أحد الألوية العسكرية على مدينة باجل ونهب الأراضي والتنكيل بالمواطنين هناك وفرض جبايات. وأضافت المصادر المقربة من الوزير اليمني أن ضمن أسباب انسحابه من اجتماع الحكومة تقديم وزير الأسماك تقريرا مجحفا بحق صيادي أبناء الإقليم، ويشرع لعمليات الصيد الجائر التي تقوم بها سفن مصرية في المياه الإقليمية اليمنية بالبحر الأحمر على حساب الصيادين اليمنيين. وأدت هذه القضايا وغيرها إلى نشوء ما يسمى «الحراك التهامي» باليمن، الذي يطالب بوقف ما تتعرض له المنطقة، وبعرض «القضية التهامية» في مؤتمر الحوار الوطني الشامل الذي انطلقت أعماله في صنعاء، قبل أسبوع، إضافة إلى المطالبة بأن تكون تهامة إقليما مستقلا.